الرئيسية » أغراس أغراس » كلشي باين »

مستشار بمجلس جهة كلميم واد نون يكتب: عذرا أيها المقاطعون .. نحن السبب

لطالما انتقدت الكثيرين ممن يُنَظِّرون ويوزعون الانتقادات يمينا وشمالا على تدبير الشأن العام ومنتخبيه، كنت دائم الإيمان أن التغيير والعطاء لن يستقيم إلا من الداخل، وأن كرسي المدرجات لن يأتي لصاحبه إلا الصراخ. شعور أحسست بمرارته أكثر وأنا أتسول المرشحين في الانتخابات الجماعية والجهوية الماضية بسبب العزوف وعدم الرغبة في الدخول للمستنقع السياسي حسب وصفهم، أصدقكم القول بأنني تفاجأت من الأمر، إذ أنها أول استحقاق أشرف عليه كمسؤول حزبي، لقد كنت أتصور أن طابور الراغبين في دخول التجربة سيكون مزدحما وخِصبا لاختيار الأنسب والأصلح.

مر الاستحقاق كغيره، وبدأ الناجحون يتلذذون بأولى خطوات التدبير، لأتفاجأ بعالم غريب وعجيب (ما قشعت فيه والو) ، انتشر طاعون غريب في الأغلبية الساحقة (إلا ما رحم ربي) همهم الوحيد اقتناص ما يضعون في جيوبهم، لا يوجد شيء بدون مقابل، الابتزاز ركن أساسي في أدبيات اشتغالهم، الغدر والخيانة أدوات لا مناص منها لنجاح خططهم.

وهنا أقصد جميع المجالس بدون استثناء ، بعضها عشت معهم قصصا تحتاج كل منها لدراسات معمقة في تحليل النفس البشرية ، أمثلة حقيقية لانفصامات الشخصية، رائحة الفساد تخنق الأنفاس، تشك في سلامة نظرك متسائلا:

أهو ذات الشخص الذي صدع وكتب طالبا مصلحة الوطن والمواطن؟

من يتحمل مسؤولية ما وصل إليه منتخبونا؟

أهي الأحزاب ، عفوا الدكاكين الانتخابية؟

أهم الناخبين، بسبب اختياراتهم؟ 

أهو المُشَرِّع الذي اشترط شهادة الكفاءة لكل مسؤولية إلا التدبير فتحه على مصراعيه؟

صدقوني إذا قلت لكم بأنني في بعض اللقاءات صرت أخجل أن أقدم نفسي كمنتخب، لهول ما صرت اسمع من أقدح الأوصاف على منتخبينا بدون استثناء .

وعلى ذكر الاستثناء فإني افتخر بأنني عاشرت بعضهم ولو على قلتهم إلا أنهم نماذج يُحس المرء من خلالهم أنه (باقي الخير ف هاد البلاد)، يوثرون على أنفسهم وقتهم ومالهم في سبيل مصلحة بلدهم، نماذج تُشعرك بلمسة أمل في هدا السرداب المظلم، الذي كان ذات يوم من أيام طفولتي بمدينة العيون إحدى أحلامي وأنا أشاهد موكبا مهيبا لأحد السياسيين، قلت في نفسي آنذاك اتمنى أن أكون مثله وأفضل، ويا ليتني لم أتمنى!!

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يرد على أحدهم حول معرفة خبايا الناس :

أسافرت معه، أتعاملت معه بالدينار والدرهم؟

وأنا سأضيف

أتعاملت معه سياسيا، انتخابيا وتدبيريا؟ 

عذرا أيها المقاطعون … نحن السبب.

محمد أبودرار: مستشار جهوي بجهة كلميم واد نون (الأصالة والمعاصرة)

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك