بعض الأحيان في لغتنا الأمازيغية نسمع لبعض الكلمات التي تستعمل دون معرفة المعنى الدلالي لها فعلى سبيل المثال نجد كلمة “أزول” لا يزال مجموعة من الباحثين والمهتمين باللغة والثقافة الأمازيغيتين يستعملونها في سياقات التي نجد فيه مصطلح “أزول” يفقد معناه الحقيقي، في هذا السياق يمكن تقسيم استعمالات لكلمة “أزول” إلى صنفين بحيث نجد الأول يقول بان كلمة “أزول” تحمل معنى وحيد وهو التقرب إلي القلب، بمعنى أن المدافعين عن هذا الطرح قاموا بتقسيم “أزول” إلى قسمين، فالأول” از” أي “قرب” بالعربية ويعتبرونه بمثابة فعل أما الكلمة الثانية فهي “ول” بمعني القلب، وبالتالي كما قلنا سابقا فالمعني الذي يحمله “أزول” هو التقرب إلى القلب في اتجاه أخر نجد ا لبعض الاخر يرون أن هذا المصطلح هو ترجمة لـ”السلام عليكم”، هذا ما جعلهم يستعملون “أزول فلاون”.
لكن ما يلاحظ هو تعدد الآراء و التصورات بخصوص هذا المصطلح الذي يعتبر بمثابة ركن من أركان الامازيغية، هذا ما دفعنا إلى دراسة كلمة “أزول” من الناحية اللسانية وذلك من أجل الوصول إلى المعنى الدلالي لهذا المصطلح، فعندما بدأنا بالطرح الأول الذي يدافع عن فكرة كون “أزول” هي كلمة مركبة تحمل معنى التقرب إلى القلب، فهنا يمكن أن نعارض بشدة هذا الطرح ألانه بكل بساطة حرف “الزاي” في كلمة” أزول” ليس حرفا مفخما عكس نفس الحرف في كلمة “أزاليم” أي “البصل” بالعربية، إذن من هنا يمكن القول أن تصور هذا الاتجاه لا أساس له من الصحة، أما الاتجاه الثاني فهو يرى كما قلنا سابقا أن كلمة “أزول” هي ترجمة لسلام، هذا ما جعلهم يترجمون “السلام عليكم” إلى الامازيغية و حصلوا إذن على كلمة “أزول فلاون”، لكن ما نعرفه نحن هو أن كلمة السلام بالأمازيغية هي”افرا” و ليس “أزول” و بالتالي فترجمة السلام عليكم من العربية إلى الامازيغية فهي بكل بساطة “افرا فلاون” وليس “أزول فلاون”.
من خلال هذه المعطيات يمكن القول إذن ان كلمة “أزول” هي بالعربية “تحية” وبالفرنسية “سالي” وبالانجليزية “هيلو” ولا يمكن إذن أن نقول” أزول فلاون” بحيث وكما وضحنا من قبل فإنها جملة صحيحة من حيث التركيب لكن لا أساس لها من الصحة في الجانب المتعلق بالدلالة، وبالتالي فالاستعمال الصحيح لكلمة “أزول” هو “أزول نون” في حالة الجمع أو “أزول نك” في المفرد.
بقلم: حفيظ بوخماج/ تِغِيرْتْ نْيُوزْ
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=13197