تطرق الجزء الثالث من هذا الحوار إلى عدد من القضايا المرتبطة بالعمل الجمعوي والدوافع التي تجعل الفاعل الجمعوي يلبس العباءات الحزبية، وما يساهم من ذلك في تشتيت الشباب المجاطي، وأيضا إلى عدد من الملفات التي ناضل من أجلها ثلة من الشباب الجمعويين، كالثانوية التأهيلية المستقلة والرحال الذي اجتاحوا المنطقة وقضية ما بات يُعرف في المنطقة بـ”أحشوش” المتنازع عليه، ومواضيع أخرى يجيب عنها إسماعيل أكنكو في (الجزء الثالث) من الحوار:
حاوره من تيغيرت: سعيد الكرتاح
العمل الجمعوي بالمنطقة ساهم في تشتيت الشباب وتسيس وتحزيب كل المبادرات بدون استثناء، لماذا؟
الذين يقولون أن الفاعلين الجمعويين بالمنطقة لم يقدموا شيئا، أنا أرد بمثل مغربي شعبي، الذي يقول “لّي قَالْ العْصِيدَة بَارْدة، إيدِيرْ فيها يْدُّوا”، حيث أن منذ سنة 2009 تقريبا والفاعلين الجمعويين باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية ناضلوا جميعا، وإن لم يناضلوا كلهم فأغلبهم يتحركون في الميدان، واشتغلنا على المطالب الصحية منذ أن كنا نحاور المندوب الإقليمي للصحة بتيزنيت.
ناضلنا أيضا في قضية الرحال الذين اجتاحوا المنطقة رغم أننا كفاعلين جمعويين اختلفنا في مجموعة من التصورات، لهذا لا يجب أن تخيفنا الانتماءات السياسية والحزبية، كذلك ناضل هؤلاء الفاعلين في إحداث ثانوية تأهيلية مستقلة في عز المواجهة المباشرة مع مختلف أطر وزارة التربية الوطنية إلى أعلى سلطة في الوزارة الذي هو وزير القطاع أنداك محمد الوفا. كذلك الفاعلين الجمعويين ناضلوا إلى جانب الفئات المتعلمة.
وقبل شهور أسسنا جمعية تيغيرت لدعم التمدرس والخدمات الاجتماعية، ونظمت مبادرات جد نوعية، أولها تقديم الدعم التربوي لفائدة التلاميذ والتلميذات المقبلين على الامتحانات الإشهادية، ونظمت ولأول مرة ملتقى إقليمي توجيهي حضره ثله من الأساتذة الجامعيين بجامعة ابن زهر بأكادير، وهذه الجمعية تضم مختلف التوجهات والانتماءات والايديولوجيات وحتى المستقلين.
وأقول بصفتي فاعلا جمعويا أن الذين يشتغلون وراء الحواسب ولا ينزلون إلى الميدان، لا نقبل منهم نصيحة كيف ما كان نوعها، لأن من يريد أن ينتقد لابد أن ينزل إلى الساحة ويقدم بدائل بناءة، أما بخصوص ادعاءات مساهمتنا في تشتيت المنطقة، فنحن نتعامل ونتفاعل مع الإرث الذي وجدناه.
المنطقة كما تعلمون فيها أفخاذ وقبائل وجماعات وفيها عائلات وفيها انتماءات سياسية وانتماءات قبلية، لأن هناك أناس لا زالوا يعتمدون على العنصر القبلي في النقاشات الفكرية والسياسية وحتى بعض النعرات، وهناك آخرون يعتمدون على الولاءات، وهناك من لا زال يعتمد على العائلات إلى اليوم، وكل هذه الأمور ساهمت في التشتيت فعلا، وهؤلاء الذين ينتقدون ألم يقولوا يوما أن ننظم لقاء تواصلي مع الشباب، ونظمناه واقترحنا مجموعة من التوصيات، أي من التوصيات نفذنها؟ أينهم اليوم؟.
وزير التربية الوطنية والتكوين المهني وعد ببناء الثانوية في سنة 2014 ولم يفي بوعده، ماذا بعد؟
بخصوص ملف الثانوية أتوفر على ملف يضم جميع المعطيات المتعلقة بها كما يتوفر عليه كل الإخوة الذين كانوا في لجنة المتابعة، بدءا بمراسلة التي وجهتها شبكة جمعيات إمجاط تزلمي إلى النائب البرلماني المعزول محمد عصام قصد طرحها على وزير التربية الوطنية، كذلك جواب الوزير على أن الاكتظاظ الهائل الذي يوجد بالمؤسسة الحالية واستغلال الحجرات خارج المؤسسة عجل ببناء ستة قاعات التي بنيت الآن.
وعلى إثر هذا الجواب، نظمنا وقفات احتجاجية ومراسلات واجتمعنا مع الوزير محمد الوفا أنداك على أساس أن الملف الذي سلمناه إياه بأن المؤسسة لا يوجد بها اكتظاظ، ولكن المستقبل الأمر مطروح، وأوضحنا له أن المؤسسة لا تستعير أي قاعة أخرى خارج المؤسسة، وأوضحنا له أيضا أن المعطيات التي صُرفت له من النيابة الإقليمية لسيدي إفني مغلوطة وكاذبة.
ماذا عن وعوده؟
وعدنا بعد ذلك بأنه سيرسل المفتشين ووفى بوعده بهذا الخصوص، وأرسل المفتش العام التربوي بالوزارة وزار المنطقة بمعية وفد يتكون من النائب الإقليمي ومدير الأكاديمية ومختلف المصالح والسلطة المحلية، وبعد أسبوع من هذه الزيارة سنة 2012، الوزير أجاب أنه من حق الساكنة أن تستفيد من الثانوية التأهيلية المستقلة، وحدد في ذلك جدولة زمنية لتنفيذها، على أساس أن توفر الجماعة القروية بقعة أرضية لبناء المؤسسة، والجماعة هي الأخرى وفرت البقعة الأرضية.
ماذا إذن بخصوص هذا التأخير؟
ما وقع في هذا التأخير أن النيابة الإقليمية طلبت برأي وكالة الحوض المائي إن لم تكون المنطقة مهددة بالفيضانات، نحن استبقنا الأمر وراسلنا وزارة التربية الوطنية من جديد من أجل تنبيه الوزارة من حصول أي تأخير في هذا الأمر. أجابت أنه سيكون هناك تأخير، لأن الاعتمادات لم تُبرمج. واليوم هناك أخبار بأن الاعتمادات تم برمجتها، وكالة الحوض المائي لسوس ماسة أخيرا أوضحت أن البقعة صالحة وغير مهددة بالفيضانات، وبالتالي نحن في لجنة المتابعة التي بقي فيها فقط شخصين يتحركان، نقول أن الأيام القليلة الماضية ستكشف عن جديد في هذا الموضوع.
أنت من المساندين لرئيس جماعة تيغيرت في قضية ما بات يُعرف بـ”أحشوش”، لماذا هذه المساندة؟
أنا لست مساندا لرئيس المجلس الجماعي في هذه القضية، ولم يسبق لي أن أعطيت أي تصريح رسمي بهذا الأمر أو وثيقة أو قمت بوقفة احتجاجية أو مراسلة أو راسلت المجلس أو ساندته في هذه القضية نهائيا، ما هنالك أن هناك أخبار أو إشاعة تقول هذا الأمر، ملف قضية ما يعرف بـ”أحشوش” اليوم بيد القضاء ولا يمكنني أن أتدخل في أي ملف الآن موجود بيد القضاء.
ألم توقع بعض الجمعيات التي تنتمي إليه في بيان مساند للرئيس في القضية؟
الجمعيات التي وقعت في البيان المساند للرئيس، كان ذلك أثناء تعرضه للسب من طرف بعض عناصر القوات المساعدة بمركز تيغيرت، بالنسبة للجمعيات التي وقعت في المراسلة، لهم مكاتب تسييرها وقوانينها الأساسية التي ينظمها، سواء أنتمي إليها أو لا أنتمي إليها، فالجمعية تجتمع وتقرر بالأغلبية هل توقع من عدمه.
هل تدخل غمار المنافسة باسم “PPS” خاصة وأن “الحركة الشعبية” منافس حزبكم يستعد دخول الاقتراع بالقوة؟
أنا من بين الناس الذين يدعون بالمنطقة إلى تشبيب النخب، أما بخصوص الترشح إلى الانتخابات الجماعية من عدمها سترجع إلى بعض القواعد التي سأستشير معها، وأناقش معها موضوع ذات الصلة بالتمثيلية داخل المجالس الجماعية، ما أريد أن أقوله أن ترشيحي من عدمه. هناك مجموعة من العراقيل تعترضني، وإذا أردت أن أترشح لابد أن أخسر مجموعة من المعطيات.
صحيح أنا أنوي الترشح لكنني لم أقرر بعد، وحزب التقدم والاشتراكية يصر على أن أترشح في دائرتي أو في إحدى الدوائر بجماعة تيغيرت بصفة عامة، ولم يتأكد رسميا أنني سأترشح لهذه الانتخابات، لأن هناك مجموعة من الاكراهات ستعترضني، منها المرتبطة بالعائلة أولا، لكن رغبتي جامحة أن الشباب هو من عليه أن يتحمل المسؤولية.
وفي حين أصر الحزب على أن تترشح في دائرتك، هل ستنافس عمك “الحاج موسى أكنكو”؟
سؤال وجيه، ولابد أن يوثق، وأن أكون صريحا في هذا الموضوع، أنه لا يمكنني أن أترشح في دائرة يترشح فيه عمي، قد يُطرح السؤال لماذا؟، لكن الأمر ليس خوفا أو مساندته، وقد يكون لي موقف مغاير. صحيح هناك أشخاص كما سبق أن قلت أناس يساندون الأشخاص على أساس انتمائهم العرقي والعائلي والقبلية وما إلى ذلك، وبالتالي سنخسر أكثر مما سننتصر.
وبلا شك سيكون هناك تمرين ديمقراطي، لكن ما بعد هذا التمرين الديمقراطي؟، أكيد ستكون هناك انتكاسة وستكون أيضا علاقات اجتماعية معكرة الصفو، وستكون هناك مجموعة من المشاكل التي لا أريد أن أصل إلى هذه الدرجة، وأنا الآن بلغة الواقع أدرس الأمر بجدية وأناقش حتى مع عمي “الحاج موسى أكنكو” بجميع الطرق كي يعدل وأقنعه، لأن الزمان وحتى السن والظرفية والوقت الذي وصلنا إليه يجب عليه أن يعتزل العمل السياسي.
تقرؤون في الجزء الرابع من الحوار، إسماعيل أكنكو: محمد عصام أدى الأمانة السياسية والبرلمانية كما يجب
للاطلاع على الجزء الأول من الحوار، إسماعيل أكنكو: اللوبيات تحتكر الدقيق المدعم وتتستر على الكمية التي توزع (أنقر هنا)
للاطلاع على الجزء الثاني من الحوار، إسماعيل أكنكو: عيوب مجلس جماعة تيغيرت كثيرة وطريقة توزيعه للمنح مرفوضة (أنقر هنا)
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=12422