المغاربة من الدرجة الأخيرة
تعرف زاوية “سيدي سليمان” جماعة “أملو” قيادة “مستي” بإقليم “سيدي إفني” جريمة في حق طفولة بريئة ذنبها الوحيد تواجدها الترابي فوق أرض المغرب العميق، وانتماء سكانها إلى المواطنين المغاربة من الدرجة الأخيرة، والذين لا يفكر فيهم إلا عند عمليات التسجيل سواء في اللوائح الانتخابية أو التسجيل في لوائح الإحصاء.
مسؤولية مشتركة
مناسبة هذا المقال ما تشهده مدرسة زاوية “سيدي سليمان” بجماعة “أملو” من انقطاع التلاميذ عن الدراسة مند أزيد من شهر أمام أعين جميع المسؤولين بدئا من “الخليفة”، إلى “القائد”، ثم “رئيس الدائرة” وصولا إلى “عامل الإقليم”. هذا بالنسبة لوزارة الداخلية دون أن ننسى رئيس المجلس القروي لجماعة “أملوا” والمستشار الجماعي عضو المجلس القروي والذي يمثل آباء وأمهات هؤلاء التلاميذ في المجلس الجماعي لجماعة “أملوا”.
أبناء الطبقات المتحكمة
أما ممثلي وزارة التربية الوطنية بدئا بـ”مندوب الوزارة” وكل المسؤولين الذين لهم علاقة بهذا الملف، فإن استمرار انقطاع التلاميذ عن الدراسة يؤكد مدى فشل سياساتهم في تدبير مشكل بسيط لا يحتاج إلى كل هذا الوقت لمعالجته، وما دام أن الأمر لا يتعلق بأبناء الطبقات النافدة أو أبناء الطبقات المتحكمة في السياسات العمومية بالمنطقة فلا يهم ولو أدى الأمر إلى إغلاق الفرعية.
أرض الواقع
مند بداية المشكل قمنا بمجموعة من الاتصالات، على مستوى النيابة أو على مستوى إدارة المدرسة قصد فهم المشكل ومحاولة إيجاد حل يحفظ مصلحة التلاميذ ومستقبلهم، لكن مع مرور الوقت أصبحت الأمور تتخذ منحى آخر، وأصبح الكل يتمسك بموقفه ويريد فرضه على أرض الواقع.
لا يستدعي وجود مدرسين
فالمندوب متمسك بقراره المتمثل في عدم إرجاع الأستاذة للتدريس في فرعية “الزاوية” لأن عدد التلاميذ لا يستدعي وجود مدرسين إثنين. في الوقت الذي يتمسك فيه آباء وأولياء التلاميذ بإبقاء أستاذة اللغة الفرنسية بالمدرسة لأنهم وحسب قولهم لا يمكن لمدرس واحد أن يدرس ست مستويات مختلفة (العربية والفرنسية) لما له من انعكاسات سلبية على التلاميذ وعلى مستواهم الدراسي.
المسؤولية في المكتب الفخم
وبالعودة إلى الموضوع ومحاولة منا لفهم ما يقع وربطه بشعار حكومة “عبد الإله بنكيران” في ربط المسؤولية بالمحاسبة، لابد من طرح مجموعة من الأسئلة المشروعة عسى أن نفهم ما يقع. فمن المسؤول عن هذه الجريمة؟ ومن سنحاسب؟ ومن الجهة التي ستحاسبه؟ هذا كله إذا صح أننا اتفقنا على مفهوم واحد للمسؤولية، أما ونحن لازلنا في المغرب نرى البعض من مسؤولينا ومع الأسف يختزل المسؤولية في المكتب الفخم، والسيارة الفارهة وربطة العنق، وفي خطاب العنترية وأنا ومن بعدي الطوفان، فلم يعد ممكنا السكوت عن هذه الجريمة أيا كان المسؤول عنها ومهما علت درجة الساكتين المتواطئين فيها.
التشرد والانحراف
كنت سأحترمكم أيها السادة المسؤولون في عمالة الإقليم، وفي المجلس الإقليمي ونيابة وزارة التربية الوطنية بالإقليم والمجلس القروي لجماعة “أملوا” لو قمتم بما يفرضه الواجب والضمير وكذا الانتماء الفعلي لهذا الوطن، وزرتم هؤلاء التلاميذ وتفهمتم مشكلتهم وساعدتموهم للعودة إلى حجرات الدراسة للتعلم إسوة بإقرانهم في الدول التي تحتضن أطفالها وتضمن لهم حقوقهم عوض إرسالهم للشارع لتعلم التشرد والانحراف، وكأن المغرب في حاجة ماسة إلى المزيد من المنحرفين والمتشردين أيها المسؤولون.
شهر بدون مدرس
اسمحوا لي أيها المسؤولون، لا أدري كيف تستيقظون كل صباح، تصحبون أبنائكم إلى المدرسة، تسلمون على الأستاذ المدرس بحرارة وتوصونه بالاعتناء بأبنائكم، أو تتصلون بالمدير للاطمئنان على المسيرة الدراسية لأبنائكم. بالنسبة للسادة المسؤولين الذين يرسلون أبنائهم مع السائق الخاص وبسيارة المصلحة، وتنظرون إلى وجوهكم على المرآة وكأن شيئا لم يقع في الوقت الذي يستيقظ فيه تلاميذ فرعية “زاوية سيدي سليمان” منذ شهر بدون مدرس.
فلن تتحركوا
معذرة أيها المسؤولون، كل ما تتفقون عليه هو الإتقان الكامل لسياسة التسويف والتماطل وانعدام روح المسؤولية. أما ما يسمى زورا ممثلي المجتمع المدني أو النقابات فمعذرة، أعرف جيدا أنه مادام الأمر لا يتعلق بمصلحة أو بملف زميل في العمل أو أخ في التنظيم أو رفيق الدرب فلن تتحركوا لأن مصلحة هؤلاء البراعم، ومستقبلهم لا يدخل في حساباتكم ولا يمكن أن يكون موضوع معارككم النضالية …
عمر بنعليات / باريس
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=8522