لا حديث لساكنة “النابور” خلال هذه الأيام إلا عن الانتخابات الجزئية المزمع إجرائها يوم الخميس 24 أبريل الجاري (2014)، وأنت مار أو جالس في إحدى مجالس المنطقة لا تسمع إلا متاجرة أو مساومة تجارية سلعتها ورقة التصويت، فتسمع هذا يعرض ورقته بـ100 درهم وذاك بأكثر من ذلك، وهذا باقل منه بقليل، إذن هذه هي التجارة البارزة السائدة بمنطقتنا هذه الأيام، لكن في المقابل من سيدفع هذا الثمن؟ هذا هو السؤال، فبينما ينتظر البعض من سماسرة الانتخابات التحرك في شتى السبل والتجوال من هذا الدوار لذاك في زيارات للأصدقاء والأقارب حتى لا تتعرض تجارته لمخاطر الكشف والتشهير والعقوبات المقررة في القانون، صار هؤلاء وبتكتيكات احتيالية فائقة الدقة يصعب معه الكشف عنها، يجمعون الأصوات المحتملة لعرضها على مول “الشكارة” قصد أخد التسبيق من المال أو المال كله حتى يطمئن كلا الطرفين لبعضهما في انتظار الحسم النهائي مساء يوم الاقتراع.
في جانب آخر تسمع بعض الحناجر من هنا وهناك تبدي امتعاضها من هذه التجارة الرخيصة التي إحدى أركانها دمم الساكنة كأنها قطعان من الماشية يساوم ثمنها حسب العرض والطلب. هذه الأصوات التي أبدى بعضها المقاطعة من جهة نظرا لتفشي هذه الظواهر الدنيئة التي لم يحن الوقت بعد من القطع معها والتي تفسد الساحة السياسية من جهة وتجعل من الرجال والنساء عبيدا تشترى وتباع في هذا السوق. كما أن صوتها حسب رأيها لا جدوى ولا فعالية له مادامت الأغلبية للورقة النقدية أو للكيس من الدقيق أو ما شابها ذلك.
إضافة أن تمت شريحة أخرى ترى أن من عادتها أن تصوت لمرشح معين وأمام غيابه أصبحت لا تعير أي اهتمام لهذه الانتخابات وكون بطلها مادام غائبا عن الساحة فلا جدوى من نزولها للمشاركة لأن المعركة ليست معركتها كما كانت تخوضها من قبل، إذن فلا ترى جدوى تعبئة مناصريها للمشاركة. إذن هذا هو حديث الناس صباحا وعشية كأننا في موسم صار ينتظره القاصي والداني بفارغ الصبر ليكسب كيس من دقيق أو أكثر منه في نشوة من الفرح والفوز والانتصار لمنطق “هاك ورا”.
في الجانب الآخر وبعيدا عن هذا السوق الموسمي ترى شريحة أخرى وإن كانت قليلة لا تعير أي اهتمام له لكونها أصبح ينمو لديها حس بالمسؤولية وكذا بوعيها بدور المواطن النزيه في توجيه السياسة العامة للبلاد خصوصا بعد الدستور الجديد وما يحمله من ضمانات الإصلاح والتنمية للبلاد. في حين أن هذه الفئة لم تخفي استهزائها وتهكمها من أصحاب “الشكارة” وما ينتظر منهم إن فازوا في هذا الاستحقاق الانتخابي وما سيجرون لهذه المنطقة من وليلات الإقصاء والتهميش واللامبالاة .
فأمام هذا الوضع المزري الذي وصل إليه وعي الساكنة، لا يسعني إلا أن أبدي برأيي المتواضع الذي مفاده أن تمت أمل وعزيمة من البعض لإصلاح هذا الوضع وجعل هذه التجارة راكدة وعديمة التسويق بدون رجعة، وأن هذه المعضلة الاجتماعية قبل أن تكون سياسية تحتاج منا تأطيرا خصوصا من طرف الأحزاب ذات الإرادة الصادقة والعزيمة القوية نحو الإصلاح ومحاربة الفساد. إذن فلا يسعني إلا أن أشد بأيدي النزهاء والفضلاء الذين لا يغريهم المال مقابل الضمير الحي الذي أصبح ينمو لديهم شيئا فشيئا وهو متجلي وبادئ للإنسان ذو البصيرة والأفق المستقبلية.
“تِـغِيـرْتْ نْـيُوزْ” عن النابور 24 – سيدي إفني
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=4431
في أحيان كثيرة يبدو وأن احداث جماعة النابور كان اصلا في غير محله، لكون الفساد يعمها طولا وعرضا، شرقا غربا شمالا وجنوبا، بسبب هيمنة الاميين على شؤونها، الى درجة ان كاتب محام سابقا أصبح بمثابة المثقف والمنظر لجماعة العميان، ورغم ادعاء توفره على شهادة البكالوريا فالله أعلم من اين؟ وفي أية مؤسسة اجتاز الامتحان؟ الله علم…
lah ijibk 3lakhir azin ntmazirt .nass rah 9rathom lwa9t ozman ,ama bac rah mab9ach wakl
أكتب تعليقك