الرئيسية » الافتتـاحيـة »

أليس منكم رجل “رحيم”؟


لم تكن حديث الساعة في الأيام الأخيرة بمناطق إمجاض عموما وجماعة تغيرت خصوصا سوى جريمة قتل راح ضحيتها شاب في الثلاثينيات من عمره الذي لقي حتفه بطعنة سكين جزار ، وهو حديث الساعة من المقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الأسواق وتحت جدران المساجد.

صحيح وقعت الجريمة، وغادرنا “القاتل” إلى غياهب السجون وقبر الدنيا، مخلفا وراءه أسرة مكلومة محطمة نفسيا، من زوجة صغيرة وأبناء اثنان منهما ذكر وأنثى يـُتابعان دراستهما، الفتاة بجامعة ابن زهر والفتى حصل على شهادة البكالوريا هذه السنة.

الضحية هو الآخر غادرنا إلى دار البقاء، مخلفا وراءه ابنته اليتيمة ذات الست سنوات، وأختين يتيمتين الأبوين، وعلم الله بحالهما وهما اليوم في بيت مهجور قد يسقط على رؤوسهما في أي وقت، منزل يفتقر لأبسط شروط العيش الكريم، بلا ماء ولا كهرباء، وما يرافق ذلك من حياة قاسية.

حديث الساعة انعرجت عن النقاش الحقيقي للقضية، ورافق الحديث كثير من الإشاعات تمس بكرامة الأسرتين، ليس الجاني والضحية بالفعل، لكن بعائلتهما اللتان لا ذنب لهما في ما وقع، سواء أسرة الجاني أو أسرة الضحية، فعلى الأقل والواجب أن يرحم المجتمع أسرتين وإنهاء انتشار الإشاعة.

أما العودة إلى سؤال العنوان: أليس منكم رجل “رحيم”؟ فالملاحظ أن عدد مهم من رجال المال والأعمال والمتقاعدين والتجار بإمجاض اليوم يتسارعون إلى المشاركة في قرعة الحج عسى أن “يتسوقوا” السعودية لتغيير اسمهم الحقيق لكي يبدأ بـ”الحاج فلان”، نسوا وتناسوا أن هناك حج في المنطقة يـُنادهم.

من يريد أن “يتسوق” السعودية بما يقدر بـ 10 ملايين سنتيم لتغيير الاسم، أليس الحج لدى تلك الفتاتين اللتان غادرهما أخوهما المعيل الوحيد، وهما يحتجان اليوم قبل الغد إلى منزل صغير يأويهما ويحفظ لهما كرامتهما كما يحتجان اليوم إلى من يمد لهما يد الرحمة والعيش الكريم؟.

تغيرت نيوز / الافتتاحية

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك