يمكن لأكودار (المخازن الجماعية)، ومنها “أكادير نتكيدا” بالجماعة الترابية بوطروش التابعة لإقليم سيدي إفني، وفضلاً عن دورها في حفظ الذاكرة الجماعية، أن تلعب أدوارا مهمة في التنمية المحلية، لا سيما في الجوانب المتعلق بالسياحة.
وتعد المعلمة التاريخية “أكادير نتكيدا” المطلة على قرية تحمل نفس الإسم بإقليم سيدي افني والتي تنتظر أن يعاد لها شموخها، من أهم المزارات التاريخية بالإقليم، كما أنها من المعالم التاريخية المرشحة للتصنيف ضمن التراث الوطني من طرف وزارة الثقافة.
ويقوم هذا المخزن الجماعي التاريخي اليوم بأدوار تنموية وسياحية بعد فتحه للزوار والسياح، مغاربة وأجانب، وذلك في انتظار استكمال ترميمه وضمه إلى لائحة المعالم التاريخية المصنفة تراثاً وطنياً من طرف وزارة الثقافة.
وشيد هذا المخزن الجماعي قبل أكثر من أربعة قرون، وفقا للروايات الشفوية المحلية، وكان يستخدم من طرف قبائل إمجاض (آيت موسى) في تخزين الحبوب وكل نفيس في ملكية القبيلة، وكذا كملاذ آمن لهم أثناء الحروب والقلاقل التي كانت تنشب بين القبائل.
ويتميز هذا المخزن، الذي يشتمل على أكثر من 252 غرفة شيدت على مساحة تقدر بـ260 متر مربع، بشكله المعماري الفريد المنتصب على مرتفع صخري منيع يجعل الوصول إليه مستعصيا، إلا عبر مسلك وحيد وعبر بوابة واحدة، هذا فضلا عن الأسوار الشاهقة التي تتخللها أبراج للمراقبة.
ويضم المخزن أيضا ممرات خاصة بين الغرف، إضافة إلى أماكن مخصصة لتربية النحل التي كانت رائجة ومنتشرة في المنطقة قبل قرون، حيث تؤكد الروايات الشفوية أن “أكادير نتكيدا” كان يضم أكبر منحل في المنطقة.
ويخضع المخزن، على غرار كل المخازن الجماعية بمنطقة سوس والأطلس الصغير، لقانون داخلي أسه أعراف القبلية، كما كان يخصص له حارس خاص يسمى بالأمازيغية “أتواب”.
وكانت كل أسرة بالقبيلة غرفتها الخاصة بالمخزن تسمى بالأمازيغية “أحانو” مع اختلاف في أحجامها حسب المستوى الاجتماعي للأسرة، إلا أن مساحة “إيحونا” تقدر غالبا بحوالي ثلاثة أمتار ونصف متر طولا، وتصل إلى مترين عرضا.
وفي سياق الغوص والتنقيب في تاريخ هذا المخزن، أكد محمد حمو ، المحافظ الجهوي للتراث الثقافي بالمديرية الجهوية للثقافة بكلميم، أن معلمة “أكادير نتكيدا” تتميز عن غيرها من المعالم والمآثر بموقعها الجغرافي وبشكلها الدائري، مشدداً على أهمية ترميمها وتأهيلها لتكون مركز جذب سياحي في المنطقة.
وقال في تصريح صحفي، إن دائرة لاخصاص بإقليم سيدي إفني تتوفر لوحدها على موروث كبير من الحصون التاريخية من شأنها أن توفر منتوج سياحي مهم، مضيفاً أن وزارة الثقافة بذلت جهوداً كبيرة، بالتعاون مع جمعية الأطلس الصغير الغربي للسياحة الجبلية في بوطروش وكل شركائها، لترميم هذه المعلمة.
وفي ذات السياق أكد جامع حربوش عن جمعية الأطلس الصغير الغربي للسياحة الجبلية في بوطروش أن “هذا المخزن تعرض للتخريب سنة 1899م بعد حروب قبلية كانت المنطقة مسرحاً لهاً، مؤكداً أن الجمعية تمكن، وبتمويل من وزارة الثقافة، من تنفيذ الشطر الأول من مشروع ترميم هذه المعلمة التاريخية سنة 2012.
كما قامت ذات الجمعية، وفق حربوش، وبالتعاون مع وزارة الثقافة أيضا بـ”جهود كبيرة من أجل استكمال كل إجراءات ومساطير ترشيح المخزن للتصنيف ضمن التراث الوطني” في انتظار الإعلان الرسمي عن هذا القرار رسمياً.
وأبرز أن “أكادير نتكيدا”، يعد المعلمة التاريخية الوحيدة بإقليم سيدي إفني التي استفادت من مشروع للترميم باعتباره أكبر مخزن جماعي قبلي في منطقة تضم أكثر من 50 حصنا ومخزناً جماعياً تاريخياً وفقاً لجرد أنجزته الجمعية بالتعاون مع وزارة الثقافة سنة 2018 منها حصون بوطروش وتابعروست وإزروالن.
عن مشاهد أنفو من بوطروش
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=41455