الرئيسية » أغراس أغراس » كلشي باين »

المستشار الجهوي محمد أبودرار عن اعتصام الميناء بسيدي إفني: ألم أقل لكم إنهم يبيعون لكم القرد؟

كتبت قبل أشهر وجهة نظري بخصوص بعض ردات فعل أبنائنا من حراك تعبيرا عن تمردهم على أوضاع المنطقة أو دفاعا عن مطالب يعتبرونها حق مشروع حسب الدستور والشرع.

ولَأِن كنا متفقين على شرعية وأخلاقية الصدع بالمطالب والآراء وفق ما يحدده ويكفله القانون، إلا أن وجهة نظري والتي تسلل البعض لتحريفها جريا وراء بريق ظهور إعلامي خادع أو تفريغا لأحقاد أبت أن تخرج من قلوب الكثيرين من أبنائنا نحتثه معاناة وظروف معيشية تزداد ألما كلما شاهدوا صور توثق لما كان عليه سيدي إفني في حقبة مضت من رغد العيش وازدهار التنمية.

أقول عن وجهة نظري، كانت مختلفة، حذرت بأن الميناء ليس مرفقا للتظاهر، لأنه مصدر القوت اليومي الوحيد للآلاف.

كتبت واصفا اعتصام الشِّلة بأنه يلقى تجييشا ونفخا خادِعَين وحذرت بأن الأمر كمثل من يبيع القرد ويضحك على المشتري، أعطيت أمثلة، منها ما هو ظاهر للعيان، من فقدان للوظيفة، وتهجير، وسجن. والخافي أكبر بكثير. 

لقد عايشت من يستلف ثمن كأس قهوة بعد ما فقد وظيفته وتخلى عنه الكل، شاهدت من هاجر بلده وقومه بسبب ضنك العيش إلى مجهول آخر مكابرا بأنه يعيش حالا أفضل.

الحدوثة تتكرر، فالتجييش والنفخ، أثر سلبا على عقول المعتصمين.

فُتِح الحوار، تدخل بعض حَسني النيات، وُجدت مناصب الشغل للمعتصمين في مدن أخرى، لكن تم رفضها بفعل النفخ والتطبيل لأن (بنادم باقي شاد فيه البنج) وطالبوا ببطائق الإنعاش والتوظيف المباشر، كما رفض ذات يوم بعض متزعمي حراك 2008 مناصب مغرية، أُقسم بأنهم ندموا اليوم أشد الندم على التفريط فيها بعد أن تسلل الشيب لما بقي من شعيرات رؤوسهم وبعد أن انسلخ جِلد ظهورهم بفعل هجومات وضربات المطبلين.

اليوم وبعد شهرين من افتراش الأرض والتحاف السماء، تبدلت لهجة المجيشين والمطبلين، تغير الوصف من الأبطال للانتهازيين، انقلب البعض ممن كانوا يتزعمون قافلة المهاجمين على شخصي مكيلين شتى الاتهامات، مجيشين شتى الوسائل والطرق (وصلات للمباشر) فأصبحت ذات الصفحات تنشر صور أبطال الأمس يلتحفون أعلام البوليساريو، وأضحت توصف مطالبهم بالشخصية !!!

فما الدي تغير؟

الحقيقة لم يتغير شيء، تلكم هي أحوالنا، تلكم هي أوصافنا، ولن يغيرها الله حتى نتغير، وسنتغير أكثر إن قَوَّينا أبنائنا ليصلوا إلى مراكز القرار، علهم يقتنصوا المطالب كما فعل الريفيون مؤخرا وهم ينتزعون آلاف المناصب الإضافية من مختلف الإدارات المركزية.

غير هذا، صدقوني، سيبقى الكثيرون يبيعون القرد و… 

عيدكم مبارك سعيد.

دمتم سالمين.

محمد أبودرار: مستشار جهة كلميم واد نون (الأصالة والمعاصرة)

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك