احتضن المركز القروي لجماعة “تيغيرت” بإقليم “سيدي إفني” في الفترة ما بين الـ11 إلى غاية الـ15 غشت الجاري (2014) الموسم التجاري والديني والثقافي والرياضي “سيدي عْمْرْ”. والذي نظّمه المجلس القروي لجماعة “تيغيرت” بتنسيق مع عدد من فعاليات المجتمع المدني. الموسم عرف عدة أنشطة ثقافية وفنية وندوات فكرية ومسابقات رياضية ودينية.
وفي إطار المساهمة الإعلامية لجريدة “تِغِيرْتْ نْيُوزْ” الإلكترونية خلال تغطيتها الإخبارية لكافة الأنشطة. وقفت على مجموعة من الأحداث التي تدور في الكواليس. وعاشت لحظات التنظيم والاستعدادات مع الجمعيات المنظمة لمختلف الأنشطة، وأنجزت (الجزء الأول) من الربورطاج التالي حول القضايا التي تستدعي تظافر جهود جميع المتداخلين لتخطيها في قادم من الدورات.
تقرير من إعداد: سـعيد الكَـرْتاح / “تِغِيرْتْ نْيُوزْ” _ تِغِيرْتْ
لجنة مؤقتة للإشراف
في الخميس 20 فبراير الماضي (2014) بعد إقرار تنظيم الموسم الديني والتجاري لـ”سيدي عْمْرْ”، أدرج المجلس الجماعي لـ”تيغيرت” في دورته العادية لمناقشة الحساب الإداري لسنة 2013 (أدرج) نقطة ضمن جدول أعماله تتعلق بإحداث لجنة مؤقتة للإشراف على موسم الوالي الصالح “سيدي عْمْرْ” بالمركز القروي لجماعة “تيغيرت”.
اجتماع للتشاور
في نهاية شهر ماي الماضي (2014) دعا رئيس المجلس القروي لـ”تيغيرت” عدد من جمعيات المجتمع المدني بالجماعة إلى حضور اجتماع الذي عقدته اللجنة المحلية المكلفة بتنظيم الموسم التجاري والديني المعروف بـ”سيدي عمر” يوم السبت (31 ماي 2014) على الساعة الـ15:00 زوالا بقاعة الاجتماعات بدار الجماعة. وذلك للتشاور مع فعاليات المجتمع المدني حول وضع برنامج مشترك بين المجلس الجماعي والفعاليات الجمعوية للموسم.
صباغة واجهة المنازل…. لكن ..
وبعد الإعلان عن الموعد النهائي للموسم، طلب رئيس المجلس القروي لجماعة “تيغيرت” في إعلان له، إلى كل ساكنة جماعة “تيغيرت” عموما وساكنة المركز بالخصوص العمل على صباغة واجهة المنازل والمحلات التجارية، وكذا المساهمة الفعلية في نظافة المركز حتى يصبح في حلة بهيجة تستهوي حسب ذات الإعلان الزوار والضيوف. ويأتي الإعلان الذي حصلت جريدة “تِغِيرْتْ نْيُوزْ” على نسخة منه في وقت سابق ، بمناسبة استعداد الجماعة لإقامتها للموسم الديني للوالي الصالح “سيدي عْمْرْ” الذي احتضنه المركز القروي في الفترة المشار إليها سلفا.
غياب للمساهمة الفعلية من المجلس الجماعي
وبعد كرونولوجيا الاستعدادات للموسم، جاء الدور على التنظيم الفعلي في الساحة التي انخرطت فيه مجموعة من الجمعيات، والتي أشرفت على جميع أنشطتها الفنية والثقافية والندوات الفكرية والرياضية والدينية أيضا. ما أظهر حضور قوي لهذه الفعاليات الجمعوية التي ساهمت في إنجاح التظاهرة وغياب شبه تام للمساهمة الفعلية من المجلس الجماعي سوى حضور رئيس المجلس وبعض أعضائه في مختلف الانشطة والدعم المالي الذي خصصه للتظاهرة.
ميزانية11 مليون سنتيم
تحدثت المصادر الخاصة، إلى أن المجلس الجماعي خصص للموسم ميزانية من ميزانية المجلس، قدرت بـ11 مليون سنتيم. خصصت مها مبلغ 50 ألف درهم للوسائل اللوجيستيكية للموسم وتعويضات الفنانين المشاركين في الحفلات الفنية. فيما أكدت المصادر ذاتها أن مبلغ 60 ألف درهم خصص فقط للتغذية والإيواء.
السعي وراء الربح المادي
وفي بداية الأمر، تحدث مجموعة من الفعاليات الجمعوية، أن المجلس قرر منح التنظيم إلى مقاول من أجل القيام بتنظيم التظاهرة من مختلف جوانبها، وهو ما كان بالفعل وأثار ذلك تخوفا وسط الفعاليات الجمعوية المشاركة في التنسيق خوفا من السعي وراء الربح المادي أكثر من السعي من أجل إنجاح التظاهرة. فيما الغالبية الكبيرة تطرح سؤال حول ميزانية الموسم وهل ثم صرفها بالكامل، خاصة المبلغ المخصص لإيواء الضيوف والتغذية الذي قدر بمبلغ 60 ألف درهم.
الإقامة خارج الحسابات
ورغم هذا المبلغ الكبير، مقارنة مع مبلغ 50 ألف درهم المخصص للموسم بكامل مستلزماته، إلا أن التغذية حسب بعض المشاركين في التنظيم لا يمكن صرف عليها كل هذه الميزانية نظرا لحجم الضيوف والمشاركين والمؤطرين والجمعيات المنظمة ومنخرطيها القلائل. فيما أن قضية الإقامة هي خارج الحسابات، حيث عقد اتفاق بين المجلس الجماعي ومؤسسة “دار الطالب” بهذا الخصوص. إضافة مساهمة بعض الأشخاص لإيواء ضيوف آخرين دون مقابل.
الموسم عرف إحياء مجموعة من السهرات الفنية بحضور عدد من الفنانين، إضافة إلى فنون أخرى تراثية كعروض للفروسية “التبوريدة”، وكذا عروض حول تراث “إسمكان”. إلا أن هذه السهرات والعروض نُظِّمَتْ في ساحات خاصة، نتيجة عد توفر الجماعة لساحات عمومية مخصصة لمثل هذه الأنشطة.
قوات الأمن العمومية
وفي الجانب الأمني للتظاهرة، لاحظ المتتبعون غياب للقوات العمومية للمساهمة في حفظ الأمن العام والمشاركة في التنظيم، إذ عرفت السهرة الختامية حضور رمزي للقوات المساعدة في شخص قائدها بالمنطقة وعنصر واحد من القوات المساعدة، أمام حشد غفير من الجماهير القادمة من مختلف المناطق.
في هذا الجانب، سجل المتتبعون غياب أيضا لعناصر من الدرك الملكي باستثناء عنصرين فقط يقومان بمهمة تنظيم حركة السير التي يعرفها مدخل المركز. ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول حفظ الأمن العام في التظاهرة وما علاقة الجهات المنظمة مع الجهات الأمنية، وما مدى التنسيق بينهما.
الزحف الإسمنتي
نظرا للزحف الإسمنتي الذي يعرفه المركز القروي لـ”تيغيرت”، والمجال الجغرافي الجبلي الذي أقيم عليه، فإن الدورات القادمة، سيجد المجلس الجماعي المنظم للتظاهرة صعوبة في إيجاد أماكن تحتضن هذه الأنشطة بالمركز. ما قد يطرح سؤال حول استمرار التظاهرة لسنوات طويلة، خاصة وأن الجماعة لا تتوفر على أملاك خاص بها لبناء وتجهيز ساحات عمومية للحفلاتالفنية والعروض.
الاكتظاظ … منظر سلبي في الموسم
وفي جانب البنيات التحتية، عانى ضيوف المهرجان كثيرا بخصوص انعدام أماكن لرَكْنِ سياراتهم، إذ عرف المركز اكتظاظا كبيرا خاصة بعد اقتحام معارض تجارية لأماكن خاصة بركن السيارات. وذلك نظرا لعدم تنظيم أماكن خاصة بركن السيارات الخاصة، وسيارات الأجرة، وعدم تحديد المجلس الجماعي لأماكن خاصة بالتجارية. ونظرا لهذا الاكتظاظ فقد تم عرض مجموعة من السلع وركن السيارات أمام مرآب لسيارة الاسعاف بمركز الصحي لـ”تيغيرت” في منظر سلبي.
ندوات في قاعة للأكل
وفي سياق آخر، والمتعلق بالمرافق العمومية، ثم إلغاء معرض للمنتوجات المحلية لجمعية “أووف للتنمية والتعاون”، كان من المقرر عرضها في الأقواس المتنازع عليها، وذلك في غياب للقاعات العمومية وقاعات العروض بالجماعة. إضافة إلى أن جميع الندوات الفكرة المنظمة على هامش الموسم. نُظِّمَتْ بقاعة “الأكل” بثانوية “محمد اليزيدي” بـ”تيغيرت”.
غياب لمركز للإيواء
إلى جانب ذلك، رغم أن المجلس الجماعي خصص ستة ملايين سنتيم للتغذية والإيواء كما ما أشرنا إليه سلفا، فإن مؤسسة “دار الطالب” الاجتماعية هي التي تكفلت بجزء من الإيواء. فيما إيواء الفنانين، خاصة “العربي إحيحي” والفنانة “فاطمة تاسعديت” والطاقم التقني والفني المرافق لهما تكفل به أحد الأشخاص من ساكنة المنطقة في منزله في غياب لمركز للإيواء وفنادق في المستوى بالمركز.
وبخصوص إيواء ضيوف الموسم، فإن ذلك يقتصر فقط بعض الفنانين والفرسان القادمين خارج منطقة “إمجاط”، فيما فنانون آخرين والمحاضرين في الندوات والمشاركين في عروض الفروسية وفرق أحواش والمؤطرين، أغلبهم من ساكنة المنطقة، ما يعني أن الميزانية المخصصة لإيواء الضيوف يشوبها شائب.
إشعاع وطني للموسم … حلم
وإن راهن المنظمون على إعطاء إشعاع محلي وجهوي ووطني للموسم، وذلك للترويج للسياحة الداخلية بـ”إمجاط”، فإن الجماعة إلى حدود الآن لا تتوفر على المرافق العمومية الضرورية لاستقبال الزوار من مناطق بعيدة. فغياب للفنادق الخاصة والمقاهي تلبي حاجيات الزوار في المستوى، يقابله انعدام لمركز للإيواء تابع للجماعة أو دار للضيافة، ما يعني أن أي زائر للمنطقة لن يفكر في العودة إليها لهذه الأسباب.
انعدام للمراحيض.. معاناة النساء
الموسم خلال اليومين الأخيرين عرف إقبالا جماهيريا كبيرا، خاصة في صفوف النساء القادمات من دواوير ومداشير عديدة من كل الجماعات القروية المجاورة. إلا أن أغلبهن يعانين من انعدام للمراحيض العمومية. وأغلب المقاهي في طيلة أيام الموسم ترفض السماح للزوار باستعمال مراحيضها، خاصة وأن مركز جماعة “تيغيرت” لا يتوفر على الصرف الصحي، وهو المشكل الأكبر الذي يعاني منه زوار الموسم خاصة من صفوف النساء.
جمعيات “تيغيرت” مساهمة تطوعية
رغم مشاركة حول 10 جمعيات من المجتمع المدني في التنظيم بكافة الوسائل المتاحة لها، وفي كل الأنشطة المختلفة، من أمسيات فنية، وندوات فكرية، إضافة إلى مسابقة رياضية، وتجويد للقرآن، وعروض فروسية. إلا أن هاته الإطارات لم تستفيد في أي دعم مادي من لدن المجلس الجماعي باستثناء التغذية لضيوفها، وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة حول الميزانية التي خصصت للمجلس ومن استفاد منها، خاصة وأن المجلس الجماعي نظم الموسم بتنسيق مع هذه الفعاليات.
وفي جانب العمل التطوعي للجمعيات، فإن عدد من المؤطرين والأساتذة المحاضرين في الندوات الأربعة لجمعية “تيويزي للتنمية والثقافة والرياضية” كان تطوعا ومساهمة منهم في إنجاح الموسم ودون أي مقابل مادي، إضافة إلى عدد من الفنانين الحاضرين في السهرات الفنية، من بينهم الفنانة “فاطمة تاسعديت” التي تكفلت بها جمعية “تامونت للمؤطرين الشباب – الطفل والمرأة”، وكذا السهرة الثانية لمجموعة “أيت الخاطر”، وحضور شرفي للمثلين “عبد أكدود” و”أحمد بادوج”.
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=6496