الجمعية الاقليمية للمعطلين بسيدي إفني
في ظل وضع يتسم بالاحتقان الإجتماعي على الصعيد الوطني، نتيجة السياسات الطبقية التي تنتهجها الدولة في جميع القطاعات الحيوية، وفي ظل الردة الحقوقية التي عرفها المغرب في الآونة الأخيرة، ونهج سياسة المقاربة القمعية ضد أي حراك احتجاجي والإجهاز على ما تبقى من مكتسبات الجماهير الشعبية عبر سن مجموعة من القوانين (قانون التعاقد، قانون الإضراب، قانون الإطار……) لتزداد هموم الجماهير ومعاناتهم نتيجة الإجهاز على حقوقهم الأساسية كالصحة، التعليم، الشغل، السكن، الحرية، الكرامة العدالة الاجتماعية.
ولإلهاء هذه الجماهير الشعبية عن همومها الحقيقية تنظم الدولة مجموعة من المهرجانات بجميع المدن والقرى للرقص على معاناة والآم وهموم الجماهير الشعبية المغلوب على أمرها.
على مستوى مدينة سيدي إفني تم تنظيم مهرجانين على التوالي كحلقة ضمن سلسلة الضحك على ذقون البسطاء والمهمشين من أبناء الإقليم المنكوب على جميع الأصعدة كنتيجة موضوعية لاقتصاد الريع وسيطرة لوبيات الفساد على تسيير شؤون مدينة تحتضر على إيقاع مشاكل بالجملة حيث أن الهم الوحيد لهؤلاء المنظمين لهذه المهرجانات هو صخ المزيد من السيولة في أرصدتهم البنكية، دون أي اعتبار لمصالح وتطلعات ساكنة سيدي إفني التي تعيش واقعا مزريا بفعل التهميش والإقصاء وغياب أي مبادرة لخلق مناصب شغل قارة وبرامج تنموية حقيقية توقف مأساة وكوارث الهجرة السرية.
أما بالنسبة للمجال الصحي بسيدي إفني فالواقع كفيل بالإجابة على كل ترهات المسؤولين انطلاقا من الحالة المتردية للمستشفى الوحيد بالإقليم وانعدام الأطر الطبية المتكونة في جميع المجالات والتخصصات وغياب الأجهزة الطبية بالمستشفى وغياب المستوصفات والمستشفيات الصغيرة بكل قرى ومداشر الإقليم والغياب التام للقوافل الطبية على غرار باقي الأقاليم الأخرى.
يأتي كذلك تنظيم مهرجانين بمدينة سيدي إفني في ظل واقع تسوده بطالة قاتلة حيث احتل إقليم سيدي افني المرتبة الأولى على صعيد الجهة والجهة بدورها احتلت الرتبة الأولى على الصعيد الوطني، بالإضافة إلى الإقصاء الممنهج وهجرة سرية متفاقمة مما يؤكد وللمرة الآلف عدم وجود أي إرادة حقيقية لدى المسؤولين لوضع برامج تنموية لإنقاذ الإقليم من الانفجار الاجتماعي.
ومن مؤشرات هذا الانفجار وجود معطلين يناضلون من أجل حقهم المقدس في الشغل لأزيد من ثلاث سنوات، ولا حل يلوح في الأفق ووجود مرضى القصور الكلوي معتصمين أمام ما يسمى المستشفى الإقليمي لأزيد من شهر من أجل حقهم في التطبيب كما هناك مستخدمين لإحدى المدارس العتيقة المعتصمين لأزيد من ثمانية أشهر. كما يتنامى غضب البحارة المنضوين تحت لواء النقابة الديموقراطية للبحارة في الآونة الأخيرة جراء معاناتهم اليومية مع لوبيات الفساد ومافيا نهب الثروة البحرية بالإقليم والتواطؤ المفضوح والمكشوف لهذه المافيا مع بعض المسؤولين بالإقليم، وما يزيد من معاناة هؤلاء البحارة المضايقات والتهديدات من طرف لوبيات الفساد نتيجة فضحهم للفساد ونهب الثروة البحرية.
كل هذه المشاكل التي تنضاف إلى كل ما سبق ذكره من كوارث أصبحت شبه طبيعية بمدينة سيدي إفني، ليس نتيجة قدر محتوم، لكن بحكم سيطرة مجموعة من الطفيليين رموز الفساد السياسي والاقتصادي ورعاة الريع على كل مناحي وتجليات العيش من عقار وثروة بحرية ومنتوجات فلاحية مشاريع صغرى ومتوسطة من جمعيات وتعاونيات ومجموعات ذات النفع الاقتصادي ….، وأصبحوا يتحكمون في كل شيء ولم يتركوا لأبناء الإقليم من حاملي الشواهد والمعطلين والأطر المجازين إلا الهجرة السرية والموت بعرض المحيط.
وعلى الرغم من أن المجالس المنتخبة بالإقليم يسيرها أبناء الإقليم سواء بالأغلبية أو بالتحالفات المشبوهة، وعلى الرغم من درايتهم بمعاناة وهموم وآلام بني جلدتهم، فإنهم لم يقدموا أي شيء يذكر، اللهم سباقهم نحو المشاركة في تنظيم المهرجانات لنيل حصتهم من كعكة الريع. وتأسيس جمعيات وتعاونيات مشبوهة لشرعنة نهب المال العام وخلق أتباع وقواعد على شكل قطيع متحكم فيه استعدادا للانتخابات المزيفة القادمة.
ففي سياق مهرجان سيدي إفني، فبعد أن ثم إفراغه من محتواه الحقيقي الذي يعني تنظيم أنشطة اجتماعية لتبادل التجارب في الصناعة التقليدية واعتباره محطة تنموية من خلال تسويق للمواد المحلية وإحياء الفلكلور المحلي، فأصبح اليوم لا يختلف عن موازين ومهرجان الرأي وغيرهم من مهرجانات الذل والعار، فاصبح مهرجان الموسيقى المائعة ولم يقدم لساكنة سيدي إفني سوى ثقافة العهر والميوعة والتفسخ الأخلاقي (ملكة جمال الصبار) البعيد كل البعد عن أخلاق أبناء وبنات قبائل أيت بعمران الضاربة بجدورها في عمق التاريخ.
سيدي افني تحتاج إلى مشاريع تنموية حقيقية وبنيات تحتية ومناصب شغل قارة ومتنوعة لإيقاف نزيف مأساة وكوارث الهجرة السرية.
سيدي إفني تحتاج أبناء بررة للدود عنها من أجل خلق سبل انعتاقها وتحررها من الإقصاء والتهميش الفقر والمعاناة.
إلى متى وستبقى سيدي افني محاصرة مقصية منسية؟…. إلى متى وسيبقى جرح هذه المدينة المكلومة ينزف دماً؟…..إلى متى وستبقى ابتسامة شباب سيدي إفني مؤجلة إلى أجل غير مسمى؟ …إلى متى ……وإلى متى …..وإلى متى….
يا دامي العينين والكفين….!
إن الليل زائل………!
لا غرفة التوقيف باقية …..!
ولا زرد السلاسل………..!
نيرون مات…ولم تمت روما…!
بعينيها تقاتل…… !
وحبوب سنبلة تجف……!
ستملأ الوادي سنابل…..!
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=40996