الرئيسية » سياسة ومجتمع »

الانتخابات الجزئية بـ”سيدي إفني” … موضرة” ، و”مجلية” بلا طعم ولا رائحة

ما يجعل هذه الانتخابات الجزئية بـ”سيدي إفني” بلا طعم ولا رائحة بالنسبة لكثير من الناس، أنها تفتقر لكل ما استندت إليه سابقاتها، وهي قبل كل شيء أتت في وقت خارج السياق السياسي العام بالمدينة والمنطقة، حيث تقبلها الناس تقبل جلمود الصخر الذي حطه سيل من عل، هي انتخابات فقيرة من حيث “الشرعيات” التي سادت المدينة و”آيت باعمران” عموما منذ البدايات.

فشرعية السبعينيات، في ظل دولة الرصاص  والجمر، كانت لمنتسبي المخزن الأول، مخزن الاسترجاع و استبدال النخب الهادئة التي تبع مرحلة “إسبانيا”، و لأن الزمن لم يكن انتخابيا فقد كان التعيين كافيا في البداية، ثم بعدها “صناديق 82” كانت قادرة على تغيير وجهة ظهرت في أول انتخابات جماعية.ifni

وأما “الشرعية” الثانية، فقد كانت شرعية المقاومة، ورجالاتها وثقافتها، مستندة إلى رصيد القوات الشعبية كما أتت به موجات جيش التحرير وأبناء المنتسبين إليه. وهي “شرعية” أغضبت حيث صدمت. وأقلقت حيث اختارت  ممثل شرعيتها في عز الصراع من أجل “الإصلاح”.

وأما “الشرعية” الثالثة، في نظري، فهي التي أتت بموجات “تسونامي” انتخابي ثالث، و بالإرادة ذاتها التي اختارت المقاومة، فجرفت أمواج ما بعد السبت الأسود، أي إمكانية لأخذ المقعد أو المجلس من غير الذين “قاوموا” بطريقتهم الجديدة تهميشا وإقصاء. وإن المشكلة في انتخابات “سيدي إفني” أن الشرعيات بعدها تسقط تباعا، وأناس “إفني” يحبون التغيير إلى وجهات قد تصل إلى حد التناقض مع الرؤية السابقة، لكن مشكلة هذه الانتخابات أنها “موضرة” ،  و”مجلية” عن كل “الشرعيات” السابقة.

ولأنها جاءت “على غفلة”، فهي تبحث فينا عن سبب للاقتناع بأنها تملك ما ملكته سابقاتها، وبأنها انتخابات “بعدا” ، في حين يبحث الداخلون إليها عن تجاوز الضياع في حسابات (كبيرة ) و”سكرابل”  قبلي، من أجل نصف ولاية.

ومعذرة عن الإزعاج!!

“تِـغِيـرْتْ نْـيُوزْ” عن “إفني ديريكت” – سيدي إفني

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك