لماذا استمر ويستمر رئيس مجلس جماعة تغيرت بإقليم سيدي إفني في إقصاء بعض الدوائر الانتخابية بتراب جماعته؟، سؤال يطرح نفسه في كل لحظة وحين بمجلس جماعة تغيرت، وفي كل ولاية انتخابية أيضاً. ساكنة جماعة تغيرت بإقليم سيدي إفني استبشرت خيراً بانتخاب الأستاذ محفوض جالي رئيساً جديداً لجماعة تغيرت للولاية الحالية (2021 – 2027). أولاً كونه شاباً مثقفاً ورجل تعليم، راكم تجربة جمعوية وسياسة لا بأس بهما. كان فاعلا جمعويا نشيطا بجمعية “تيويزي” بجماعة تغيرت، وكان كاتبا محليا لحزب التقدم والاشتراكية بقيادة تغيرت إلى حين انتخابه رئيساً لجماعة تغيرت عن حزب التجمع الوطني للأحرار.
كان الجميع، يتوقع أن يكون الأستاذ محفوض جالي رئيساً لكل ساكنة جماعـة تغيرت، وليس رئيساً للبعض ومعارضاً للبعض الآخر، وهو الذي عانى مرارة الإقصاء والتهميش والتمييز السلبي لمدة 22 سنة، (2009 – 2015) عندما كان معارضاً عن حزب التقدم والاشتراكية، ورئيس جماعة تغيرت أنداك هو الأستاذ الطاهر إدوزان، وكذلك في الولاية السابقة (2015-2021) عندما كان الأستاذ جالي نائباً أول للرئيس الحاج عمر أمهزول، ومعارضاً له في نفس الوقت .
ويُبرر أنداك الأستاذ محفوض جالي معارضته للرئيسين طيلة الولايتين بالعنصرية والإقصاء والتمييز السلبي التي يمارسها مدبرو الشأن العام في حقه، وفي حق دائرته الانتخابية، وللأسف الشديد، وبعد قضائه 22 سنة في المجلس الجماعي لجماعة تغيرت معارضاً عن حزب التقدم والاشتراكية، اليوم بعد أن تسلم زمام أمور تدبير الشأن المحلي باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، “يتعمد” الأستاذ محفوض جالي أن يمارس ضد فئة معينة من ساكنة جماعاته نفس الإقصاء والتهميش.
الأستاذ محفوض جالي، يتعمد منذ انتخابه رئيساً للمجلس بعد الانتخابات الجماعية لـ08 شتنبر 2021، أن يمارس إقصائه ضد بعض الدوائر الانتخابية التي لا ينتمي ممثلوها للأغلبية، على سبيل المثال لا الحصر، الدائرة الانتخابية رقم 04 (أدوز) التي يمثلها عضو عن حزب التقدم والاشتراكية، والتي مورس في حقها التهميش والإقصاء، رغم أنهـا أكبر دائرة انتخابية من حيث السكان والناخبين ومن حيث المساحة أيضاً.
فخلال أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس المنعقدة مارس 2022، والتي عرفت برمجة ما يقدر بـ 400 مليون سنتيم، منها تهيئة وتبليط المسالك الطرقية بميزانية 165 مليون سنتيم، استفادت منها أغلب الدوائر الانتخابية باستثناء الدائرة الانتخابية “أدوز”، وهو نفس الإقصاء مارسه رئيس المجلس ومعه أغلبيته خلال أشغال الدورة العادية المنعقدة ماي الجاري (2023) أثناء برمجة حوالي 140 مليون سنتيم، والتي عرفت اقصاء الدائرة من جديد، مقابل استفادة دوائر أخرى بشكل غير منطقي، لا سيما في مشروع تزويد الساكنة بالمـــاء الصالح للشرب.
فخلال أشغال الدورة العادية لشهر ماي الجاري (2023) أثناء برمجة الفائض، ثم تخصيص ميزانية 07 ملايين سنتيم لبناء خزان للماء بدوار أكني إخنوفا، و05 ملايين سنتيم بمد قنوات الماء بمنطقة إزناكن، علماً أن النقطة الأولى من أشغال الدورة نفسها، صادق فيها المجلس على اتفاقيات شراكة مع جمعيات لتسيير مشروع الماء الصالح للشرب بالدوارين في إطار برنامج تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب استفادت منه جماعة تغيرت بميزانية 04 ملايين و100 مليون سنتيم، والذي صادق عليه المجلس أكتوبر 2017، يهم تزويد 94 دوار من جماعة تغيرت بالماء الصالح للشرب.
استفادة دوار أكني إخنوفا (الدائرة الانتخابية 06 التي يمثلها مبارك لشكر النائب الثاني للرئيس)، ودوار إزناكن والنواحي (الدائرة الانتخابية 07 التي يمثلها رشيد الخخام النائب الرابع للرئيس) من ميزانية الجماعة، رغم استفادتهما من الشطر الأول من مشروع تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، وصادق المجلس على الاتفاقية في نفس الدورة، يعتبر محاباة وإقصاء للدواوير المحرومة من هذه المادة الحيوية، على سبيل المثال دوار “أكجكال ندبوودي” المحروم من هذه المادة إلى اليوم، وبدلاً من استفادته من ميزانية الجماعة اكتفى المجلس برفع ملتمس إلى المديرية الإقليمية للفلاحة من أجل تزويده بالماء الصالح للشرب، منذ دورة يوليوز 2022 دون جدوى.
دائرة أدوز هي الأخرى، والتي تستفيد من مشروع الماء انطلاقاً من جمعية كرامة، التي تزود أكثر من 1000 عداد بالماء الصالح للشرب، والتي تعـاني دواويرها من الانقطاعات المتكررة للماء، خاصة في فصل الصيف وفي بعض الفترات، كمناسبة عيد الأضحى، محرومة من الاستفادة من ميزانية الجماعة لتزويدهـا بالماء الصالح للشرب الذي هو اختصاص ذاتي وحصري للجماعة، كنوع من الإقصاء والتهميش الذي يُمـارسه رئيس المجلس لكون ممثل الدائرة لا ينتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، علماً أن حزب الحمامة حصل على 152 صوت من هذه الدائرة مقابل 182 صوت لحزب الكتاب.
حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يرأس الجماعة يحصل من هذه الدائرة كما سلف الذكر على 182 صوت، وحصل حزب الأصالة والمعاصرة الذي هو في منصب النائب الأول لرئيس الجماعة على 116 صوت، أي ما مجموع الأصوات التي حصلت عليها الأغلبية من “دائرة أدوز” هو 298 صوت للأغلبية مقابل 182 صوت لممثل الدائرة الفائز بالانتخابات، كفيلة بأن يعترف رئيس المجلس ونائبه الأول أنهما يُقصيان أغلبية من سكان الدائرة ينتمون لحزبيهما.
سعيد الكرتاح – تغيرت نيوز
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=45522
مع احترامي للاساتذة . لكنهم يفشلون في تسيير الجماعات التي يتولون رئاستها
والسبب هو استخدام عقلية التعليم و القسم في تسيير الجماعات .
التسيير يستلزم التشاور مع جميع الأطراف وتحديد الأولويات مع إدخال بعض السياسة واللباقة في التعامل مع المواطنين وعدم التمييز بينهم .
المرشح للدائرة لكن الرئيس بمجرد انتخابه يصبح للجميع.
أكتب تعليقك