الرئيسية » سياسة ومجتمع »

علاقة آيت باعمران بالعالم

لا شك أن عنوان هذا المقال سيخلف وجهات نظر متباينة، طبيعي جدا أن تختلف الآراء حول علاقة “آيت باعمران” بالعالم، فالبعض ينظر إلى أن المنطقة جزء لا يتجزأ من العالم وبالتالي هي خاضعة لكل ما تخضع له مناطق العالم ولا تختلف عنها، وهناك من يعتقد أن “إفني” وحدها في واد والعالم كله في واد آخر، هكذا يحلوا لكثير من عشاق المدينة التعبير عن رأيهم بفرضية ”ما كذب لي قال راه كاينة إفني بوحدها … أوكاين العالم”.images

فرضية لطالما سمعتها وحاولت جاهدا إقناع نفسي بها لأجدني وبشكل غريب أحاول وبجهد أكبر إقناع أطراف أخرى بصحة هذه الفرضية ”كاينة إفني وكاين العالم”.

إن المتأمل في واقع المدينة سيجد بما لا يدع مجالا للشك أن المدينة تتوفر وحدها دون سواها من مدن العالم على طاقات هائله من المفكرين والفلاسفة والعلماء والأدباء والخبراء والنقاد والدعاة ورجال القانون والمحللين السياسيين والمحللين الرياضيين والجمعويين وغيرها، أكثر من ذلك تجد في بعض الأحيان هذه التخصصات كلها مجموعة في شخص واحد، “سبحان الله”، ومما جعلني أقتنع شيئا فشيئا بصحة الفرضية المذكورة “كاينة إفني وكاين العالم” أن معظم هولاء المبدعين لم يتلقوا أي تكوين أو تدريب وطني أو دولي في المجال أو عفوا في المجالات التي يبدعون فيها ويتقنونها سامحهم الله، فتراهم مصطفين في مقاهي المدينة يعالجون ويناقشون ويتدارسون الملفات والقضايا والمستجدات المحلية والوطنية والدولية فلا يجدون صعوبة في تأويل وتحليل وفك ألغاز هذه الملفات والقضايا أكثر مما يجدونها في أداء ثمن البراد الذي لا يفارق هذه الجلسات الموقرة والذي يفرض نفسه في هذه الجلسات القيمة أكثر مما يفرضون هم أنفسهم وقت المعقول ولي قال العصيدة باردة يحط فيها يديه.

إن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم أكثر من أي وقت مضى لماذا لم تعرف المدينة انطلاقة تنموية ثقافية اجتماعية حقيقية في ظل وجود هؤلاء الخبراء والفلاسفة والمفكرين ؟.

ولأن أهل التخصص المحترمين من أبناء هذه المدينة الفاضلة حتى وإن أطربوا (فمطرب الحي لا يطرب) لزموا الصمت لأن العمل لا يجدي في ظل وجود خبراء وفلاسفة المقاهي الذين يحللون ويعلقون على كل صغيرة وكبيرة والذين كانوا ولا يزالون سببا فيما تعيشه المدينة من ركود وجمود على كافة المستويات الثقافية منها والتنموية والسياسية “ماخدموا ماخلاو لي يخدم “….

أصبحت الآن مقتنعا أكثر من أي وقت مضى أن فرضية ”راه ما كذب لي قال راه كاينة إفني أوكاين العالم” هي فرضية صحيحة وصاحبها لم يكذب وأنى له أن يكذب.

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك