يبدو أن ما كنا نشاهده في أفلام مصر وعلى برامج التحقيق على القناة الثانية التي تعالج ظاهرة انتشار مقاهي الشيشة في الأحياء السكنية وخلف جدار الملاهي الليلية قد أصبح اليوم واقعاً يفرض نفسه بمدينة تيزنيت.
فظاهرة تنامي مقاهي الشيشة عرفت انتشارا واسعاً ورواجاً كبيراً، فرواد هذه الفضاءات من كل الأعمار ومن الجنسين، في محيط اضطر بالإرغام أمام الحملات الأمنية الموسمية الاستعراضية التي لا تؤتي أكلها إلى تقبلها، فمنطق حجز قنينات الشيشة بدل تشميع المقاهي أو الحجز عليها لن يستأصل هذه الظاهرة بل يساهم في انتشارها ومنح الحصانة لمن يرتادها.
المقلق من هذا وذاك أن أغلب مقاهي الشيشة تحولت إلى وكر للمواعدة وأماكن لإغواء القاصرات واستغلالهن جنسيا بمقابل مادي بعيداً عن مراقبة دويهم، فمعظم هذه الأماكن أصبحت وكرا للدعارة و الفساد .
رحاب مقاهي الشيشة بتيزنيت تستقطب جميع الشرائح، وأفضلها تلاميذة الثانويات المتأخرين دراسياً والهاربين من فصول الدراسة لتأويهم هذه المقاهي إلى حين آخر، فالدخول إلى هذه الفضاءات يوحي إليك مباشرة بوجود هذه الفئات التي تتوزع بين مجموعات مكونة بين 3 أفراد إلى 5 والكتب الدراسية والمحافظ تؤثث زوايا مقاهي الشيشة المفضلة عند الجميع هنا لانها تمكنك من معرفة الداخل إليها والخارج منها.
أصحاب هذه المقاهي يتدرعون أنهم لا يعرضون خدماتهم على أحد وأن زبائنهم من الفئة التي تعشق الخلوة والأماكن المظلمة، فمن يبحث عن الشيشة عليه أن يرضى بأي شيء ولو كان قبواً، فالمهم أن يتوارى عن الأنظار عملا بمنطق “لي بلاه الله .. استر حالو”.
الانتشار الواسع للظاهرة و تحولها إلى موضة ووسيلة للتباهي بين المراهقين شجعت الباحثين عن الثراء السريع إلى الاستثمار في مقاهي الشيشة والمعسل المهرب الذي يباع بالغرامات في نقاط يعلم مدخني الشيشة بها، ولسؤال الذي يتردد بين الحين والآخر، من يحمي هؤلاء؟ ومن يقف ورائهم؟ و من يوفر لهم الحماية اللازمة حتى اصبحوا فوق القانون؟
عن أتيك ميديا
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=42189