الرئيسية » أغراس أغراس » كلشي باين »

الحسين أمجوض يكتب: أين اختفى مسؤولوا إمجاط خلال الزيارة الملكية؟

أطلق الملك محمد السادس مشاريع توصف بالضخمة لتنمية جهتي الداخلة كلميم واد نون إد تم يوم الاثنين 08 فبراير 2016 التوقيع على عقدي البرنامج بين الدولة والجهات المعنية، وذلك تفعيلا للنموذج التنموي الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية بغلاف مالي إجمالي يناهز 77 مليار درهم. وفي  هذ الصدد  أكد رئيس جهة كلميم  واد  نون والتي  تنتمي  إليها إمجاط، أن النهوض بالمواطن سيكون مركز التنمية بهذه الجهة، بخلق فرص جديدة للشغل والنهوض بالفلاحة التضامنية وتنمية قطاع التربية بمبلغ يناهز 412 مليون درهم، وقطاع الصحة بغلاف مالي 531 مليون درهم وتعزيز البنايات التحتية الطرقية بمبلغ يصل إلى 3,9  مليار درهم.

الحسين أمجوض

الحسين أمجوض

الذي  يهمنا  هنا وبعد  كل  هذه الأغلفة المالية الهامة، هو ما موقع إمجاط  بجماعتها الخمس من هذه البرامج التنموية باعتبار انتمائها إلى جهة كلميم  واد  نون، ولماذا يصر  سياسيوا ومنتخبو  إمجاط على ابتلاع ألسنتهم في مثل هذه اللحظات التاريخية وهم الممثلون الفعليون للسكان لدى الجهات المختصة. لماذا لم يخرجوا من  أميتهم وجهلهم ليخبرونا عن  حصة إمجاط من هذه  المشاريع.

قد أجزم ولا  شك لدي أن جل رؤساء الجماعات الخمس لا علم  لهم  بهذه  المشاريع ولا  بهذه الأغلفة المالية الضخمة التي سيتم صرفها لتنمية مراكز الجهات المعنية، وإقصاء الهوامش كالعادة، وأن  أغلبهم لا يثقن حتى كتابة اسمه فما بالك بمناقشة المشاريع  التنموية. بل إن من فيهم لا يعرف إلى أية جهة تنتمي إمجاط.  هل  تنتمي  إلى سوس  ماسة أو  كلميم واد نون، أو إلى جهة الجحيم.

531 مليون درهم المخصص لقطاع الصحة مبلغ كبير. وفي مقابله تموت النساء الحوامل ويقطع المخاض أحشائهن في بناية يطلق عليها مستشفى تصلح  لكل  شيء إلا للاستشفاء. كل ما في يد مسؤولي المستشفى هناك هو ورقة بيضاء وقلم أزرق وخاتم وزارة الصحة، بمجرد ما تلج الباب الرئيسي لهذه المؤسسة حتى يستقبلك أي  مسؤول ببدلته البيضاء وفي  يده  قلمه الأزرق ومباشرة يسرع في مدك  بلائحة الدواء التي يجب عليك اقتنائها دون أن يكلف نفسه عناء الفحص أو حتى سؤالك عن سبب الزيارة. يوقع على الورقة البيضاء بخاتم وزارة الصحة تم  يقول لك تلك العبارة المألوفة عند أطباء هذا البلد (هادي قبل الفطور هادي  بعد الغداء وهادي   شربها  قبل متنعس).

ناهيك عن الحالات المستعجلة التي  يتم نقلها إلى مستشفى تزنيت والذي بدوره يرفض  التعامل معها بمبرر أن إمجاط تابعة إداريا لعمالة إفني، كحالة امرأة التي فاجأها  المخاض لتضطر إلى التنقل بين ثلاث مراكز صحية من تغيرت إلى تزنيت لتضع مولودها في المركز الصحي لإفني. هذا الأخير ليس أحسن حالا من غيره، إذ رفض عدد من أطبائه الالتحاق بعملهم حسب بعض المنابر الإعلامية هناك.

نصيب  إمجاط من التنمية لا يعدوا أن يكون كيس دقيق مدعم لا يصلح لأي شيء ينتظره الناس شهرا كاملا أو أكثر، ويتعاركون من أجل الظفر به. هذا  غيض من فيض  قليل  من كثير مما  يعاني  إمجاط  في كل مناحي  الحياة ، لكن لا حياة لمن تنادي،  كيف لشخص أن  يشتكي من  سوء الخدمة وهو الذي باع نفسه في بورصة الأصوات الانتخابية بمقابل زهيد، بل باع كل أفراد أسرته وقبيلته، وباع  ضميره مقابل بعض الدريهمات، باع كل ذلك “لمسؤلين” لا هم  لهم سوى المزيد من تكديس الثروة واستغلال النفوذ لقضاء المصالح الشخصية وتعطيل مصالح العباد، وكل ما يتقنون هو فن نشر الغسيل فيما بينهم ونشر أخبار الصفقات المشبوهة التي وقعوها ويوقعوها  سرا و ساكنة إمجاط في  دار غافلون.

إذا كان هذا هو الوضع المتردي لقطاع الصحة بإمجاط فإن قطاع التعليم ليس أقل رداءة، أسراب من التلاميذ في رحلة الصيف والشتاء يشدون الرحال إلى “مدارس” بعيدة  يقطعون مسافات أميال للوصول إلى تلك القاعات المهترئة التي بنا الاستعمار بعضها، يأخذون قسطا من الراحة بين تلك الكراسي الخشبية ليعودوا أدراجهم بعد أن أنهكهم الطريق دون أن يضيفوا إلى رصيدهم المعرفي معلومة جديدة، أغلب المعلمين  يغيبون بسبب أو بدونه، فهذا المعلم ذاهب للتسوق وتلك المعلمة لم تلتحق بعد بالمؤسسة… وبين هذا وذاك يضع التلميذ، وكم يغمرنا الحزن عندما نفتح صفحات كتاب النشاط العلمي، ونسمع المعلم يشرح لنا كيف أن الإنسان لا يمكنه أن يعيش بدون تغذية متوازنة، كنا نستغرب كيف أننا نستطيع العيش بالخبز الحافي والشاي فقط، وفي أغلب أيام السنة ننام بدون وجبة العشاء.

ليس هدفنا رسم صورة قاتمة عن إمجاط بقدر ما نستنكر سبات المسؤولين وعدهم أهليتهم وتغليبهم المصالح الشخصية على المصالح العامة، وكم منهم بقي جاثما على جماعة ما دامت السموات والأرض. وأعلم يقينا أن من يريد إيقاظ  ضمير مسؤولي إمجاط، كمن ينادي على الموتى في قبورهم لكن هناك حتما شباب متحمس قادر على تغيير الأمور وهؤلاء من نسعى إلى إيقاظهم.

بقلم: الحسين أمجوض / تغيرت نيوز

مشاركة الخبر مع أصدقائك

تعليق واحد

  1. سيدي احمد الفقيه: 2016/02/10 1

    من كان ذا بت فهذا بتي…………مقيظ مصيف مشتي
    البيت لرؤبة بن العجاج وهو من شواهد سيبويه في الفية بن مالك
    ومعناه ان الشاعر لا يملك الا لباسا واحدا في كل فصول السنة
    ونفس الشئ لمنتخبينا نفس العقلية ونقس الادوار التاريخية التي وجدوا عليها من سبقوهم
    علي نفسها جنت براقيش

أكتب تعليقك