الرئيسية » أغراس أغراس » منبر الأحرار »

قضية الصحراء … دلالات استغناء “ستيفان دي ميستورا” عن زيارته للاقاليم الجنوبية

تغيرت نيوز

قاد المبعوث الأممي إلى الصحراء جولة جديدة إلى المنطقة، غير أن هذا الأخير عدل عن زيارته للاقاليم الجنوبية، واكتفى بزيارة الرباط ولقاء المسؤولين المغاربة وتباحث معهم حول القضية وسبل الدفع بعجلة حلها إلى الأمام، ويبدو أن مرد ذلك هو احتجاج المغرب على الزيارة السابقة لمبعوث الأمين العام إلى العيون، حيث أكد المغرب على أن القضية لايمكن أن تتقدم بجولات فاقدة للمعنى والهدف، وتكون في كثير من المناسبات عرضة لمناوشات انفصالية لاتزال تردد اسطوانات تجاوزها الواقع ولايمكن الرجوع إليها امميا وشعبيا.

إن أبرز الدلالات التي يمكن تسجيلها حيال هذه الواقعة هي وجاهة وصوابية وقوة المقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي موسع للاقاليم الجنوبية للمغرب، يضمن بموجبه لساكنة الصحراء تدبير شؤونها بحرية وديمقراطية، وهو المقترح الذي يجد صداه على المستوى الدولي، وما الانفتاح الديبلوماسي العالمي على منطقة الصحراء الا لدليل قاطع على جدية هذا المقترح وعمقه القوي، كما أن انتقال المغرب من التدبير الدفاعي لملف الصحراء عبر تلقي الصدمات وصدها دون القيام بردود الفعل اللازمة، إلى التدبير الهجومي واتخاذ القرارات الضرورية والدفاع عنها اقليميا وامميا، شكل دلالة قوية على بروز قوة وحضور ديبلوماسي يضرب له ألف حساب على الصعيد الدولي.

إسماعيل اكنكو: (*)

ولامراء من القول بأن ابرز دلالة يمكن استنتاجها على مستوى هذه الواقعة، هو تآكل الاطروحات التي تنادي بها “جبهة البوليساريو ” من قبيل تقرير المصير،  والانفصال، ووقف اطلاق النار،  وغيرها من المفاهيم التي تعود إلى ازمنة الحرب الباردة ،ومخلفات المعسكر الشرقي، ولم تعد تجدي نفعا أمام قيام نظام عالمي جديد تحكمه المصلحة الفردية، وموسوم بالتحولات التي لاتبقي ولاتذر كل توجه لايستقيم من ما ذكر.

إن التحولات التي يشهدها ملف الصحراء، تصب في عمومها في صالح المغرب، وتزكي عمل الديبلوماسية الرسمية والموازية، وتؤكد بالضرورة على أهمية مزيد من تمتين الجبهة الداخلية، ومحاربة كافة مظاهر الريع والاحتكار، والحظوة السياسية بالاقاليم الجنوبية، و إعادة النظر في استرايجية الدولة اتجاه هذه الأقاليم بما يضمن التماسك والاجماع الوطني حول هذه القضية.

(*): باحث في سلك الدكتوراه (القانون العام والعلوم السياسية).

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك