استفحال الظاهرة
في الـ08 من أبريل من السنة الماضية (2015) نشرت جريدة تغيرت نيوز تقريرا حول ظاهرة انتحار الفتيات القاصرات بقبيلة إمجاط إقليم سيدي إفني تحت عنوان، “ظاهرة انتحار الفتيات القاصرات بـ”إمجاط” … دوافع وأسباب وأسئلة بلا جواب”. التقرير جاء بعد مجموعة من حالات انتحار عرفتها المنطقة خلال السنوات الماضية، ما طرح ويطرح أكثر من علامة استفهام حول استفحال الظاهرة في قبيلة أمازيغية محافظة. والذي يطرح السؤال أكثر أسباب عدم وصول التحقيقات الأمنية والقضائية إلى أسباب هذه الحالات الانتحارية التي أضحت في السنوات الأخيرة مألوفة لدى الرأي العام المحلي.
أول حالة .. 21 سنة
أول حالة انتحار تهز قبيلة إمجاط مباشرة بعد إطلاق موقع تغيرت نيوز الإلكتروني، كان ذلك أكتوبر 2016 حيث اهتز دوار أيت عمر بجماعة أنفك على حادث انتحار شاب يبلغ من العمر 21 سنة متزوج وأب لطفلة، (أقدم) بعد أن تناول مادة “الماء القاطع” في إحدى المحلات التي كان يعمل بها بمدينة الدار البيضاء. بعد أن تلقى مجموعة من المكلمات تدعي أن زوجته تخونه مع أحد الأشخاص بالمنطقة، ما أدى إلى دخوله في حالة اكتئاب نفسي طويل، دفعته إلى الإقدام على الانتحار. مما استدعى نقله إلى إحدى المستشفيات بالدار البيضاء لتلقي العلاجات، إلا أنه فارق الحياة بعد يوم من دخوله المستشفى.
انتحار فتاة قاصر شنقا
هذه الحالة، بداية حالات جديدة تهتز على إثرها القبيلة، ففي سنة 2015، وبالتحديد ذات يوم جمعة (03 أبريل 2015) أهتز أحد دواوير تغلولو بجماعة إبضر على حادث انتحار فتاة قاصر شنقا، دون أن تحدد التحقيقات من جديد أسباب الانتحار واكتفت الأخبار المتداولة أن الفتاة تعاني من اضطرابات نفسية، وهو التبرير الذي يتم الترويج له بعد كل حادث مماثل. وتجدر الإشارة عدد حالات الانتحار في نفس الدوار (تغلولو) خلال السنوات الأخيرة ما يقارب ثلاثة حالات، كان آخرها انتخار فتاة أخرى برمي نفسها في مطفية مائية، دون تحديد أسباب الانتحار.
حادث انتحار بعد أسبوع
ليست الجماعتين إبضر وأنفك وحدهما التي شاهدتا حالات انتحار، ففرقة أيت كرمون التابعة لنفوذ تراب جماعة سبت النابور بنفس المنطقة شهدت هي الأخرى ذات مساء يوم الثلاثاء (07 أبريل 2015) حادث انتحار فتاة بعد أن تم إيجاد ملابسها بجوار بئر بدوار “أكجكال” بعد البحث عليها والعثور عليها داخل البئر، مع العلم أن هذا الحادث يأتي بعد أسبوع فقط من حادث دوار تغلولو بجماعة إبضر.
تعليمات بالدفن
بعض أسباب حادث انتحار فتاة دوار أكجكال من فرقة أيت كرمون جماعة سبت النابور التي حصلت عليها تغيرت نيوز أنذاك من مصادر قريبة من الضحية والتي تبلغ من العمر 18 سنة، تكمن وفق ذات المصادر تكمن في ظروفها الاجتماعية والاقتصادية المزرية التي تعاني منها. وتشير المصادر الغير الرسمية حيت التحقيقات القضائية لم تكشف عن الاسباب واكتفت بإعطاء تعليماتها بالدفن، أنها تعاني من ظروف معيشية جد صعبة، خاصة وأن منزل عائلتها تعرض لأضرار جسيمة منذ الفيضانات التي شهدتها المنطقة شهر نونبر من سنة 2014. وأن أخت الضحية هي المعيل لأسرتها والتي تشتغل كخادمة للبيوت بمدينة تيزنيت بأجرة هزيلة ضعيفة لا تتعدى 300 درهم في الشهر، إضافة إلى ظروف أخرى في نفس السياق.
مع جثتها دفن سر انتحارها
زحف الانتحار لن يقف عند هذا الحد، ففي نفس السنة، أي سنة 2015، وبالتحديد يوم الجمعة 12 يونيو 2015 بأحد دواوير تابع لنفوذ تراب جماعة بوطروش. اهتزت الساكنة المحلية على واقع حادث انتحار جديد لفتاة لا يتعدى عمرها 17 سنة برمي بنفسها أو رُمِيَتْ في خزان مائي أرضي (ضفيرة المياه) والتي نُقلت جثتها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول بمدينة تيزنيت لإجراء تشريح طبي لها لتُعطى تعليمات من جديد بدفنها، ومع جثتها دفن سر انتحارها لعدم معرفة أسباب الانتحار.
هاتف الضحية لا زال يرن
المعطيات التي حصلت عليها من جديد تغيرت نيوز بخصوص فتاة بوطروش ذات الـ17 سنة في غياب تام للمعطيات الرسمية، والتي نشرتها الجريدة بتاريخ 16 يونيو 2015 تفيد أن الخزان المائي الأرضي (ظفيرة) التي عثر فيها على جثة الضحية، والتي يُعتقد أنها انتحرت، تفيد بأن الضحية يُعتقد أنها توفيت جراء “القتل” ورميها في ذات الخزان. وتشير ذات المعطيات أن هاتف الضحية لا زال يرن إلى حدود ليلة أمس الاثنين 15 يونيو 2015 مع العلم أنها عثر عليها يوم الجمعة 12 يونيو، في حين أن المعطيات التي قُدمت لمصالح الضابطة القضائية التابعة للمركز الترابي للدرك الملكي لتيغيرت المشرفة على التحقيق في النازلة، تفيد بأن هاتفها لا زال داخل الخزان المائي حيث عثر عليها ولم يتم استخراجه بعد. وتشير نفس المعطيات أنذاك بأن الخزان المائي الذي عثر عليها داخله لا يتعدى علو الماء داخله متر واحد و30 سنتيميترات، في حين طول الضحية يبلغ 1.75 متر. وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة وأن الضحية دفنت بمدينة تيزنيت.
شبح الانتحار وجماعة إبضر
بعد أن اهتزت القبيلة بأكملها على هذه الحوادث الانتحارية وخصوصا في صفوف الفتيات، اهتز دوار إد لحافر التابع أيضا لجماعة إبضر على حادث انتحار أحد أبنائه بمدينة مراكش يوم الاثنين 06 يوليوز 2015 وذلك بعد شهرين تقريبا من زواجها. ليعود شبح الانتحار إلى نفس الجماعة وفي هذه السنة (2016) حيث عثر على فتاة الجمعة الماضية (27 ماي 2016) على فتاة داخل خزان مائي أرضي (ظفيرة) بدوار تكاديرت ولا زال البحث والتحقيقات جارية قد تظهر حقيقة انتحاره أو قد تُدفن معها من جديد، مع العلم أن نفس الدوار شهد حالة وفاة طبيعية أخرى يُعتقد أنها تكون انتحار لأربعيني ممن مواليد 1970 حيث عثر عليه مساء يوم الأحد 14 فبراير 2016 مرميا في بئر عائلته بنفس الدوار.
سعيد الكرتاح: تغيرت نيوز من إمجاط
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=20859