حين نتأمل عصرنا الحالي في قبيلة “إمجاط” (إقليم سيدي إفني) وما تمر بيه في هذه الأيام من أحداث انتخابية، فإن منطقة “إمجاط” حاليا تتخبط في عدة مشاكل تتجسد في عوامل عدة، منها عامل المشاجرات وتصادمات في العديد من المناطق في القبيلة، سواء أكانت هذه الأحداث نتيجة عن صراعات الانتخابات أو المنازعات، فذلك يعبر عن استهجان واستهتار للقيم والمعايير والموروثات والتباهي بثقافة الاجتماعية لهويات “إمجاط”، بمحيطها الاجتماعي ككل.
ومما لا شك فيه أن الصراعات المصالحة أياً كانت أنواعها أو أشكالها وسماتها فهي تعبر عن حالة “الباثولوجيا” الاجتماعية والنفسية والتي يعم وباؤها وينتشر بشكل كبير. فلا غرابة من أن ينتقل إلينا بعد أن صار العالم بفعل العولمة الثقافية كالمنزل الواحد إن لم يكن كالغرفة الواحدة، نظرا لتلاشي المحددات والحدود الثقافية والاجتماعية.
ومن البديهي أن نقول أن سلوك الصراعات المصالحة والمادية يمثلان تحدياً لواقعنا الثقافي وتاريخنا القبائلي، فكيف يكون التصدي لهذه السلوكيات التي هيا في الغالب مكتسبة بتبني، وكما في بادئ الأمر أن طبيعة هذا السلوك الاجتماعي المنشأ في أساسياته ومخرجاته الثقافية، له العديد من التوجهات السياسية إن لم تكون مصلحية بتبعاتها ولتأثيراتها في حياة الساكنة المجاطية.
ولعلنا من هذا المنطلق إن نجيب على هذا السؤال المحدد، هل بهذا السلوك سنرسم الوصفة المناسبة لهويتنا الأصيلة بعيداً عن تكريس الكراهية، وذلك بتقديم صور جديدة لتصورات اجتماعية متجددة المفاهيم تحت ستار التنمية والحداثة من أجل نبد التفرقة.
بقلم: عـلي خـالد – “تِـغِيـرْتْ نْـيُوزْ”
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=4336