تغيرت نيوز
كـَـثُـرَ الحديث، ويكثر دائما خاصة في هذا الوقت بالتحديد من كل سنة، عن من يتحمل المسؤولية الكاملة بخصوص ما يقع في عدد من مناطق سوس، من الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها الأملاك الخاصة للساكنة من طرف الرعاة الرحل، ومن بين هذه المناطق التي عرفت وتعرف توافد عدد كبير من الرحل إليها، منطقة إمجاض بجماعتها الترابية الخمس، وهي المنطقة التي تعرف وجود عدد من الرحل هذه الأيام، لا سيما بالنفوذ الترابي لجماعتي تغيرت وإبضر.
الجميع يتهم السلطة بتواطؤ مع الرحل. فبين من يتهم السلطات المحلية، هناك آخرون يتهمون السلطات الأمنية، وكذا السلطات الإقليمية، وهناك من يوزع الاتهامات يمينا ويساراً، لا سيما على الأحزاب السياسية التي شَرَّعَت القانون 113.13 المشؤوم، المتعلق بالترحال الرعوي وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية، خاصة حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يرأسه عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
لكن، وفي إطار السؤال المشروع، ألا يتحمل المجتمع مسؤولية كبيرة؟، ألا تتحمل الساكنة المحلية مسؤولية أكبر في ما يقع على أراضيها من اعتداءات متكررة من طرف الرعاة الرحل؟، ألا يتحمل الأعيان بالخصوص والشباب عموماً مسؤولية ما يجري؟، كيف ذلك؟، للإجابة، لا بد من الإجابة على هذا السؤال بسؤالٍ آخر، وهو: من يزود هؤلاء الرعاة الرحل بالماء؟ من يزودهم بصهاريج مائية من سعة 08 أطنان بـ 100 و150 درهم فقط؟.
عندما يعرف الجميع الإجابة الصحيحة، أنذاك يـُمكننا الحديث عن السبل الممكنة لمحاربة والحد من ظاهرة الرعي الجائر على أراضي إمجاض، فلولا الشاحنات الصهريجية في ملكية مواطنين من ساكنة إمجاض والبعض الآخر في ملكية الجماعات المحلية، لما وَصَلَ الماء لهؤلاء، ولولا الجمعيات المستغلة للماء الصالح للشرب لما توفر لهم الماء بكثرة، ولولا الأثقاب الاستغلالية بعضها تابع للجماعات المحلية وأخرى تابعة للجمعيات المحلية، لما وصل لهم الماء بأقل الثمن.
بعد معرفتنا بجواب لهذا السؤال، نكتشف أن الذي يأتي بالرعاة الرحل إلى منطقة إمجاض من الأقاليم الجنوبية، هو انعدام الماء بالصحراء، ومن أجل الحصول على هذه المادة، لابد من الرعاة الرحل الانتظار لمدة طويلة، وبعد الحصول عليها، يتم الحصول عليها بمبلغ مالي لا يقل عن 1500 و2000 درهم، في حين أن إمجاض يتم الحصول على الماء من طرفنا فقط بـمبلغ 100 و150 درهم فقط. وهذا هو السبب الوحيد والأوحد الذي جعل المنطقة مكتظة بالرعاة الرحل.
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=39033