الرئيسية » ملفات » ربورتاجات »

إيغير ملولن بالركادة .. تراث المنطقة بين رياح الضياع وندرة التوثيق

تراث  اقتصادي  - سوق أربعاء إيغير ملولن

تراث اقتصادي – سوق أربعاء إيغير ملولن

التراث المادي الذي تزخر به منطقة “الدراع الابيض”  إيغير ملولن بجماعة الركادة بإقليم تيزنيت متنوع، سواء من حيث سمة مجالية أو الخاصية،  إذ يضم تعداد من معالم حضارية أو إيكولوجية أو رموز تاريخية ضاربة في التاريخ، وإلى أبعد العصور، هذا ما يوضح كون منطقة إيغير ملولن شهدت استقرار بشري مهول ومتنوع، هذا يأتي عبر الاختلاف في طبيعة، تلك المعالم وبصمات كل قومية على حدى. وبالتالي نستهل البعض منها عرضها في صور كمحور مركزي، تراث اثنو تاريخي، ألا هو عبارة عن معلمة  تدعى في اللساني المحلي “اكادير اكني”.

مدرجات فلاحية

مدرجات فلاحية

فان هذه الأخير استعصى تحديد معها السياق التاريخي و ظروف خاصة التي كانت وراء تشيديها بهذه النقطة بالذات .فمن خلال صورة يتضح جليا كونها تتواجد على مرتفع  صخري  جبلي  من وجهته الواضحة هده السالفة للذكر، في ظل غياب الاهتمام بهذا بالموروث المادي  يصارع الزمن في البقاء وبمعية مجموعة أخرى من المعالم المتواجدة بالمنطقة إيغير ملولن.

أصل الاسم تاريخيا

بالرجوع إلى مستندات ومصادر تاريخية، نجد “أكادير” هو مصطلح أمازيغي ومعناه الحصن الذي  فيه يتم تخزين المحصول الزراعي  لأهل القرية  أو القبيلة، وغالبا ما يقام على قنة جبل أو ربوة مطلة على مختلف الجهات، فهو كمؤسسة لادخار على شكل قلعة. وهنالك من بعض المصادر ما ترجع مؤشرات الأولى إلى فترات بعيدة في ظل جمود من ناحية تاريخية، اللهم بعض وثائق، عدا ذلك تبقى الروايات الشفوية كمستند بخصوص التاريخ بإيغير ملولن. وأمام غياب مستند صريح عن الاسم الأصلي لهذه معلمة ارتينا الاقتصار على المنطوق اللساني لها بمنطقة.

بعض معالم  التراث المادي بإيغير ملولن

بعض معالم التراث المادي بإيغير ملولن

معلمة بين ندرة المصادر و تأثير المناخ

استناد للروايات المتطابقة من حيث شهرتها من جهة، وكونها ذات مفعول متعارف عليها، في ما من ناحية  أخرى تعد الأكثر حكيا بتواتر هذه الأخيرة، تجتمع على نظرية أن معلمة عرفت عدة ظروف تاريخية منذ فترات زمنية باعتبارها المرصد الوحيد إلى وقت بعيد للقبيلة، من حيث تخزين محصولها ولا سيما فيما يتعلق  بالشعير والقمح و غيره.

إضافة إلى كون أن كل نائبة مكونة لها تتوفر على قسم خاص بهذه المعلمة، وكما كانت إلى حد علم من أناس قضوا أنها بمثابة مفصل للنزاعات  في إحدى فسحاتها. ونظرا لندرة معطيات عن هذه المعلمة كرمز تاريخي، وحتى إن كانت فهي حبيسة المجهول.  وكما أن مناخ له حصة الأسد في التغيير المعلمة سواء عمرانيا أو كدلك تغير من حيث التركيبة الأصلية لها، ناهيك عن ظرفية ومجرياتها التي كانت فيها، هذا لا ننسى مسألة تقسيمات جغرافية أو ديموغرافية التي تعاقبت على منطقة  منذ فترات الزاهية لتلك المعلمة وأدوارها طلائعية حسب المصدر الروائي.

أهمية المعلمة وأبعادها مختلفة

نظرا للندرة المشار إليها سالفا، جعلت من إحاطة بأهمية هذه المعلمة على مختلف الأصعدة، فوسط الخلط  السائد بهذا الصدد من حيث روايات المتضاربة مما يدعو الأمر إلى الاحتياط والبحث عن الحقائق. فيمكن أن تبرز دوافع إقامة هذه المعلمة حسب تحليلات المنهج المنغرافي، أن من وراء ذلك نزعة معينة تخص تلك الفترة وفي الوقت الذي يصعب فيه تحديد المرحلة التاريخية لها.

مصطفى ابن اسماعيل: تِغِيرْتْ نْيُوزْ / الركادة

مشاركة الخبر مع أصدقائك

تعليق واحد

  1. مكون: 2018/12/23 1

    مقال رائع .. هل ممكن ان اتواصل مع صاحب المقال وشكرا

أكتب تعليقك