الرئيسية » ملفات » ربورتاجات »

إغير ملولن بجماعة الركادة ضواحي تيزنيت بين الماضي البعيد والحاضر

إيغير ملولن - جماعة الركادة * إقليم تيزنيت

إيغير ملولن – جماعة الركادة * إقليم تيزنيت

إغير ملولن .. لا يقتصر الحديث عن هذه المنطقة في سطور معدودة نظرا لما لها من هوية وتاريخ عتيق، إلا أنه لابد من الإشارة إلى أهم النقط،  فتعد قبيلة إغير ملولن من القبائل السوسية، وذلك لما تكتسيه من خصوصيات ثقافية وحضارية واثنية خاصة، متمثلة في نظام وأشكال الحياة اليومية وأنماط العيش لدى ساكنة إغير ملولن، كلها مقومات جعلت منها منطقة ذات هوية تستوجب التوثيق من لدن الباحثين.

تضاريس جبلية

وبخصوص إحداثيات قبيلة إغير ملولن، فهي تتموقع وسط تضاريس جبلية المكونة لسلسة جبال الأطلس الصغير. وعلى الأخص بين السفوح السهلية وبين المناطق الجبلية الشرقية، وهذا التموضع الجغرافي أكسبها لكي تكون محطة للعديد من الرحلات ولا سيما التجارية على الخصوص منذ عصور قريبة.

وكما شهدت منطقة إغير ملولن كذلك العديد من فترات وصفت بطابع النزاعات القبلية، إلا أنها عرفت كذلك محطات متنوعة إبان ما قبل الفترة الكولونيالية، وأيضا إبانها بحيث استقرت بها جموع من مختلف الأطياف و الاثنيات، وذلك على مر الحقب، ويرجع السبب لعدة اعتبارات، منها ما هو مرتبط بالهروب من تفشي الأوبئة أو بتوالي سنوات الجفاف، جعلها منطقة عانت من الفقر على مر العصور وبالتالي فقد صارت بموجب صراعات الدائرة آنذاك بين القبائل جعلها محطة انظار للعديد من قبائل المجاورة.

التعليم العصري والعتيق

وارتباطا بموضوع المنطقة، فقد تميز ت بكون سكان القبيلة ما زالوا يكابدون من أجل النهوض بوضعية التعليم العتيق بالمدرسة الكائنة بالمنطقة، باعتبارها تمثل الإشعاع الديني للقبيلة إلى وقت قريب، ومع بروز التعليم العصري كما برزت معه نظام حياتية جديدة، أيقنت من خلال ساكنة المنطقة إلى ضرورة مواكبة التطور وتنمية في معظم المجالات، وبذلك الانتقال إلى عصر المؤسسات والنظام بعدما كان الامر يقتصر على مكانة المسجد ودور الفقيه في إدارة شؤون القبيلة.

ثقافة تقليدية

بهذا صارت بذلك إغير ملولن تابعة إداريا للجماعة القروية الركادة، فهي لا تبعد إلا بحوالي 35 كلم عن مدينة تزنيت، يحدها من جهة جماعة تازروالت ومن ناحية أخرى كل من جماعة سبت النابور إقليم سيدي إفني،  وسهل أزغار “الركادة”. ومن مميزاتها التاريخية والايكولوجية، فهي تضم عديد من المعالم الدينية كالأضرحة و الزاوية الوحيدة، ثم استمرار ثقافة التقليدية ولو أنها بشكل بطئ، كما تزخر بالأحصنة الأثرية و المعمارية.

وبحكم أن المنطقة في منطقة جبلية أكسبها تنوع جيولوجي رفيع، إضافة إلى هنالك، اشتهرت بعدة أعلام، خاصة في المجال الديني من بينهم “أحمد بن محمد” وفقهاء آخرين. ومع توالي السنين وتقدم حياة لدى ساكنة إغير ملولن، فقد ساهم انتشار المدارس العصرية منذ بزوغ نخبة جديدة مثقفة من رجالات ونساء في العديد من الميادين، سواء في مجال التعليم أو القضاء وغيره.

مصطفى ابن اسماعيل: تِغِيرْتْ نْيُوزْ من الركادة

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك