تطرق إسماعيل أكنكو خلال الجزء الأول من هذا الحوار إلى مجموعة من القضايا المتعلقة بحزب التقدم والاشتراكية على صعيد منطقة إمجاط إقليم سيدي إفني، والرهانات التي كسبها خلال تجريبته منذ تأسيس الكتابة المحلية للحزب سنة 2011. وتطرق أيضا إلى قضية الدقيق المدعم بالمنطقة، وأمور أخرى لها ارتباط بالشأن السياسي والحزبي. تفاصيل هذه المواضيع ومواضيع أخرى ذات صلة، تطلعون عليها في (الجزء الأول) من هذا الحوار:
حاوره من تيغيرت: سعيد الكرتاح
بصفتكم عضو الكتابة المحلية لحزب التقدم والاشتراكية، ما تقييمكم لعمل الحزب بمنطقة “إمجاط”؟
إذا أردنا أن نعطي تقييم لعمل حزب التقدم والاشتراكية بالمنطقة، لابد أن ننطلق أولا من دواعي التأسيس، ثم القناعات التي جعلتنا نختار هذا الحزب، كذلك العمل الذي قام به، وانتهاء بوضع خلاصة أساسية لعمل الحزب لمدة أربعة سنوات منذ 2011 إلى الآن.
اختيارنا لحزب الكتاب، لأننا كنا ثلة من الشباب اخترت الدخول إلى معترك العمل السياسي انطلاقا من العمل الجمعوي، غير أن العمل الجمعوي وحده لا يكفي للاشتغال، لذا لابد أن يوازيه تنظيم سياسي، واعتقدنا أن التقدم الاشتراكية هو الحزب الذي له من الاهتمامات والمبادئ ومن الأهداف ما نتقاسمه معه، ثم أيضا ميولاتنا الأيدولوجية اليسارية جعلتنا أن ننخرط فيه.
أما بخصوص دواعي التأسيس، قلت بأنه في محطة 2011 الانتخابية التشريعية كانت أساسية، خاصة بعد الدستور الجديد وما واكبه من التغييرات السياسية، كانت بالضرورة أن تكون مفصلية، استغلنا المناسبة واشتغلنا على تأسيس هذا الإطار السياسي، واليوم ونحن على مشارف الانتخابات الجماعية والجهوية، وربما حتى الوطنية لسنة 2016.
لهذا كان علينا لزاما أن نعطي ولو مجمل من الأعمال، ومجموعة من الملفات التي حركها حزب التقدم والاشتراكية، كان أولها أساسا ملف الدقيق المدعم الذي كانت مجموعة من اللوبيات ولا زالت إلى اليوم تحتكره وتتستر على الكمية التي توزع في ظروف غير مناسبة ويستغلها سماسرة الانتخابات.
حزبنا انخرط في النضال بخصوص قضية أنذاك للشعير المدعم سنة 2011، كذلك تواجده في مجموعة من الملفات على سبيل المثال ملف الصرف الصحي بمركز جماعة تيغيرت، وملف التلوث الذي ينخر المراكز الجماعية على صعيد إمجاط، وراسلنا وزير السكنى وسياسة المدينة ووزيرة المكلفة بالماء ووزارة البيئة.
إضافة إلى ذلك، انخرط الحزب في معركة الدفاع على الثانوية التأهيلية بمركز تيغيرت، باعتباره واحدا من بين الإطارات الأخرى التي اشتغلت وناضلت من أجل إحداث ثانوية تأهيلية مستقلة، كل هذا إضافة إلى العمل الذي نقوم به موازاة من أنشطة إشعاعية، من بينها ما قمنا به خلال رمضان الماضي، حين نظمنا مقاهي أدبية.
واليوم حزب التقدم والاشتراكية صدقا، بقيادة تيغيرت يعيش أزمة تواصل مع الهيئات الإقليمية والوطنية، لأنها لا تقدر حتما العمل الجبار والمجهود التي تقوم به هذه الكتابة المحلية.
من هي هذه اللوبيات التي لا زالت تحتكر الدقيق المدعم وتتستر على الكمية؟
بخصوص الدقيق المدعم، فهو ملف شائك، وملف لابد أن يُفتح، فقد فتحنا جزء منه وساهمنا في ذلك، وكان ذلك آخر مرة حين اتصلنا بالسلطة المحلية، وقلنا يجب أن نقطع مع الممارسات التي كانت تمارس في العهد الماضي والتي هي أن السلطة المحلية وحدها هي التي تشرف على الدقيق المدعم أو اللجنة المختلطة مكونة من السلطة المحلية والمجلس المنتخب.
قلنا لابد من إشراك المجتمع المدني في هذه اللجنة على أساس أن تُعرف الكمية التي هي مخصصة لكل قيادة أو جماعة على حدى، وعلى أساس أن يكون التوزيع على مدى أسبوع في الشهر، وليس يوم واحد فقط ويتم احتكار الباقي، وبالتالي الكمية التي تبقى لا نعرف مصيرها، هل يتم إرجاعها إلى المطاحن أم ماذا؟.
واليوم نقول أن هناك مجموعة من التجار متواطئين مع السلطة ولا يقومون بمهامهم، لأنه أولا يجب أن تُعرف الكمية، وأن تحدد الكمية التي ترسل إلى كل تاجر على أساس أن المواطنين يتوزعون على هؤلاء التجار، ونحن سنراسل قائد قيادة تيغيرت ومصالح الاقتصادية على أساس تأسيس لجنة مختلطة تتكون مع هيئات المجتمع المدني وهيئات منتخبة والسلطة المحلية وأن تحدد الكمية التي ترسل إلى كل تاجر وعلى أن يكون التوزيع على مدى أسبوع وليس يوم واحد فقط.
ماذا بعد إن تجاهلت هذه المصالح مراسلتكم وعدم تلبية مطلبكم؟
طبعا لكل حديث حديث، نحن سنقوم بهذا الأمر، ومؤخرا قائد قيادة تيغيرت باعتباره ممثل السلطة الإدارية المحلية بالمنطقة، أبدى رغبة أكيدة في تجاوز المعيقات وفي تجاوز العيوب الشكلية والموضوعية التي تنتاب هذا المجال، وأعتقد أن هذا الملف سيكون فيه انفراج عما قريب، وإن لم يكون هناك ما نريد وما نرجوه، فنحن سنستمر في نضالنا على أساس أن يكون هذا الملف شفافا وواضحا.
الحزب فشل في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، التشريعية (2011) والجزئية (2014)، وبالخصوص في معقِل مرشح الحزب، لماذا؟
الحزب زكى شخص سنة 2011 اعتبرناه شاب له مستوى تعليمي جامعي ورجل أعمال الذي من الممكن أن يُفيد المنطقة، انخرطنا في هذا الأمر واشتغلنا سنة 2011، وكما يعلم الجميع، أن سياق 2011 بسيدي إفني بوَّأَ حزب العدالة والتنمية الرتبة الأولى متبوعا بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهذا السياق جعل أن حزبنا باعتبار أن هذا المرشح أولا شاب، وأنه لم تكون له تجربة سياسية بالمنطقة، وأن هناك خصوم أقوياء بكل ما تحمل الكلمة من معنى لا ماديا ولا معنويا، جعل الحزب يحتل المرتبة السادسة على صعيد الإقليم.
والتجربة الجزئية سنة 2014 محكا حقيقيا للحزب، بالفعل لم ينجح الحزب بفضل الأساليب التي كانت في تلك اللحظة من إنزالات قوية على أساس الانتماءات والقبلية والنعرات، واستغل البعض المشاكل التي كانت بين عائلتين متنازعتين في المنطقة، ولكن مناضلي التقدم والاشتراكية لا زالوا على العهد باقون، وبالنسبة لمركز جماعة تيغيرت كان الحزب هو الذي احتل المرتبة الأولى.
لماذا لا يقوم وزراء حزبكم بالزيارة إلى المنطقة للوقوف على معاناة الساكنة؟
أنا سأوفقك الرأي هنا، وسأقول بأنه محطة 2014 في الانتخابات الجزئية شهر أبريل، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية زار المنطقة وقدمنا له مجموعة من الملفات، لكنه لم يفي بوعده، ولا يمكن أن يُسْتَغَل حزب التقدم والاشتراكية ويَسْتَغّل المنطقة انتخابيا ويغيب عنها بعد الانتخابات، وهذا قلناه نحن أيضا.
صحيح أنه لا يُقبل من قيادات حزب التقدم والاشتراكية ووزرائه أن نراسلهم قبل الانتخابات وإبان الانتخابات، وقادموا وقت الانتخابات وأعطيناهم ملفات، ولم يأتوا بعد ذلك لزيارة المنطقة وتتبع تلك الملفات، وهذا ما نستنكره بشدة، وراسلت الهيئات الإقليمية والجهوية والوطنية دون مجيب، وهذا ما يُعاب على حزب التقدم والاشتراكية اليوم، أنه لا يهتم بنضال مناضليه الذين يشتغلون في الميدان وقرب المواطنين.
تقرؤون في الجزء الثاني من الحوار، إسماعيل أكنكو: عيوب مجلس جماعة تيغيرت كثيرة وطريقة توزيعه للمنح مرفوضة
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=12381