الرئيسية » ملفات » ربورتاجات »

“ألْمُوكَّارْ نْْتْغْلُولُو”… الموسم الديني لتبرك المسنين وأشياء أخرى

يُعْرفُ محليا بـ”ألْمُوكَّارْ نْْتْغْلُولُو”، إنه الموسم الديني الذي يقام سنويا بزاوية الشيخ “سيدي مْحْمْدْ أويِدِيرْ” بقبيلة “تغلولو” جماعة “إبضر” إقليم “سيدي إفني”. موسم ديني يحُجُّ إليه آلف من ساكنة “إمجاط” والقبائل المجاورة، من “إفران الأطلس الصغير”، و”أيت الرخاء”، وإدوسملال”، و”إدوكوكمار”، ومناطق أخرى لا يتسع المقام لذكرها، كما يَحُجُّ إليه عدد من الزوار القادمين من مدن بعيدة وحتى المهاجرين من دول المهجر. “تِـغِيـرْتْ نْـيُوزْ” بدورها حضرت في هذا الموسم الديني الروحاني، وأعدت التقرير التالي:

تقرير من إعداد: سعـيد الـكَرتاح: “تِـغِيـرْتْ نْـيُوزْ” – تغلولو – سيدي إفني

فقراء  “إداولتيت”

10الموسم الديني للوالي الصالح “سيدي مْحْمْدْ أويِدِيرْ” أو ما يصطلح عليه لدى الرأي العام المحلي بالمنطقة بـ”ألْمُوكَّارْ نْْتْغْلُولُو”، ويسمى كذلك بـ” ألْمُوكَّارْ إفْقْيرْنْ نلْدَاوْلْتِيتْ” انتسابا إلى فقراء المعروفين بـ”إداولتيت” الذين يجوبون عدد من المناطق بسوس، ويحطون رحالهم في عدد من المساجد والمدارس العتيقة والزوايا والأضرحة بكل من إقليمي “تيزنيت” و”سيدي إفني” كـ”تزروالت” و”سيدي وكّاكْـ” بمنطقة “أكلو”، إذ يحطون رحالهم بالمدرسة العتيقة لـ”تغلولو” يومي الخميس والجمعة من أول شهر مارس الأمازيغي أو ما يعرف بالمنطقة بالسنة الفلاحية كل سنة. إذ تزامن هذه السنة مع يومي الـ13 والـ14 مارس 2014.

لقاءات عاطفية عابرة

قبل موعد الموسم بأسابيع قليلة، كان حديث للصغير والكبير، للرجال والنساء، للشيوخ والشباب، كل حسب نيته، بين من يرغب في التبرك ببركة الوالي الصالح اقتداء بأسلافه الذين يقصدون المقام بنية الزيارة، وبين من يقصد المقام لأسباب أخرى متعددة، تتقدمها لقاءات عاطفية عابرة حيث هناك توزع أرقام الهواتف بين الشابات والشبات فيما بينهم، بل أحيانا يتعدى الأمر تبادل الأرقام إلى درجة ربط علاقات غير شرعية أو على الأقل مقدماتها.

الإيواء والتغذية مجانا

يوم الخميس (13 مارس 2014) صباحا، توجه عدد كبير خاصة من النساء والشيوخ إلى “تغلولو” كأول يوم في الموسم لاستقبال فقراء “إداولتيت” إضافة إلى شريحة مهمة من الشباب والشابات، خاصة وأن الجمعية المنظمة وساكنة “تغلولو” الذين يشرفون على تنظيم هذا الموسم الديني يوفرون للزوار رغم كثرتهم الإيواء من المسكن والتغذية طيلة اليومين ابتداء من ظهر يوم الخميس إلى غاية ظهر يوم الجمعة،  ليجد هؤلاء الشباب الشابات فرصة الاحتكاك فيما بينهم في بكل حرية ودون قيود.

طريق يصلح لكل شيء إلا….

أن تنعرج بك سيارات النقل السري أو سيارات لنقل البضائع أو سيارات للأجرة، كلهما التي تقل الزوار، فالغاية تبرر الوسيلة، (أن تنعرج بك) في الطريق المؤدي إلى زاوية “سيدي مْحْمْدْ أويِدِيرْ” تكتشف طريقا يصلح لكل شيء إلا للسير والجولان. فبين حفرة وحفرة في ذات الطريق تكتشف 6حفرة أعمق، يُلْزمك حوالي نصف ساعة على الأقل للوصول إلى حيث المبتغى نتيجة حُفر الطريق والاكتظاظ. إلا أن وصولك إلى هناك تشعر بالسعادة وأنت تستمع إلى الأذكار النبوية والأحاديث الشريفة، لكن في نفس الوقت تشعر بالإحباط، وتشعر بالحزن والأسي لمجتمع أمازيغي كان محافظا في ذات زمان، وفي زمننا لم يعد يحترم أولياء الله الصالحين، أحياء كانوا أو أموات.

موسم ديني والاختلاط مباح

وإن كان الموسم دينيا، فالاختلاط بين الرجال والنساء سيد الموقف، ورغم أن كل الفقهاء والفقراء المحاضرين والمرشدين الدينيين طلبوا أكثر من مرة باحترام المكان وعدم الاختلاط وعدم تجاوز الحدود بين الرجال والنساء، إلا أنهما معا (الرجال والنساء) لم يستوعبا معنى زيارة لموسم ديني يقام في مدرسة عتيقة يُدَرّسُ فيه القرآن الكريم والعلوم الشرعية.  إذ استغل بعض الشباب والشابات المكان للتراشق فيما بينهم بالأرقام الهاتفية لعقد لقاءات غرامية تزامنا مع الوعظ والإرشاد.

حضرت الشياطين

لم يعتقد الزوار القادمين من كل فج عميق لحاجة في نفس يعقوب، أن الشياطين حاضرة هي الأخرى، فانتقاد الوعاظ والمرشدين والمحاضرين أولائك “الشياطين” ومطالبتهم بضرورة احترام المكان لم يشفع في شيء، كما لم يشفع تدخل رجال القوات المساعدة الذين لم يفلحوا في منع “الشياطين” من الجلوس في مكان خاص للنساء الزائرات. “الشياطين” ليسوا بشياطين الجن، بل وَصْفً لأحد المرشدين الدينيين للشباب الذين لم8 يحترموا المكان، وخاصة الجالسين في جبل المخصص للنساء، وكذا للنساء والفتيات اللاتي لم يحترمن المكان، اللاتي تركن مكانهن وأصبحن يتجولون في “تَارْكَا نْ الشيخ” و”إمي إفري أوفقير” قائلا في ميكروفون سمعها القاصي والداني أن هؤلاء هم الشياطين.

“إمي إفري أوفقير”

“إمي إفري أوفقير” أو “تركَا نْالشيخ” أو “إيكِّي أوكّْدم” هي الأماكن الخاصة والمعروفة لدى العامة (كما توضح الصور) لعقد لقاءات غرامية بعيدا عن صوت الحديث والأذكار، خاصة ليلة الخميس حيث التحف المكان الظلام ما بين صلاتي المغرب والعشاء، وهي الأحداث  السيئة التي أسأت كثيرا إلى أصحابها وإلى المنظمين الذين لم يضبطوا التنظيم المحكم تفاديا لوقوع مثل تلك الحالات. إذ طلب البعض ممن التقتهم “تِـغِيـرْتْ نْـيُوزْ” بضرورة ضَرْب ألف حساب للتنظيم قبل موعد الموسم، خاصة وأن الموسم كما أشرنا سلفا يعرف إقبالا تزايد بعد كل سنة.

حسن الضيافة

رغم سلبياته، فإن الموسم الديني لهذه السنة له إيجابيات خاصة، حيث عرف تقدما ملحوظا من حيث الزوار القادمين من مختلف المناطق والمدن والمغربية، إضافة إلى كون الجمعية المنظمة بمساهمة ساكنة “تغلولو” بدون استثناء استطاعوا توفير كل الحاجيات من المأكل والمشرب للجميع دون استثناء لمدة يومين كاملين، إضافة إلى الإيواء خاصة للنساء القادمات من قرى وقبائل بعيدة.

شخصيات وازنة

الموسم لهذه السنة أيضا عرف حضور عدد من الشخصيات الوازنة خاصة في المؤسسات الدينية كرؤساء المجالس العلمية ومسؤولي عدد من المصالح الخارجية والمؤسسات، إضافة إلى أن الموسم عرف متابعة إعلامية من حيث القنوات المغربية والجرائد الإلكترونية والإعلام الإذاعي، ما أعطى للموسم صدى كبير على الصعيد الوطني والدولي كأحد مواسم ديني وروحي تفتخر به المنطقة.

الأمن

الجانب الأكثر اهتماما في الموسم الديني لـ”سيدي محمد أويدير” والأكثر خطورة كما في جميع التظاهرات بغض النظر عن خلفيتها، هي الجانب الأمني الذي لوحظ شبه غياب الأمن رغم توافد الآلف من الزوار إلى عين المكان، باستثناء بعض من رجال القوات المساعدة ورجال الدرك الملكي يوم الجمعة لحظة انصراف الزوار، إذ يطالب عدد من الزوار بضرورة المطالبة بتكثيف الأمن تفاديا لأي سوء إضافة إلى رجال الأمن لضبط وحفظ النظام العام.

79

مشاركة الخبر مع أصدقائك

تعليق 11

  1. احمد: 2014/03/17 1

    سبحان الله يعظمون المشاهد ولايعظمون المساجد.

  2. abdo: 2014/03/22 2

    من حيث ما سميته باللقاءات العاطفيةـ مبالغة ـ فلقد كان التنظيم محكم والأمن من درك ملكي و قوات مساعدة و السيد القائد قاموا بواجبهم على أكمل وجه ، أعضاء الجمعية كانوا في المستوى المطلوب و السكان ساهموا بحفاوة استقبال الضيوف ……..و القافلة تسير……………

  3. gouch: 2014/03/22 3

    …. فيما يخص العنوان الثاني الذي تصطلح عليه ”لقاءات عاطفية عابرة ” , فقد بالغت وتجاوزت الحد المسموح به. لأنه تزييف للواقع ومحاولة الانحطاط والنقص من قيمة وسمعة المقام. فنحن كأبناء المنطقة نشاهد و نلاحظ في السر و العلانية كل الحركات الا أنها لا ترتقي لهذا المستوى الرادي الذي أشرت اليه .أصف الأمور كما تراها , وباعد الزيادة والتحريف …
    مرورا الى الفقرة الثالتة من المقال فكما ذكرت فالايواء والمأكل مجانا فهذا ان كان لا يدل على شيء فانما يدل على حسن الاستقبال و الضيافة فهذا ولله الحمذ من شيم ساكنة تغلولو عموما دون استثناء . فتصحيحا لعبض المغلوطات التي عمدت أن تممررها للرأي العام ك : الاختلاط ليلة الخميس فالأمر ليس كذلك قطعا بل هناك فضاءات خاصة بالرجال وأخرى للنساء.والاحتكاك بين الجنسين دون قيود فهناك من يراقب مثل هذه التجاوزات لأكد لك وللقراء أن هذا الأمر غير وارد بالبات والمطلق فالكل بفضل جهود الساكنة والجمعية مر دون ورود أي سلوك منحط كما تزعم أنت .
    فيما يخص عقد لقاءات غرامية فكل أبناء المنطقة تقريبا كلهم متجندون لصد كل من سولت له نفسه ممارسة هذا الفعل الشنيع في المقام خاصة وفي تغلولو عامة , أما في غير ذلك فان شرفاء تغلولو ليسوا معنيين فالكل حسب نيته وضميره.
    وفي الأخير أود أن أختم بمضمون مقولة أحد الحكماء حتى لا أمررها خطأ ”… لم يجدوا ما يعيبوا به الذهب فقالوا بريقه يتعب العيون”.

  4. mohamed idazen: 2014/03/23 4

    En realité l’etre humain n’est pas parfait dans ses propos et ses gestes restent à savoir des filles et des garçons non cutivés et depassés par la civilisation moderne et je pense que l’auteur de cette article a envie de proquer ait toghloulou pour qu’ils s’attaquent à lui dans le but defaire promouvoir son site par des visites et des reponses une chose est sure c’est que ait imjjad sont loin de la reponsabilité et l’intelligance
    quand à mon avis j’ai deja signaler ces effets à mes amis et qu’ont devrait faire assez des efforts pour que le seu Moussem de la region devient une elite dans la region

  5. youssef: 2014/03/24 5

    moi bien sur je n’aime pas tout ses objets car ils ont fêtent qui se qui s’appelle ((bidaa))

  6. الحقيقة: 2016/03/10 6

    اتساءل عن الفوائد التي تجنيها تغلولو من هدا كله سوى التبدير وصرف الاموال في غير محلها سوى اكل اللحوم ودبح الابقار فياكل الجميع و يدهبوا الى حال سبيلهم و يتركوا تغلولو في نفس الحال وبدون اية فائدة تدكر

  7. الحقيقة: 2016/03/10 7

    اخشى ان يتحول هدا الموسم الديني الى امور لا علاقة لها بالدين متل الرغبة في الشهرة و الاغتناء من طرف بعض المسيرين فعليهم ان ياخدوا العبرة من زاوي سدي احمد اوموسى التي فاق موسمها موسم تغلولو ورغم دلك فالطريق المؤدي الى تزروالت في حالة يرتى لها ادا ما الفائدة في اقامة هده المواسم بهده الطرق العصرية ان صح التعبير فعلى هاته الجمعيات العمل في مجال التنمية البشرية والتي تحتاجه هده المناطق التي عش فيها الفقر والاقصاء و التهميش فهده المناطق سوف لن تعرف اية تقدم ولو بهده مواسم ضخمة مضروب فيما لا نهاية. هدا رايى و الله اعلم.

  8. الحقيقة: 2016/03/12 8

    ارجو ان يكون التفاعل مكتفا مع اراء المعلقين حتى نتمكن من الخروج بنتائج مرضية و مفيدة لتنوير الراي العام.

  9. الحقيقة: 2016/03/13 9

    يجب ان نعرف جميعا ان الاموال التي تحصل عليها اية جمعية فهي اموال الشعب المغربي لدلك يجب صرفها فيما يعود بالنفع على المنطقة ونعلم جيدا ان تقدم اية منطقة له تاتير مباشر او غير مباشر على باقي المناطق المغربية و بالتالي التبدير في امور تانوية استهلاكية وبدون مردودية امر غير جائز و سنحاسب عليه ايتها الاخوة.

  10. الحقيقة: 2016/03/15 10

    لا احد يريد الحقيقة.يجب ان نقول الحقيقة.مند النظرة الاولى يتضح ان هناك فوضى عارمة و هدا يتجلى في اختلاط الرجال بالنساء وهدا في وضوح النهار اما في الليل فحدت و لا حرج وبفضل و سائل الاتصال المتوفرة فلا يمكن التحكم في هده الامور بالاضافة الى انني الاحظ ان هدف الكل هو مادي محظ بحيت يجب على هؤلاء الوعاض ان يفضحوا هده الفواحش الظاهر منها و الباطن و قول الحقيقة و ان لا نكدب على انفسنا و نقول العام زين ……………………

  11. movies: 2016/03/22 11

    شكرا ليك جداااااا

أكتب تعليقك