العصا لمن عصى

---

من شهد الفيلم الأمازيـغي “بوتفوناست”، الذي لعب فيه الممثل والفنان المرحوم “محمد أبعمـران” دور البطولة، يتذكر مقولته الأمازيغيـة الشهيرة “أسْتِّينْ أوكَــانْ تْسْرْسْتْ أسِنْـتّيدْ سِيكْ” معناها بالعربـية، مجـرد أن تضع تلك العصى التي بها تضربهم، إلا ويضربونك بها”. صدق الفنـان المرحوم محمد أبعمران. ففي إقليم سيدي إفني عموماً ومنطقة إمجاض والنواحي بالخصوص، أخذوا تلك العصى التي وضعناها جانباً يضربون بها فقراء وضعفاء هذه المنطقة. جميعهم الآن يريدون اللعب في الساحــة الفارغة التي تركها الأحرار لفائدة الأشرار.

لم يكن غيابنا خوفاً ولا طمعاً، كانت ظروف ومرحلة استثنائية من أجل التقييم والمراجعة، ومـن أجل قياس ما مدى وعـي ساكنة الإقليم عموماً ومنطقة إمجاض والنواحي بالخصوص. وما مدى استيعاب بعض المؤسسات العمومية بمختلف أنواعها ظروف المــرحلة. فإذا بنا نكتشف أن الوضــع “الديكتاتـوري” لا زال قائماً بمساعدتنا للديكتاتوريين طبعاً.

أوضاع أمنية وتعليمية وصحية وإدارية كلها تدهورت في الآونة الأخيرة وفي عز أزمة كورونا، مراكز صحية بدون طبيب وخدمات صحية رديئة، والمجال التعليمي والتربوي يتخبط في مشاكل كثير، وصفقات عمومية مشبوهة هنا وهناك، وأشغال بناء مرافق عمومية لا تحترم أبسط الشروط والمعايير الضرورية و”بَّاكْ صاحبي” يسود في بعض الإدارات وغيرها من المشاكل التي يتخبط فيها الإقليم.

كل ذلك نتيجة ملعب بفريق واحد كامل الصفوف، مقابل مرمى الخصم الفارغة. ونتيجة ملعب انسحبت منه كل مكونات الإقليم التي كانت إلى وقت قريب تسجل أهداف تلوى الأخرى في مرمى الفساد والديكتاتورية.

غاب الدور الإعلامي أولا، تم جمعيات المجتمع المدني ثانيا، وانسحبت في نفس الملعب فعاليات سياسية كانت تنشط الساحة السياسة إلى وقت قريب، وانسحب الشباب وارتموا في أحضان الأحزاب الفاسدة، واعْتُبِر هذا الانسحاب بمثابة العصى التي وضعت جانباً، وأصبحنا نُضْرَبُ بها كل صباح.

واختصاراً ففيلم “بوتفوناست” لابد أن يصل نهايته بقبلتنا خصوصاً، وبإقليمنا عموماً، لنُخرج تلك العصا التي وضعناها جانباً، فبِها سيتحقق العدل وينتصر الحق ونبها سُنزهق الباطل.

ولنا عودة إلى كل المواضيع بالتفاصيل.

تغيرت نيوز /  الافتتاحية

رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=44753