الرئيسية » ملفات » ربورتاجات »

ظاهرة انتحار الفتيات القاصرات بـ”إمجاط” … دوافع وأسباب وأسئلة بلا جواب

أصبحت ظاهرة انتحار الفتيات القاصرات بمنطقة “إمجاط” إقليم “سيدي إفني” والمناطق المجاورة ظاهرة استثنائية في السنوات الأخيرة، إذ بلغت عدد حالات انتحار في صفوف الفتيات بالمنطقة حوالي خمسة حالات في أقل من ثلاثة سنة، حالتين من هذا الأسبوع.  الحالة الأولى الجمعة الماضية (03/04/2015)، والحالة الثانية في أقل من أسبوع يوم أمس الثلاثاء (07/04/2015).

حلول فصل الربيعintihar

انتشار ظاهرة الانتحار، ربطه البعض بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والنفسية لحالاتهن، إلا أن الملاحظ من أن ظاهرة الانتحار التي تشهدها المنطقة خلال هذه السنوات، تتم دائما بداية كل سنة، خاصة مع حلول فصل الربيع، وهي الملاحظة التي تتطلب تدخل جميع الاطراف المعنية خاصة المختصين في علم الاجتماع لمعرفة الأسباب والدوافع.

افتضاض للبكارة

فشباب المنطقة يرون أن دوافع وأسباب الانتحار من زوايا متعددة، لكن الأغلبية العظمي من الشباب يرون أن أسباب ودوافع الانتحار هي عاطفية بالدراجة الأولى، وعلاقات غرامية ينتج عنها حمل غير شرعي أو افتضاض للبكارة في ظل مجتمع أمازيغي محافظ. مجتمع يرى أن الفتاة أو الأم العازبة عار على أهلها وعلى المجتمع، ليبقى الحل الوحيد والأوحد لها للخروج من أزمتها وضع حدا لحياتها بالانتحار.

تتعدد أسباب وعلميات الانتحار، والهدف واحد، وهو الموت وترك مشاكل الدنيا وراءهن ويُدفن معهن بعد أيام فقط، في حين عمليات الانتحار تتم إما بطريقة إلقاء بأنفسهن في بئر كما هو الشأن لفتاة جماعة “النابور” الأخيرة، أو شنقا كما هو فتاة جماعة “إبضر”، أو في “مطفية” كما هو الشأن أيضا لفتاة بنفس الجماعة وبنفس الدوار قبل سنتين تقريبا.

طلاسم القضية وفقدان البكارة

الغريب في الأمر أن جميع الحالات التي شهدتها المنطقة إلى حد الآن عجزت الأجهزة المعنية والتي باشرت التحقيقات من الملفات تحديد أسباب ودوافع الانتحار، والأغرب في الأمر أن حالة انتحار التي وقعت قبل سنتين تقريبا بجماعة “إبضر” والتي كانت ضحيتها فتاة قاصر، أعطيت الأوامر من النيابة العامة بدفنها قبل انتهاء مصالح الدرك الملكي من التحقيقات، خاصة وأن مصادر “تِغِيرْتْ نْيُوزْ” تؤكد حصول المحققين على بعض الأدلة قد تساعدهم على فك طلاسم القضية.

شباب المنطقة من خلال تعليقاتهم على الظاهرة، يرون لها أسباب عدة ودوافع كثيرة، تختلف من رأي إلى آخر، فبين من يرى أن السبب هو أن تلك الفتيات لن يحترمن أنفسهن، ما يعني لم يلتزمن الحدود، مقابل وجود هناك عناصر من الشباب يستغلن ثقتهن والتغرير بهن، وغالبا  تكون الأسباب عاطفية أو فقدان البكارة، وخوفهن من نظرة المجتمع وعقاب الأسرة، خاصة إذا وقع الاغتصاب وخوفهن من اكتشاف أمرهن.

المسلسلات التلفزيونية وإشارة الانفجار

آخرون يرون أن المنطقة (إمجاط) معروفة بطيبوبة أهلها وقد تكون أسباب الانتحار المتكرر في نفس المنطقة التسلط الأسري المبالغ فيه، وخصوصا أن الفتيات القاصرات يُعتبرن قنابل موقوتة تنتظرن إشارة الانفجار، خصوصا في زمان أصبح فيه كل شيء مباح، وأصبحن يبحثن عن التحرر وعن فك القيود الأسرية، وهناك حسب تعبير الشباب، من يقعن في الفخ ويستسلمن لرغباتهن أو رغبات من غرر بهن.

أسباب متعددة يراها الشباب من المنطقة أيضا، وهو الادمان على المسلسلات التلفزيونية والهواتف المحمولة وغياب دور الأباء والأمهات لمواكبة تطورات العصر وتكنولوجيتها، ومراقبة ومرافقة بناتهم في سن المهراقة، فتتصرف الفتاة كما تشاء وهي في سن المراهقة، وتبقى النتيجة ظاهرة الانتحار التي تزداد سنة بعد سنة من المنطقة، وإيجاد حل ومعالجة الظاهرة، يقتضي دراسة حالة الوسط العائلي لكل ضحية.

العلاقات الجنسية والمسؤولية الكاملة

وقد تكون الدوافع أيضا، العلاقات الجنسية بين الجنسين كما أشرنا سلفا، يكون لها تأثير نفسي قد ينتهي الأمر بحدوث حالة نفسية شاذة لا يطاق ولا يستطيع الإنسان التحكم في نفسه، فبذلك يعيشن الفتيات بالمنطقة حالة من اللاوعي ينتهي الأمر بوضع حد لهذه الحياة.

بعض النظر عن الأسباب والدوافع، فالمجتمع المدني بقبائل “إمجاط” خصوصا والمناطق المجاورة عموما، يتحملون المسؤولية الكاملة في البحث عن هذه الاسباب والدوافع التي تؤدي بحياة فتيات المنطقة بهذه الطريقة البشعة، وذلك لمعالجتها سواء باللقاءات التواصلية والتوعوية والعمل من أجل الحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تهتز له مختلف المناطق في السنوات الأخيرة.

سعيد الكرتاح / “تِغِيرْتْ نْيُوزْ

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك