الرئيسية » الافتتـاحيـة »

لْعْكْرْ فُوقْ لْخْنُونَة

لا حديث في اليومين الأخيرين، الخميس والجمعة 03/04 ماي 2019 بجماعتي تغيرت وإبضر بإقليم سيدي إفني إلا عن المسالك الطرقية المنجزة في الآونة الأخيرة، والتي توسم فيها سكان المناطق المستفيدة خيراً أن تفك العزلة عنهم، إلا أنها غير ذلك، إذ عمقت هذه المسالك معاناتهم أكثر من السابق، وأخص بالذكر هنا 03 مسالك، الأول الرابط بين طريق إدلقاضي وإدعلي ملولن بجماعة تغيرت، والثاني الرابط بين الطريق الإقليمية 1919 وإدعلي ملولن بنفس الجماعة، والثالث الرابط بين الطريق الإقليمية 1919 ودوار تاكنيت مروراً بعدد من الدواوير بعضها تابع لجماعة تغيرت على سبيل المثال تيفرضين، وأخرى تابعة لجماعة إبضر على سبيل المثال إدبوجمعة وإدبها.

الطريق الرابطة بين الطريق الإقليمية 1919 وإدعلي ملولن، والتي كانت موضوع استهزاء من طرف عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أنجزت من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (اللجنة المحلية تغيرت)، بدل أن تفك العزلة، زادت منها، نتيجة رداءة الأشغال، حيث تتواجد إلى حدود ليلة أمس الجمعة 03 سيارات معلقة في هذه الطريق، بسبب ما يـُسمى بـ”لْبُورْبَاجْ” في انتظار أن تشرق شمس الصيف حتى تتمكن السيارات من العبور، خاصة وأن التراب المستعمل في هذا الطريق ليس ذو جودة عالية وفق تعبير وتصريحات الساكنة المستفيدة، وستضطر الجماعة الترابية لتغيرت بصفتها حاملة المشروع إلى إعادة إصلاح الطريق من جديد.

أما بخصوص المسلك الثالث الرابط بين الطريق الإقليمية 1919 ودوار تاكنيت مروراً بمجموعة من الدواوير، والذي انتهت في الأشغال قبل أسابيع، وصُرفت فيه ميزانية تـُقدر بـ200 مليون سنتيم، فتحول هو الآخر بفضل هذه التساقطات المطرية إلى أسوأ ما كان عليه في السابق، مع العلم أننا سبق وأن نبهنا بذلك في مقالات سابقة، أكدنا من خلاله أن الأشغال مهترئة ونوعية التربة المستعملة لا تصلح لمثل هذه الطريق التي تـُصرف عليها الملايين، كما أكدنا أن الطريق (مَاشْبْعَاتْشْ دْكَــاكَـة أ عِبَاد الله)، وقد اعترض ذات يوم ساكنة أحد الدواوير رئيس جماعة ترابية يشتكون له رداءة الأشغال قال لهم: “غَادِي نْدِيرُو له كُــوضْرُونْ”.

من كان يسمع إلى المثل الشعبي، “لْعْكْرْ فُوقْ لْخْنُونَة”، فهو ما ينطبق تماماً على هذه المشاريع “الفاشلة” التي فـُضحت من الله سبحانه وتعالى بفضل قطرات مطرية قليلة. لم تكن تلك الأمطار طوفانية حتى يعتقد الجميع أنها حالة استثنائية، لكنها أمطار جد جد ضعيفة أظهرت هشاشة هذه المسالك، كما أظهرت “الغش” في الانجاز و”السمسرة” في المشاريع، المنجزة من المال العام، وبالتالي، فلا حل للساكنة إلا مراسلة وزارة الداخلية والديوان الملكي والقضاء لفتح تحقيق في الخروقات التي شابت هذه المشاريع، ليست هذه المشاريع وحدها، وإنما باقي المشاريع في عموم تراب الإقليم.

تغيرت نيوز /  الافتتاحية

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك