انتهت الحملة التي حمل فيها وادي “الانتخابات” ما حمل من وعود وأحلام وأوهام وسلعة بائرة، لم يحرك صخبها وضجيجها في الأغلبية الساحقة من المواطنين أي شيء.. مرت من هنا انتخابات أو ما يسمى بـ”الانتخابات”، مرت مرور الكرام، لم يبالي بها ما يقارب مِن “80 بالمائة” أو أكثر من القوى الناخبة، رسالة سماها البعض بـ”المقاطعة”، وآخرون سموها بـ”العزوف”. لكن كيف ما كان المصطلح فالمعنى واحد، يمكن أن تُلخصه مراكز الاقتراع “الخاوية على عروشها” والصمت الرهيب الذي خيم على أغلبها أمسٍ يوم الاقتراع في جملة واحدة، “اذهبوا وانتخبوا من شئتم إنا معكم غير منتخبون”.
مراكز اقتراع خيم عليها الهدوء إلا من بضع من الناخبين يعدون على رؤوس الأصابع، وأخرى لم يصل إليها أحد، تلك هي صورة المشهد الانتخابي يوم الاقتراع. صورة مغايرة لما كان عليه الحال أيام زمان، لما كانت سلعة الوعود والأوهام الإنتخابية لا زالت تجد لها من مشترين، أما اليوم فلم تعد تجلب لها مهتمين.
مرّ يوم الاقتراع وأعلنت النتائج ورفع الفائز على (الأكتاف) في مظهر من مظاهر الاحتفال بالأبطال, ذلك البطل الذي أعلن فائزاً في اقتراع لم يشارك فيه سوى “26 بالمائة” من الناخبين، وبنسبة لا تتعدى الـ48 في المائة، أي ما يقل عن عشرةٍ في المائة من مجموع الناخبين المسجلين. لكن كل ذلك لا يهم فالمهم هو “المشاركة”، أقصد المشاركة والفوز مهما كانت نسبة التصويت، ولا ضير فكل (النِّسب) تؤدي إلى البرلمان.
بقلم الكاتب: المحفوض بيكَلم عن “النابور 24”
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=4756
