في سيدي إفني، نحب الخريف .. ونزهو في دواخلنا بدخوله … فنحن خريفيون.
فالربيع بمعناه الطبيعي عادة فينا، لكننا لا ننتبه إلى حدائقنا الصغيرة إلا حين يأتي الخريف .. ننساها في زحمة الصيف وإلهاء الضيوف وروعة الصالطوس… والربيع المجازي أيضا ما عدنا ننتبه إليه .. بفعل فاعل أو فاعلين منذ عقد و نيف … يوم حلمنا بالربيع.
و “مالو” الخريف .. يليق بنا ونليق به. وهو ليس سهلاً أن يفهمه أحد إلا نحن.!
في الخريف نتحسس فضاءاتنا، وبعضنا أو الكثير منا يكتشف صيفه في خريفه، وربيعه في رياح الشرقي والغربي وجهات الرياح التي لا يفهمها إلا مخلوق من هنا .. فبوصلتنا لوحدها حالة .. ولم لا تكون فصولنا أيضا حالة ..
لم لا والمدينة وقراها اهتزت ضد المستعمر ذات خريف من 57 ، واهتزت بعد عقود من التهميش ذات صيف لم يعشه أحد إلا مؤجلا لخريف آخر… ومثلما يعتقد صانعو الخريف الآخر “الممل” أنه طارد للأمل ، نتمسك نحن (رغم كل ما يدفع لليأس أحيانا كثيرة ) بجماله وأمله .. ففيه تتهيأ جلدتنا للعودة إلى ألوانها، وصباغتها، وهدوئها وزوابعها …
يعود كل منا لمربعه الأول ..ونشيده الأول .. وأمله الدائم في مدينة تعيش خريفاً مزمناً لا مذاق فيه لخريف حقيقي يهب الحياة ..
إننا نعيش الخريف، بحلوه ومره .. ولا نراه مثلما يراه الآخرون! حتى و إن منوا علينا بألف صيف وصيف .. وليال صيفية اعتراها ألف زيف وزيف…
إفني الجميلة .. سيدتي .. الخريف يليق بك.
يكتبه: محمد المراكشي (نون بوست)
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=41458
رائع!
أكتب تعليقك