ونحن على أبواب الثامن من مارس، نسمع دقات تطرق الباب لنطل من نافذة الحياة لنرى من الطارق، إلا أن الطارق لم يكن سوى يوم من أعياد الحياة الخداعة في بلدنا المغرب الحبيب، إنه اليوم العالمي للمرأة، يوم بين أيام السنة نقدر فيه المرأة ونحترمها، نمنحها وردة حمراء بلاستيكية ونقدم لها قطع من الشكولاتة. هو يوم واحد يمر تشعر فيه المرأة المغربية حقا بأنها امرأة، نحتفل معهن نحن الرجال بهذا اليوم، نعم نحتفل معكن أيها المهندسات والطبيبات، أنتن أيتها الفاعلات والحقوقيات، أنتن أيتها الوزيرات وزوجات الوزراء، نحتفل معكن أيتها البرلمانيات والفنانات. إنه عيدكن تستحقن الاحتفال به. لكن اسمحن لي يا من ذكرت صفتهن أن أهمس لكن في أذنيكن كي لا يسمعن العالم، أقول لكن تبا لكن ولاحتفالكن، تحتفلن وبنات جلدتكن (في العالم القروي) لا يعرفن من هو الـ8 مارس ولا الـ10 أكتوبر، لكن عليكن الاحتفال بيومكن هذا، ودعن أيام السنة كلها لهاته المناضلات.
يا شباب ويا رجال، يا من يهدي الورود البلاستيكية للنساء في هذا اليوم تعبير عن تهاني يوم عيدهن، أتعلمون أن عيد المرأة هو احترامها وتقديريها. بأي يوم عالمي أيتها المرأة المغربية تحتفلين؟ وكرامة أختك العاملة في المصانع والضيعات الفلاحية تهان وتداس. وبأي عيد تحتفلين أيتها المرأة المغربية وأختك المطلقة تهينها نظرات المجتمع الحقيرة المتخلفة. وبأي عيد تحتفلين وأختك التي تنتظر فارس أحلامها يذكرونها كل صباح بمقولة “فاتك قطار الزواج”. وأي عيد تستحق المرأة المغربية الاحتفال به وأختها في جبال الريف والأطلس تموت بردا، ويضعن أولادهن في طريقهن إلى المستشفيات؟. كثير هن المغربيات من لا يعرفن الثامن من مارس، فلم الاحتفال به إذن؟ أليس الاحتفال به إهانة لهن.
بقلم: سعيد الكرتاح / تِغِيرْتْ نْيُوزْ
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=18811