تحل هذه الأيام الذكرى الثامنة عشرة لعيد العرش المجيد، بمزيج من مشاعر الفرح والحزن، فرح الشعب المغربي قاطبة وساكنة إقليم سيدي إفني على الخصوص بتجديد روابط البيعة المتبادلة واعتزاز ملك البلاد بخدمة الشعب حتى آخر رمق ومعاهدته على مواصلة العمل الصادق على التجاوب مع مطالبه وتحقيق تطلعاته، وحزن من حقيقة قاسية، عمقتها الفوارق الاجتماعية والمجالية، وفشل في بعض السياسات العمومية والبرامج التنموية، جراء عقليات بائدة لمسؤولين لم يعوا بعد المفهوم الجديد للسلطة، وأن الأساس في تدبير الشأن العام، خدمة المواطن وحل مشاكله والإنصات إلى انشغالاته قبل كل شيء.
ولكون بعض الأحزاب السياسية والفعاليات النقابية لم تعد تقوم بدورها الأساسي، بل ساهمت في توسيع دائرة الأزمة بالانخراط في الصراعات، المساومات والمبادرة من منطلق الربح قبل الخسارة، ولتزايد استعداء العمل النقابي النزيه والنبيل من جهة، والتضييق، الحصار والتهميش من جهة ثانية والذي استهدفنا كنقابيين داخل النقابة الشعبية للمأجورين بجهة كلميم واد نون وإقليم سيدي إفني على الخصوص، مما حد من اشتغالنا ومبادراتنا، رغم دستورية، قانونية ومشروعية إطارنا وعملنا، الأمر الذي عطل دورنا الهام في الوساطة من أجل خلق حوار هادف ومثمر قادر على حل كل النزاعات والاحتجاجات، من أجل سلم اجتماعي مستديم ومجتمع متماسك تقوم علاقاته على الثقة في المؤسسات.
فالمسؤولين الذين فشلوا في برنامجهم الاستعجالي لسيدي إفني وبرامج التنمية، وفي تنفيذ الالتزامات الموقعة أمام الملك أو تلك الخاصة بـ 40 مليار سنتيم لتنمية الإقليم جراء فيضانات سنة 2014، كان الأجدر بهم تقديم استقالتهم لعدم قيامهم بالواجب على أكمل وجه، نفس الأمر ينطبق على المسؤولين الإقليميين لعجزهم عن خلق فرص عمل، وفشلهم في تدبير أزمة معتصمات الشباب التي دامت شهورا وتفاقمت بتخليهم عن بطائق تعريفهم الوطنية، والاستجابة أو حتى تحمل عناء فتح تحقيق في تظلم السيد “عبد الرحيم الطوخي” الذي يخوض اضرابا مفتوحا عن الطعام في يومه السادس، بدلا من تهديده وممارسة شتى أنواع الضغوطات عليه وعلى أسرته وهو الأب لطفلين ونعته بالمختل عقليا، وحرمانه من برنامج إنعاش التشغيل الذي انتزعه عن استحقاق وبنضالاته في الوقت الذي وزع ريعا على العريفين والعريفات.
وممارسة الشطط في استعمال السلطة وعدم احترام تكافؤ الفرص، كما هو حال بعض رؤساء الجماعات الترابية الذين لم يوقعوا إلى يومنا هذا محاضر التحاق بعض الناجحين في المباراة الإقليمية لسنة 2012، كما أن منهم من لم يعلن عن جميع المناصب الشاغرة من أجل التباري عليها في المباراة الإقليمية لهذه السنة، ناهيكم عن باقي المشاكل التي يتخبط فيها الإقليم: العقار، الصحة، التعليم، السكن، الصيد البحري، الكهرباء بدائرة الأخصاص، الماء الصالح للشرب والتطهير السائل، الشباب والرياضة، البنى التحتية، الاستثمار…
إن المقاربة الأمنية والزج بالقضاء كطرف لترهيب وتركيع الأصوات المطالبة بالكرامة والعدالة الاجتماعية لم ولن يجدي نفعا، وإنما يزيد المظلومين المهضومي الحقوق إصرارا وتشبتا بحقهم في التنمية والعيش الكريم والسعي لاقتسام خيرات هذا الوطن، ويبقى التمسك والالتزام بالحوار الحل الأمثل لفض كل الاحتقانات والنزاعات، مع ضرورة تنفيذ جميع الوعود المتفق عليها دون تسويف أو مماطلة.
فأول درس على المسؤولين استيعابه مهما اختلفت درجاتهم هو خدمة المواطن والسهر على تمتعه بحقوقه كاملة، الفقير قبل الغني والمواطن العادي قبل المسؤول، فالكل متساوون في الحقوق وواجبات المواطنة، والحصيلة الكتابية لمنجزات الإدارات التي يشرف عليها المسؤولون هي الكفيلة بتكريمهم أو محاسبتهم.
أحمد همام: منسـق جهة كلميم وادنـون – النقابـة الشعبية للمأجورين
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=29686