عكس ما حاول البعض ترويجه، فإن أداء البرلمانية الاتحادية، حسناء أبوزيد، كان باهتا، في برنامج “ضيف الأولى”، حيث عجزت عن التعبير الواضح، عن أية فكرة كيفما كانت، بل إنها أثبتت أنها في حاجة إلى متابعة تكوينها السياسي والفكري، وحاجتها الماسة إلى تدريب خاص في تقنيات التواصل.
الخطأ الكبير الذي سقطت فيه أبوزيد، هو الإطالة في المقدمات التاريخية التافهة، قبل الجواب على أي سؤال، حيث تعب معها الصحافي المنشط لهذا البرنامج، وكان يدعوها في كل مرة، إلى الدخول في صلب الموضوع. فكانت تجيبه “هاني جاياك”. لقد فضلت أسلوب التعويم، لأنها لا تفقه كثيرا في الموضوعات المطروحة، ولأنها كانت تتهرب أيضا من الجواب بوضوح على أسئلة محرجة.
من بين الأسئلة التي تجنبت الجواب عليها، هي مشكلة بعض المنتمين للأقاليم الصحراوية، والذين وصفهم الصحافي بـ”الخونة”، لأنهم يسافرون إلى تندوف ويقبضون الأموال من المخابرات العسكرية الجزائرية.
وبدل أن توضح النائبة البرلمانية “الاتحادية”، موقف حزبها من هذه المسألة الشائكة، في ظرفية توجه فيها أصابع الاتهام لشبيبة هذا الحزب ولقيادته، بشأن ما جرى في ألبانيا، لجأت إلى التعويم، ودافعت عن “الجميع”، باسم مناهضة “أسلوب التخوين”، فوضعت في سلة واحدة انفصالي الداخل، مع “القاضي الفقير الهيني” وعبد الله البقالي، مع حزب الاستقلال، وبنكيران، كضحية لمن اتهمه بداعش … وهكذا دواليك.
دافعت أبوزيد عن حكومة بنكيران عدة مرات، ووصفتها بـ”المحترمة”، بينما سجلت في مرات أخرى، أن حكومة التناوب، “ارتكبت أخطاء”، كما عجزت بشكل جلي، عن بسط وجهة نظر حزبها من قضية العتبة والمنظومة الانتخابية، وظلت مجمل تدخلاتها خارجة عن السياق، حتى في موضوع الحلقة، أي 8 مارس، فقد كانت أجوبتها ذات طابع تعميمي، تتكرر فيه نفس الجمل، دون القدرة على الإقناع.
لم تستطع توضيح أي شيء، بل كان كلامها أقرب إلى السفسطة، مع تنميق الحديث بمحسنات بلاغية، وتزويق باللغة العربية الفصحى، التي لا تصلح كأداة للتواصل الجماهيري الشفهي، في الوسائل المرئية والمسموعة.
القضية الوحيدة التي كانت واضحة فيها، هي تلك التي تهم اللائحة الوطنية للنساء، حيث تركت الباب مفتوحا حول إمكانية ترشحها مرة ثانية في هذه اللائحة، رغم أن الرأي السائد داخل النخبة السياسية للأحزاب، هي أن تفتح الفرص أمام الكفاءات الشابة من النساء، وألا يتكرر الترشيح في هذه اللوائح مرتين لنفس المرأة.
لقد ضيعت هذه السيدة على حزبها فرصة كبيرة للدفاع عن مواقفه وشرحها، والتميز عن الفرقاء السياسيين الآخرين، لأنها تفتقر إلى ثقافة سياسية عميقة، انفضحت في مواجهة الشاشة، التي تحتاج إلى قدرات تعبير واضحة ومعرفة قوية بالملفات، وهي الخاصيات التي لا تتوفر عليها.
لذلك يتبادر سؤال إلى ذهن المواطن، ما هو المبرر الذي دفع القناة لأولى إلى استضافة حسناء أبوزيد؟، هل لأنها قامت بشيء يذكر في مجال النضال من أجل حقوق النساء؟، لماذا اختارها “مخزن دار البريهي”، بينما هناك من بين النساء من يناضلن يوميا في ميدان الدفاع عن حقوق المرأة، ويتوفرن على سيرة ذاتية زاخرة في هذا المضمار وأنتجن دراسات وأبحاثا وأفكارا وفعلا ونشاطا في الساحة؟؟؟.
أما كامرأة سياسية، فما الذي قامت به، سوى بعض الجمل تنطقها في مجلس النواب، وتتلقفها بعض المواقع، لتنشرها بكثافة وتضخمها؟، ماذا فعلت في ساحة النضال غير السيارات الفاخرة، والاستثمارات في مجال الأعمال، مستفيدة من علاقات عائلتها، خاصة زوجها عامل إقليم المحمدية؟، هل عرفت بأفكار ونظريات وتحاليل ومواقف سياسية، حتى تتم دعوتها لهذا البرنامج؟.
الجواب واضح للاتحاديات والاتحاديين، الذين صدموا من الحلقة التلفزية التي فضحت الضعف السياسي والثقافي لحسناء أبوزيد.
يكتبه: سالم ولد نافع
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=19242
هده هي الحقيقة ايها الاخ الكريم .
أكتب تعليقك