الرئيسية » الافتتـاحيـة »

شعب لا يستحق الصحة والتعليم وجميع الحقوق

اختتمت فعاليات موسم سيدي اعمر الديني والتجاري والثقافي المنظم بمركز جماعة تغيرت في الفترة ما بين  14 و18 غشت الجاري (2017) بما له من إيجابيات وما عليه من سلبيات، من باطن هذه التظاهرة أشياء يندى له الجبين، ومن ظاهرها واقع مرير يـُلخص إمجاض في شيء واحد، وهو أن إمجاض قبيلة لن ينقصها إلا الرقص وأحواش، وكل شيء هنا متوفر من تعليم وصحة وبنايات تحتية وغيرها من المرافق الأساسية الضرورية.

باطن التظاهرة وهو من سلبيات الموسم، لن نتطرق إليه في هذه الافتتاحية، لكون ذلك مرتبط بالمجتمع المجاطي المحافظ/الفاسد” وانعدام التربية والأخلاق، إضافة إلى مكبوتات المجتمع ذكورا وإناثا إلا من رحم ربي، غير أن “ظاهرها” يـُخلص كما سبق أن أشرنا واقع إمجاض أن القبيلة بخير وعلى خير، لهذا خرجوا يرقصون على نغمات أحواش ن إمجاض وأيت بعمران.

من شهد صف “أحواش” ومن حضر لمشاهدة الفلكلور الذي بلغ عددهم الألاف، ومن يحضر التظاهرات الاحتجاجية والمسيرات التي لا يتجاوز المشاركين فيها الخمسون شخصا في أكبرها، سيعتقد أن كل شيء متوفر بإمجاض ولا ينقصهم إلا “أحواش ن إمجاض” و “العواد ن أيت بعمران”،  مع العلم أن هؤلاء المشاركين في الفلكلور جانب المركز الصحي الجماعي والحاضرين لمشاهدته هم أنفسهم يشتكون يوميا من الخدمات الصحية المنعدمة بإمجاض.

ليس العيب هو المشاركة والحضور في المواسم والمهرجانات وفي الأعراس والحفلات الخاصة للترويح عن النفس، لكن ليس العيب أيضا المشاركة في الوقفات والمسيرات الاحتجاجية التي تـُطالب بالحقوق والحريات، ومن سمح لابنته وأمه وأخته ولنفسه الذهاب إلى مركز  تغيرت لمشاهدة أحواش، يجب أن يسمح لهن ولنفسه أيضا بالمشاركة في الاحتجاج للمطالبة بحقهن في التعليم والصحة والشغل وبجميع الحقوق.

إن الدولة تقيس وعي وثقافة المجتمعات عبر المهرجانات والاحتجاجات، وإذا لاحظت أن وعي المجتمع ينضج بخصوص الاحتجاجات والمطالبة بحقوقه فهي تهتم به وتلبي طلباته خوفا من انتفاضته، وإذا كان المجتمع كما هو الشأن الشعب المجاضي يقاطع الاحتجاجات المشروعة ويـُشارك في الحملات الانتخابية والمواسم والمهرجانات، فلا يستحق الاهتمام ولا المشاريع، ولكم في طريق إضرضار والثانوية التأهيلية المستقلة ومستشفى القرب خير مثال.

شعب كشعب إمجاض الذي يشارك في “أحواش” والحملات الانتخابية والمهرجانات وفي المواسم، ويستقبل العمال والولاة والمسؤولين الذين همشوه بالزغاريد والرقص، ويقدمون الهدايا للمسؤولين الجديد في الإدارات الترابية لا يستحقون إلا المعاناة ثم المعاناة، والتهميش ثم التهميش إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

تغيرت نيوز / الافتتاحية

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك