الرئيسية » سياسة ومجتمع »

سيدي إفني … الطيران الحر منتوج يستقطب “عشاق الأدرنالين”

بالإضافة إلى المتعة واكتساب روح المغامرة، والفرص التي تتيحها لاكتشاف المناطق الجبلية بالمغرب والاستمتاع بالشواطئ والسواحل سواء الأطلسية منها أو المتوسطية، تعتبر رياضة الطيران الحر (يطلق عليه أيضا القفز بالمظلات)، من أهم النشاطات التي يمكن استغلالها لتنشيط السياحة واستقطاب هواة وعشاق هذا النوع من الرياضة وطنيا ودوليا.

ويعد سيدي إفني، بتجربة واعدة في هذا المجال، نموذجاً يسعى إلى ربط هذه الرياضة بالسياحة وتشجيع الشباب أيضا لممارستها، لا سيما وأن الإقليم أضحى من الوجهات المفضلة لعشاق السياحة الجبلية والرياضات البحرية.

وتساهم المؤهلات الطبيعية والتضاريس الجبلية المحاذية للشريط الساحلي في الإقليم، الذي يمتد من حدود شاطئ أكلو بتزنيت إلى شواطئ سيدي إفني المعروفة، بقسط كبير في انتعاش هذه الرياضة وتزايد الإقبال عليها في السنوات الأخيرة.

ويشتغل العديد من الشباب في هذا القطاع كمقاولين ذاتيين، بشراكة مع وكالات الأسفار، ويساهمون في إشعاع المنطقة سياحياً سواء عبر التعريف بالمنطقة وبتقاليدها وبطبيعتها وبما تزخر به من مؤهلات ومنتوجات مجالية تجاوزت سمعتها الحدود كالأركان والصبار، أو عبر مساعدة عشاق هذه الرياضة والراغبين في الاستمتاع بجولات جوية في المنطقة من السياح المغاربة والأجانب.

وفي هذا الإطار تأسس سنة 2013 بإقليم سيدي إفني (نادي لكزيرة للطيران الحر)، كناد وحيد متخصص في هذه الرياضة في انتظار توسيع رقعة الاهتمام بهذا النوع من الرياضة وما يوفره من فرص شغل وإمكانات هائلة في التعريف بالإقليم وبطبيعته التي تجمع بين الجبل والبحر في فسيفساء خلاب

ويقدم هذا النادي، وكذا المقاولين الذاتيين المتعاونين معه، للزوار والسياح، مغاربة وأجانب، خدمات، منها التنقل والصعود إلى مرتفعات الجبال الوعرة، التي تتواجد في مواقع ممارستها، وكذا التجهيزات اللازمة للقفز بالمظلات، وتأمين إجراءات السلامة والتصوير المصاحبة لها.

وبالفعل، وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد سعيد أوهنا، رئيس (نادي لكزيرة للطيران الحر) “ازدياد إقبال السياح الأجانب”، بالخصوص، على ممارسة رياضة الطيران الحر في مواقع مختلفة من إقليم سيدي افني، لا سيما بين شهر أكتوبر وماي من كل سنة. وبالمقابل، يضيف أوهنا، يكون إقبال المغاربة على مثل هذه الهواية خلال مواسم الصيف “كبيرا”.

ويوفر إقليم سيدي إفني، يقول رئيس النادي ، الظروف المواتية لممارسة هذه الرياضة ، من مرتفعات وحركة الرياح المناسبة للطيران والقفز بالمظلات، إضافة الى توفر الإقليم على واجهة بحرية ومواقع خاصة لممارسة هذه الرياضة المتقاربة جغرافيا ك(الكزيرة) و(سيدي وارزك) و(مير اللفت) و(تيوغزة).

ويتولى هذا النادي تأطير المنخرطين وتنظيم دورات تكوينية، كما يعمل على ضمان الاستفادة من التكوينات المنظمة في إطار (الجامعة الملكية المغربية للطيران الخفيف والرياضي)، وذلك سعيا وراء اكتساب الخبرة في هذا المجال.

ويشارك منخرطو النادي في المسابقات الوطنية والدولية الخاصة بهذه الصنف من الرياضة، حيث أكد رئيسه أن منخرطيه شاركوا ضمن المنتخب الوطني للطيران الحر في مسابقات عربية ودولية ،وحققوا إنجازات مهمة، فضلا عن المشاركة في مختلف المسابقات الوطنية مثل كأس العرش والبطولة الوطنية.

من جهته قال ماء العينين مصطفى، المندوب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بإقليم سيدي إفني، في تصريح مماثل للوكالة، إن الإقليم يتوفر على مؤهلات طبيعية مهمة تساهم في إقلاع وتحقيق مزيد من الانتشار لهذه الرياضة التي تعتبر وسيلة جذب سياحي، والتي لا تحتاج إلا للدعم والتنظيم والتشجيع.

وأبرز أن المناطق الجبلية المحاذية لشواطئ سيدي إفني (لكزيرة ومير اللفت وغيرها..) هي مناطق “نموذجية” لممارسة هذه الرياضة “التي تدعمها الوزارة عبر الجامعة الملكية المغربية للطيران الخفيف والرياضي والجامعات الملكية الأخرى بمنح بهدف الرقي بالقطاع الرياضي”.

وأشار المندوب الى أنه من شأن التطور الملحوظ في البنيات التحتية بالإقليم في السنوات الاخيرة، كربط المناطق الجبلية بالشبكة الطرقية، تشجيع هذه الرياضة الجبلية وتنشيط القطاع السياحي بالإقليم.

ودعا كل القطاعات المعنية والقطاع الخاص والمنتخبين الى إيلاء المزيد من الاهتمام للأندية المهتمة بهذه الرياضة وتشجيع ممارسيها في الإقليم إضافة إلى التسويق الإعلامي للمؤهلات الطبيعية لإقليم سيدي إفني.

وفي انتظار بذل مزيد من الجهود وإيلاء أكبر الاهتمام لهذا النوع من الرياضة، وغيرها، تبقى سيدي إفني عنواناً من العناوين وموقعا من المواقع السياحية الوطنية والعالمية.

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك