بعيدا عن تحليلات مرتزقي النضال وجدل المتطفلين على كل شيء بالمنطقة، فإن ما يحدث في دار الطالب والطالبة بجماعة إبضر يُسائل الجميع، وخصوصا أولئك الذين يبخلون على المؤسسة ونزلاءها و يكتفون بالتفرج عليهم من بعيد وهم يُحرمون من أبسط وأدني الضروريات، سواء من السابقين وممن في بداية مشوارهم من المتبجحين بخدمة المنطقة والنضال من أجلها، فكلاهما ينفقون الملايين على نشر الجهل والخرافة من خلال التسابق إلى دعم مواسم الصالحين وبناء معاهد للتعليم “العتيق” في حين يحرصون على تعليم أولادهم وحفدتهم العلم النافع والتكنولوجيات الحديثة واللغات الحية في أجود المؤسسات والجامعات الخاصة بأرقى الأحياء بالمغرب وخارجه.
ما يعانيه نزلاء مؤسسة دار الطالب والطالبة بإبضر هو أسوأ سيناريو لما يمكن أن يعيشه تلاميذ وتلميذات جعلت الأقدار مصائرهم بين أناس يعيشون على الصراع ومن أجله يموتون، وعندما أتحدث عن الناس فإني طبعا لا أقصد أولئك الصغار من قاعدة الهرم بل أولئك الكبار –كباراً، ليس بما قدموه من خدمات جليلة و لكن بكبر حجم ما اقترفوه في حق المنطقة– من القمة الذين ينسُجُون الشباك ويتحكمون في كل الخيوط خدمة لأغراض لا تظهر طبعا في الصورة.
ما يعانيه هؤلاء التلاميذ والتلميذات في إبضر يعانيه غيرهم -وبدرجات متفاوتة– زملاؤهم وزميلاتهن في جماعات قريبة، وهو نتيجة طبيعية لسياسة رفع اليد عن قطاعات حيوية بمناطق معلومة، ومن بينها التعليم والتي انتهجتها المخزن بمباركة من النخب المحلية المتملقة التي تنكرت لأصولها وابتعدت عن همومها وانشغالاتها اختارت الانخراط عن طواعية وبتفان في سياسات التهميش و التفقير و”التجهيل” التي مورست لعقود على المنطقة، هذه النخب التي فرضت نفسها على المنطقة والتي لا تزال تتنافس من أجل بناء القصور وزخرفة المساجد والأضرحة وإقامة الولائم عوض بناء المدارس والثانويات و دور الطالب والشباب والداخليات والنقل المدرسي ووو. نخب تسهر على ضمان استمرار كل ما من شأنه انتاج الجهل والفقر لأنها أفضل الظروف لاستمرارها في القيادة، فمجتمع الخرفان لا تحكمه الا الذئاب.
تِغِيرْتْ نْيُوزْ عن موقع باب الصحراء لكاتبه: أحمد لشكر
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=18874