الرئيسية » أغراس أغراس » كلشي باين »

بعض من أشكال الاقصاء و التمييز السلبي اتجاه منطقة إمجاض بإقليم سيدي إفني

إمجاض ( تتكون من خمس جماعات ترابية ) منطقة جبلية تقع على السفوح الغربية لسلسلة جبال الاطلس الصغير. هذا الموقع الجبلي بخصوصياته الجغرافية و المناخية جعلها منطقة معزولة, و ما يزيد من عزلتها إحساس الساكنة المحلية بتهميش الدولة لها و إقصاءها، وهو ما يتبدى خصوصا في حجم الاستثمارات و الاعتمادات المالية الوجهة لها على مدى العقود التي تلت خروج المستعمر، و هو ما يمكن أن يلمس في نوعية و حالة البنيات التحتية و مؤشرات التنمية البشرية بالمنطقة مقارنة مع مناطق داخل المغرب.

ومما يؤسف له أكثر، هو استهداف المنطقة بسياسات تزيد من تهجير الساكنة المحلية و تفقيرها, والتي ولدت موجة غضب شديد لدى السكان و الفاعلين المدنيين, سيما سياسة “التحديد الغابوي” التي تم بموجبها “انتزاع” أكثر من 8100 هكتار من الأملاك الخاصة للساكنة المحلية، و بأساليب و طرق تدليسية من طرف المياه والغابات و السلطات المحلية، التي لم تشعر الساكنة المعنية بتحريك مساطر التحديد حتى يتسنى لها التعرض.

كما أن المنطقة تعاني منذ عقود من تفريخ الخنزير البري الذي تحميه القوانين أكثر من الساكنة المحلية، حيث اصبح يصول و يجول في كل المنطقة مدمرا الفلاحات الاستغلالية التي كانت تعيش عليها الساكنة المحلية، كما أصبح مصدر تهديد للأطفال المدارس و الشيوخ، بعدما تم تسجيل عدد من حالات الاعتداء عليهم.

كما شهدت المنطقة خلال العقد الأخير مواجهات بين الساكنة المحلية و بعض الرعاة الرحل، تطورت خلال سنة 2011  إلى مواجهات دامية، تم استقدام تعزيزات أمنية من مدن مجاورة لفض الاشتباك بين الساكنة المحلية و عصابات الرحل التي حاصرت مركز جماعة تغيرت,، و هي الاشتباكات التي اندلعت بعد سلسلة من الشكايات و اللقاءات مع المسؤولين والاشكال الاحتجاجية السلمية، و التي نظمتها الساكنة المحلية مدعومة بجمعيات المجتمع المدني، خصوصا بعدما ضاق ذرع الساكنة بالأمر، وتبوث تواطؤ السلطة مع هذه العصابات، التي تستقوي بجهات نافدة داخل الدولة، وأصبحت تستبيح أملاك الناس (إتلاف المحاصيل الزراعية، الأشجار، موارد المياه …) و تهدد أمنهم ( التهديد بخطف الأطفال, محاصرة الدواوير، الاعتداء الجسدي على الساكنة …) و هي الظاهرة التي باتت تقلق سكان المنطقة، سيما و أنها تستنزف الغطاء النباتي, خاصة شجرة أركان التي تعتبر ثرتا إنسانيا محمي من طرف اليونسكو، و مصدرا من مصادر دخل الاسر المحلية.

و من الإشكالات التي تقلق الساكنة المحلية, و تستأثر باهتمام الفاعل المدني، مشكل الاستغلال المنجمي بمنطقة “وانسيمي ” بجماعة بوطروش، حيث يوجد منجم لاستخراج النحاس، و هو المنجم الذي لا يعود بأي نفع على الساكنة المحلية، كما أن الشركة صاحبة الترخيص لا تحترم شروط دفتر التحملات، كما أن الشاحنات الكبيرة التي تستعمل في نقل المادة الخام ساهمت في تخريب الطريق الذي يربط المنطقة بالطريق الوطنية. كما تغيب الشفافية و الوضوح، و هي كلها اعتبارات عجلت بانخراط المجتمع المدني والساكنة المحلية في حملة ترافع ضد مشاريع أخرى للتعدين تم الإعلان عن رخصها خلال سنة 2018 بكل من جماعتي بوطروش و إبضر وأنفك.

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك