الرئيسية » أغراس أغراس » كلشي باين »

حال سيدي إفني بحبر من دم

تغيرت نيوز

اليوم سأتكلم عما يخالج نفسي من أسى، و سأتكلم وبكل حرقة عن الجهة التي يتبعها النحس، أو بالأحرى الإقليم الذي لم أفهم فيه شيئاً “ولا فيه شي تابعة الله احفظ”، لم أفكر يوماً هكذا، لكن ومع الكثير من الظروف والحيثيات جعلتي أفكر هكذا، فعلا هو إقليم منحوس أو متبوع أو شيء من هذا القبيل، المهم أن هناك يد خفية سيئة تحوم على المكان.

فبعد أن كان تابعا لجهة سوس ماسة لم يستفيد إلا من بعض الفتات لتنميته، وعلى بعد سنة من منحه تنمية شاملة من جميع النواحي سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياحية … جاءه يوم النحس وهو التحاقه بجهة صحراوية مليئة بالقبلية لتستفيد طاطا من حصة الأسد التي كانت سوس ماسة ستمنحها لإفني “زهر  وَمَيْديرْ”، سنوات والإقليم ينتظر، لتسنح الفرصة لطاطا في التنمية و الإقليم لازال في الانتظار.

لكن رغم كل شيء كان الأمل بعد زيارة صاحب الجلالة نصره الله وأيده والمشروع التنموي الذي أطلقه، رجعت الروح لجسد الإقليم وقلنا ربما هذه الجهة فاتحة خير علينا.
لكن وللأسف المشاكل السياسية والقبلية اعترضت الطريق التنموي للإقليم ليصير البلوكاج بالجهة “حقا ما حق أنت شلح وأنت صحراوي”، وأنت من قبلة كذا وأنت من قبيلة كذا، “ونساو بلي أهم حاجة أننا كلنا مغاربة”.

لكن للأسف من جديد دخلنا فدوامة أن المعارضة هي السبب وأن الأغلبية هي السبب في بلوكاج الجهة وزيد وزيد، ونسينا أننا خاصنا نتوحدو مع المصلحة العامة وبقينا فالصراع، الصراع لي وصل جهتنا لأقلام مأجورة تضرب في كرامة الاشخاص وتدخل حتى في الحياة الخاصة، والصراع الذي وصل بأولادنا ليفقدوا الأمل و يفكروا في الهجرة للبلدان التي استعمرتنا، هذا البلد والذي بقوة ايت باعمران وقبائلها استرجعوا مدينتهم وإقليمهم إلى البلد الام.

البلدان المستعمرة التي صارت أمل لهؤلاء الشباب، شباب الجهة الذين يرمون بأنفسهم في غد مجهول، غد يمكن فيه المرور للضفة الأخرى ليبدأ الصراع من أجل تسوية الوضعية‘ أو غد يحمل في طياته الصراع مع الموج والأسماك والموت، أو فرصة ثانية في بلده الذي لم يعطيه سوى الألم، حقا لم أشعر يوما بالأسى أو أنني عاجزة على فعل شيء إلى اليوم.

 يوم مليء بالأخبار السيئة، يوم أمس إيجاد جثة مولود تحرقه الشمس لمدة خمس عشرة يوما، نظرا لأسباب نجهلها من الأم، لا نعرف أسباب فعلها هذا والتي يمكن أن نلتمس لها العدر ويمكن لا، فإن التمسنا لها ذلك في فعل هذا الفعل فهناك عدة أسباب على الارجح، فالأمومة شيء لا يفهمه إلا من مر بها، وفعلتها هذه ليست الوحيدة من تتحمل فيها المسؤولية، المسؤولية أيضا تقع على ذلك الرجل الذي ربما فعل فعلته ولم يتحمل المسؤولية ليبحث عن ضحية جديدة. أيضا المسؤولية تقع على الأهل والعادات والتقاليد والخوف…

وإن لم نلتمس لها العدر فهذا الفعل فعل إجرامي على الاقل كانت لتضعه في خيرية أو دار للأيتام أو أو….. خلاصة الموضوع عذاب الضمير لن يفارق هذه الفتاة أو بالأحرى هذه الام، واليوم نستفيق على واقعة ضحايا قارب الموت والذي راح ضحيته ستة ضحايا منهم رضيعة والآخرين في عداد المفقودين. الضحايا منهم من انتصرت عليهم الأمواج والأسماك ومنهم مزال يصارع من أجل النجاة.

في جانب آخر من الجهة، هناك أيضا قارب آخر عالق في المياه بالشاطئ الأبيض يـُصارع من أجل الحياة والنجاة. وأيضا تلميذ آخر اختار أن ينهي حياته بطريقة أخرى بسبب رسوبه في الدراسة، 24 ساعة، أربع أخبار غير مفرحة في إقليم لم افهم أي الايادي التي تحاول غطسه في الهاوية والرجوع به للوراء وإقباره.

يد حاولت معرفة هويتها لكن للأسف لم أجد عنها أي معلومة، أو أن السبب راجع إلى عقليات هذا الجيل والمشاكل النفسية أو المادية أو أو…. واليوم هناك صراع بين الحداد على هؤلاء الضحايا أو الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع الإقليم إلى بلده الأم، يا ترى هل المسؤولين سيستمرون في التحضيرات والاكمال في الالتزامات مع الاطراف المتعاقدة معها، خصوصا أن اللحظة تاريخية بكل المقاييس، أو ستكون المفاجأة و يتم الإلغاء لهذه المناسبة و دخول المدينة في الحداد ترحما لأرواح الضحايا. باختصار البلاد ذاهبة للهاوية. و من قلبي أتمنى ان يتغير الحال الحالي للأفضل.

بقلم: فاطمة الزهراء صادق

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك