الرئيسية » الافتتـاحيـة »

‏”الحلوف” والمجتمع المدني .. وجهان لعلمة واحدة

أستحضر اليوم القصيدة الشعرية الأمازيغية للشاعر الكبير أحمد بولعياض ابن جماعة تغيرت إقليم سيدي إفني حول موضوع الخنزير البري (الحلوف) بجبال سوس عموماً، وبجماعات إمجاض الخمس عموماً، حيث قال بالأمازيغية: “وَاوَاكْ وَاكْ سْ لْحْلُوفْ .. إدْحِيدْ هْلِي تِيفْلُوتْ ..  إنَّا كِيغْ ضِيفْ .. أغَارْ إنْسَا أرْ صْبَاحْ .. إنَّا نِيتْ كِيغْ لْوَارِيثْ .. شُوفَايْتْ أمْغْدَارْ”.

ولترجمة هذه الأبيات الشعرية من الأمازيغية إلى العربية حتى يُفهم معناها لدى غير الناطقين بالأمازيغية، فهي كالآتي: “وَاوَاكْ وَاكْ بالخنزير البري .. دفع علينا الباب ..  وقال أنا ضيف عندكـم .. فلما استراح إلى الغد .. قال أنا وريث بينكـم .. أنظروا بهذا الخائـن” … هذه هي الترجمة الحرفية لهذه الأبيات الشعرية، رغم أنه من الصعاب بما كان ترجمة معاناة ساكنة تـُعاني الويلات.

“الحلوف بإمجاض اليوم” ليس مجرد وريثاً بيننا، بعد أن كان مجرد ضيف عندنا، ولم يعد يـُهاجم مزارعنـا فقط ويـُفسدها ويعيث فيها فساداً، بل أصبح يـُهاجم أطفالنا الصغار، ولنا في دوار إد بلقاس بالجماعة الترابية لإبضر إقليم سيدي إفني خيرُ مثال، بعد أن هاجم طفلة حوالي العاشرة من عمرها، وسبب لها جروحاً خطيرة، بعد أن كانت في طريقها إلى مدرستها “الحلوة”.

هذا الحادث المؤلم الذي لم يـُحرك أحد ساكناً بخصوصه، وقع في عز اللقاءات التي تحتضـنها مقـرات العمالات والأقاليم بربوع المملكة، حول “التعليم الأولي و”تنمية الطفولة المبكرة”. ولا ندري عن أي تعليـم أولي يتحدثون؟ وعن أي تنمية لطفولة مبكرة يكذبون؟، وهـم لا يـُحركون ساكناً،  لا سلـطات محلية، ولا منتخبون، ولا جمعية من المجتمع المدني فعلت شيئاً.

فمثل هذه القضايا التي لا خلاف فيها، هي من تجب أن يكون عليها إجماع الفعاليات الجمعوية و الحقوقية. وكان بالإمكان لو كان لدينا مجتمع مدني قوي بالمنطقة أن نجعل من قضية هذه الفتاة قضية رأي عام يتم فضح كل شيء، ويمكن أن تستفيد منها المنطقة في أمور أخرى وكسب تعاطف مناطق إخرى، لكن للأسف المجموعات الواتسابية والفايسبوكية لا تناقش سوى فلان أفضل من علان، وعلان أفضل م فلان، مثل ما كان يـُدون في دفتر ذكريات التلاميذ “أفضل أكلة، أفضل يوم، أفضل شهر، أفضل حيوان…”. وصدق القائل.

تغيرت نيوز / الافتتاحية

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك