أعلن حزب “العدالة والتنمية” بـ”سيدي إفني” عن مرشحه للانتخابات الجزئية البرلمانية المزمع إجراؤها يوم الخميس (24 أبريل 2014)، على إثر قرار المجلس الدستوري القاضي بتجريد “محمد عصام” برلماني الحزب السابق بدائرة “سيدي إفني” من الصفة النيابية وإعلان شغور المقعد بالدائرة، حيث أشرفت الهيئات المجالية للحزب على عمليات تدبير هذه المحطة طبقا لما تقتضيه المساطر التنظيمية للحزب. وبذلك سيكون “محمد بن براهيم عصام” مرشحا للحزب في هذا الاستحقاق المقبل. هذا الاختيار الذي عكس اختيارات مناضلي الحزب بشكل إرادي وعبر آليات ديموقراطية واضحة، ُتسيجها ترسانة قانونية ومساطر دقيقة، كما تحتضنها معاني قيمية تستمد جذورها من منطلقات فكرية أصيلة، تؤسس لعلاقات تنظيمية فعالة على أرضية أخوية متجذرة، تجد في منظومة القيم منبتها الخصب المعطاء، كما تجد صداها الواعد في دنيا الدمقرطة التنظيمية الفسيحة.
إن حزب “العدالة والتنمية” بهذا الاختيار يعطي درسا جديدا ومفيدا لكل الفرقاء السياسيين ولعموم المواطنين على قدرة هذا التنظيم على بناء علاقاته التنظيمية والحسم في كل الاستحقاقات على أساس تداولي وبمنطق ديموقراطي واضح المحيا والتقاسيم. في حين مازالت ندوب وتجاعيد الانغلاق بادية على جباه الكائنات السياسية المتأهبة لاهتبال هذه الفرصة بمنطق الغنيمة ومنطق الاستحواذ والهيمنة ضدا على إرادات القواعد، ومعاكسةً لكل عناوين اللحظة السياسية التي يعيشها البلد والتي أنتجها في صيغة انتقاله نحو الديموقراطية. فلم يعد مقبولا بأي منطق تنظيمي أو سياسي أن تتحول الأحزاب إلى ورشات لصباغة “المتساقطين بالمظلات ” في الوقت الميت، بألوان باهتة لا تسر الناظرين، ولا تجذب زبناء ومرتفقين جدد لسياسة أضحت بمرور الوقت أكثر المجالات فقدانا للجاذبية ورحما للعزوف، ومستنقعا لقناعات اليأس والعدمية.
إن اختيار “محمد بن براهيم عصام” لتمثيل الحزب في هذه المحطة يعكس إصرار الحزب على التجدد وفتح المجال أمام الطاقات الواعدة، باعتبار أن الاستثمار في المستقبل هو الرهان الأساسي للحزب بعيدا عن كل الوصايات الأبوية. فهل بإمكان الأحزاب الأُخرى أن ُتقدم نموذجا يقارب هذا المنحى او يتجاوزه في ظل صولة ثقافة الأعيان، وتجبر منطق القرابات أو على الأقل استقواء منطق الريع السياسي وسلوك الانتهازية. ليس من السهل بمنطق ما هو معتاد أن يصل شاب في مثل سن مرشحنا وهو الذي مازال في بداية تلمس مدارج الارتقاء التنظيمي لقرب التحاقه بسفينة التنظيم ليكون مرشحا لاستحقاق ظل ولعقود من الزمن حكرا على عينات خاصة من الناس إلى درجة أن البرلمان في المخيال المجتمعي للمغاربة اصبح رديفا للثراء والوجاهة الاجتماعية. فلذلك نعتقد أن “العدالة والتنمية” وللمرة الثانية في “سيدي إفني” يساهم في بناء ثقافة سياسية جديدة تربط المسؤولية التمثيلية بالكفاءة والقدرة على استيعاب ما تقتضيه من واجبات وترتبه من التزامات وذلك يصب في خدمة السياسة كمجال مفتوح أمام مبادرات الفئات والطبقات والأعمار المختلفة لإنتاج جودة أدائه، وإعمار فضاء فعله. وهي البداية الحقيقية للإقلاع نحو الديموقراطية المفترى عليها. فإلى متى ستبقى تنظيماتنا السياسية المهترئة فضاء لوأد الديموقراطية بمختلف التبريرات وبالمقابل ندعي زورا الدفاع عن قيم التداول وتجديد النخب؟!. فعلا إن فاقد الشيء لا يعطيه.
“تِـغِيـرْتْ نْـيُوزْ” عن موقع “حزب العدالة والتنمية” سيدي إفني
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=4244