مع تكليف عبد العاطي الأصفر مديراً لأكاديمية كلميم وادنون، أحسست وكأن سيدي إفني قد تبوأت (ولو مؤقتاً) مكانتها الطبيعية والحقيقية في المنظومة التربوية كما في النسق الجهوي..
فمن منظور آخر مغاير، يُمكنني أن أقرأ هذا الاختيار نتيجة للتواجد الفعال للإقليم ضمن المسار الجهوي في هذا المجال على الأقل .. ولا أخفي، مع حجم المسؤولية الملقاة على صاحبها، أن هذا الاختيار لم يخطئ ولو مؤقتاً لجعل سيدي إفني تحس ولو لمرة واحدة أن لها مكانا ما ضمن هذه الجهة الفاشلة في كل شيء.
بالطبع، منطق التوازنات القبلية والسياسية والانتفاعية هي التي سادت دوماً في تدبير مثل هذه المواقع .. وهو منطق لا يتم العدول عنه إلا في أوقات “الغبش” السياسي أو في أوقات تدبير “المؤقت” في انتظار الاختيار الصعب للــ”دائم”.
إن اختيار المدير الإقليمي لسيدي إفني مديراً للأكاديمية، لا يخرج عن هذا السياق .. ورغم كل القراءات الايجابية والتمنيات، فإنه لا يمكن إخفاء هذا الوضع الذي نشك أنه سيتغير في القريب العاجل.
لكن، ومع ذلك، فإن التفاؤل الإفناوي الذي أصوغه الآن نابع من نقطتين أساسيتين، الأولى، أنه تم أخيراً الانتباه إلى هذا الاقليم ومكانته في التدبير الجهوي .. وهو أمر نريد له أن يستمر ويشمل الكفاءات المحلية الكثيرة التي تقف في وجهها “حسابات” لا يعلمها إلا مدبجوها.
النقطة الثانية، تتمثل في قدرة إفني على “إنقاذ” ماء وجه الوزارة في إيجاد من يستطيع ملاعبة (لا محاربة) طواحين هواء لا يستطيع المشي على حبلها دون وقوع إلا رجل من طينة عبدالله بوعرفة.
الرهان كبير وصعب أمام عبد العاطي الأصفر، لكننا لا نشك في قدرته على ضبط البوصلة .. ويبقى رهاننا عليه ليعطي لسيدي إفني ما ظلت تطلبه وتستجديه أحيانا من الأكاديمية…
وهو يعرف كل الملفات الحارقة والحاجات الملحة لمديريته الإقليمية من أكاديميته الجهوية..
يكتبه: محمد المراكشي – نون بوست
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=41539