الرئيسية » أغراس أغراس » منبر الأحرار »

موسوعة سياسية شعبوية مغربية بلغة مدجنة ومهجنة

لقد حقق المغرب نصرا مبينا وفتحا كبيرا في الآونة الأخيرة لدرجة أنه سيدخل كتاب غينيس للأرقام القياسية وذلك بعد سلسلة طويلة من الفضائح السياسية والاستعارات اللغوية والتهريج النيابي لحكومة مبلقنة مثقلة بالإحباطات والإكراهات، حكومة شعارها الخفي (الميزان ينطح المصباح) وذلك بعد اتفاق تاريخي وجغرافي بين عدة دكاكين سياسية وحوانيت انتخابية لا لون ولا طعم لها تحكمها ديناصورات محنكة في الريع السياسي، حيث قررت هذه الديناصورات العودة إلى الحياة بعد سبات عميق ونوم ثقيل واستراحة بيولوجية سياسية طويلة وخلق منتدى عالمي شعبوي للفكاهة والتهريج السياسي وتأريخ وتدوين أقوال وحركات وقهقهات الوزراء والساسة والقادة النقابيين وتسجيلها والحفاظ عليها كثرات مغربي بامتياز لتستفيد منها الأجيال القادمة…

بقلم: مجد الدين سعودي

يقول العارفون بكواليس وخفايا (ناسيونال جيوغرافيك) في نسختها المغربية الفريدة أنه سيتم تسويق سلسلة معارف لديناصورات ما قبل وما بعد 20 فبراير وببغاوات الحكومة المبلقنة وسيتم منع ونشر مواد الموسوعة المغربية على “اليوتوب” و”الفايسبوك” و”تويتر”، إلا بإذن من موازين بنكيران وشطحات شباط وتصريحات الخلفي الأبريلية وبيانات المرحومة (مجموعة 8) السوريالية ومولود اتحاد الاتحادات الاشتراكية…

أول سلسلة سيدشنها الدبلوماسي والسفير السابق ووزير التعليم الذي كان خطأ حسب تعبير زعيم الشعبويين حميد شباط، حيث يعود الفضل، كل الفضل، لـ”الوفا” في ابتكار مصطلحات شعبوية ستدخل تاريخ السيرك السياسي لحكومة اللاانسجام، فمصطلح (والله أوباما باباه….) تدل على الكم والكيف، فالكم يدل على العدد،( عندنا في المغرب الاكتظاظ، أوباما باباه ماعندوش..عندنا تعليم فاشل، أوباما باباه ماعندوش..عندنا محفظات ثقال، أوباما باباه ماعندوش….)، الكم عرفناها والكيف قد تكون – والله أعلم – منسوبة إلى حركة “السبسي” الشهيرة التي قام بها الوفا في البرلمان… ومصطلح (أنت خاصك راجل) له دلالة سيميائية، فالوزير المحترم يريد التسريع بتزويج القاصرات لحل مشكل الاكتظاظ والتكدس في مدارس الوفا النظامية وغير النظامية… ومصطلح (المدير وصاحبتو) رجوع للأصل لأن الوفا وفي لأصله المراكشي فالمعروف عن المراكشيين أنهم أصحاب نكتة وحس فكاهي، لهذا ظن الوفا أنه في حلقة من حلقات “جامع الفنا” فأراد إضحاك وإسعاد وإمتاع الجمهور… ومصطلح (المدير  واش عندك الطواليت) حسب –علم النفس-  قد يكون الوفا قصد نفسه بطريقة لا إرادية، لأنه – والله أعلم – كان مقبوط ومزير وخاف يديرها في سروالو.

لهذا استغاث بالمدير الذي لم يسمع لهاته وصرخاته، فاضطر إلى المناداة على صاحبتو ليرشداه إلى المرحاض … أما حركة “السبسي” التي قام بها الوفا في البرلمان فقد رفضتها قناة (ناسيونال جيوغرافيك) لأن لها دلالات وتعبيرات سينمائية وحولتها –بسرعة البرق والرعد معا– إلى المركز السينمائي المغربي الذي أعجب بها أشد الإعجاب وقرر تمويل فيلم ضخم عنها بميزانية سمينة تحت عنوان ( زيرو وحكاية السبسي)، ويقال –والله أعلم– أن هذا الفيلم سيشارك في كل المهرجانات السينمائية الدولية، وتنبأ له “نور الدين الصايل” بالفلاح والنجاح والحصول على جوائز قيمة كتلك التي حصدها “رشيد الطاوسي” مع منتخب الأسود الهرمة، وبما أن لا نجاح في مدارس الوفا حيث احتل التعليم في المغرب المراتب الأخيرة عالميا، فـ”الوفا” يصيح بصدق هذه المرة  (والله أوباما باباه ماعندو بحال التعليم ديالنا…)

أما ثاني السلسلة فهو صاحبنا بنكيران المغضوب عليه من العدو اللذوذ حميد شباط، فسنجده يستعمل معجما لغويا جديدا وقاموسا غرائبيا في تلفزة الواقع، حيث رد رئيس الحكومة –مشكورا–  الاعتبار للتماسيح واستعملهم في حروبه الكلامية ضد العفاريت المجهولة النسب والحسب ومطاردتها ليل نهار، ولما أتعبته الحرب الغير المتكافئة استسلم المسكين لأشباح المعارضة التي تتمايل وتتحنقز عليه لأن ( اللي فيه الفز تيقفز)، ومع بنكيران المتميز بالسنطيحة فانه يخاطب –ولأول مرة في تاريخ البشرية– العفاريت والتماسيح قائلا (راكم ما تتخلعونيش)، وعندما يتعب المسكين من الصراخ والثرثرة الزائدة وإصلاحاته الوهمية لصندوق المقاصة وغيره، فإنه يختم مداخلاته بقوله (واش فهمتوني ولا لا…)، وأفضل إجراء اتخذه لحماية الفساد والمفسدين يتجلى في قوله (عفا الله عما سلف)، وفي البرلمان يبدأ من الأخر حيث يستعمل –حصريا–  في تعابيره السياسية ( النصوص ثم الفقرات ثم الجمل ثم الكلمات ثم الحروف…) لأنه دخل (متاهة) السياسة و(التي لا ترى بالعين المجردة)، لهذا يصر في القبة البرلمانية على (المتابعة) والمواجهة لأن ( ..الجحيم هم الآخرون…..) حسب سارتر…

أما ثالث السلسلة فهو حميد شباط الذي أصبح نارا على (علم)، أدلى  بدلوه في الموسوعة الشعبوية حيث اكتشف – ولوحده – أن فاس ذكرت في كتب مقدسة كما يستشهد في منامه بسيدي “علال الفاسي” الذي يزوره ولوحده –في المنام طبعا– دون باقي أعضاء حزب الاستقلال، ويبشره بأنه سيصبح زعيما تاريخيا لحزب الاستقلال ونقابته معا، ويرجع لحميد شباط الفضل –كل الفضل– في ارتداء بنكيران للبذلة والكرافاطة والنظارات الطبية وركوب السيارات الفارهة، بل أكثر من هذا فـ”حميد شباط” أخرج تقسيما جديدا للتاريخ ، فهناك تاريخ “الحاج شيوعي” وتاريخ ما قبل الحاج شيوعي إسوة بالتاريخ الميلادي والهجري والشباطي،  وهذا سبق صحافي واكتشاف تاريخي عظيم لداهية فاس والذي بنى لسكانها –في المشمش طبعا– بحرا عظيما زوقه بمنحوثة لبرج ايفيل كما أن خصومه السياسيين –وما أكثرهم– يدخلون بين (الظفر واللحم)، بل أكثر من هذا فهو (عفريت) لن يفهمه إلا (عفريت مثله)، العفاريت فهمناها لكن للأسف لم يشر شباط للتماسيح في مداخلاته النقابية والسياسية، ويتابع الفاتح الأعظم –عفوا– القائد الأعظم “حميد شباط” واصفا أحد الوزراء في الحكومة التي يشارك فيها الاستقلال بالوزير السكران، وربما يقصد زعيم الميزان (الوزير الغلبان) أو (الوزير النعسان) أو (الوزير الشبعان) أو (الوزير التلفان)، لأن العرارم تخلطات على الميزان أثناء التناطح  والتساطح مع مصباح العدالة والتنمية والذي لم تنفعه بركات الاصلاح والتوحيد ولا علم نفس العثماني….

ملحوظة : تعلن الموسوعة السياسية الشعبوية المغربية الى كل من يجد في نفسه شبها بالديناصورات إلى الإسراع بتسجيل نفسه لتعم الإفادة والاستفادة أجمل بلد في العالم…

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك