إذا كانت الانتخابات في الدول الديمقراطية تعبر عن إرادة الشعوب ومصداقية العمل السياسي، فإنها في قبيلة “إمجاط” لا زالت بعيدة كل البعد عن إرادة الشعب “المجاطي” ولا تعبر بصدق عن الخريطة السياسية للمنطقة. وبالرغم من كل الخطوات التي قطعتها قبيلة “إمجاط” (سيدي إفني) في الماضي من أجل الانتقال إلى الديمقراطية، إلا أن جوهر الانتخابات لا زالت تعاني الكثير من الشوائب، ولم نصل بعد إلى ما يطمح إليه الشعب “المجاطي” في انتخابات نزيهة وتمثيلية سياسية حقيقية.
وفي ظل الأوضاع السيئة التي يعيشها المجتمع “المجاطي” فقد فهمت من ملابسات هذه الترشيحات المتعددة أن المقصود منه إقصاء القبيلة بكاملها، لأنه إذا كان الغرض منه هو الاستفادة من مواهب المنافسين، فإن في مجلس النواب متسع لها، ومع هذه الملابسات فقد خضت معركة الانتخاب، وكان ذلك في أبريل سنة 1951، ولو تركت حكومة الوفد كان الغرض منه هو إظفار بمقعد من أجل إصلاح اجتماعي واهتمام بخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في قبيلة “إمجاط” لكانت الرغبة في أحراراً أن يختاروا الأصلح لعضوية المجلس وتمثيل “إمجاط”.
ليس الكلام الكثير ولا الحديث المنمق هو الذى ينقص أحزابنا ولا جماعاتنا السياسية في “إمجاط” وإنما ينقصها محل الحديث والجدال والمناقشة و إقامة المناظرات والجلسات الحوارية ويشرك كافة الناس من أطباقه الفقيرة إلى الغنية في الاهتمام بالتنمية وذلك هو الأهم وغير مسبوق، وربما غير ملحوق.
وعلى الجانب الآخر فإن محاولة الانتقاص من الزعماء السابقين بأشخاصهم أو قيمتهم يولد نعكس ضعفاً في الثقة بالنفس بحيث تتكشف كثير من أخلاق هؤلاء في تعاملهم الصادق أو الحكيم مع أسلافهم، ومن المهم أن نشير إلى حقيقة أن الخلق الداعي إلى تكريس الاحترام للأسلاف في حد ذاته هو دليلاً على العظمة، وتكريس الاحترام. هي قيمة التسامح وهذا هو الأهم إلى الأمام، بقدر ما هو لب القضية.
بقلم: خالد منتدى – “تِـغِيـرْتْ نْـيُوزْ”
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=4199