الرئيسية » ثقافة وفن »

مهرجان قوافل سيدي إفني … رسالة إلى الغافلون وعلى قلتهم

ifdnأقيم  مهرجان القوافل بسيدي إفني على غير عادته، وتأخر عن موعد استرجاع المدينة وفضلت السلطات تأخيره إلى نهاية شهر يوليوز (2015)، كان عودة المدينة لا تعني أحدا.

الغريب أن رسالة المهرجان هذه السنة إلى ساكنة  المدينة هي أشبه برسالة إلى الغافلين “لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ “، وعلى منبر  القناة الثامنة  يبذو  أن  سهرة  مدينة  إفني  حضرتها جماهير من  أبناء جهة  وادنون الذين توافدوا على المدينة هروبا من ارتفاع درجات الحرارة  ليتجهوا نحو إفني بمشق الأنفس، حيث الطرق على حالها منذ كارثة الفيضانات، ناهيك عن شبه انهيار للبنيات التحتية ..  سهرة مهرجان قوافل يستحق منا إبداء ملاحظات. لماذا؟

أولا: لأنها تنعقد في مدينة عرفت أحداث أليمة عرفت بالسبت الأسود، وتوجها المخزن بمهرجان سنوي تستفيد منه ثلة من المحاورين المعروفين  “بمجلس  التنسيق”  أو الحركة التصحيحية ، والتي كان لها الفضل في تجميع  بعض أعضاء المجالس إلا من رحم ربك في  مقابلة حكومة عباس الفاسي، وتبين فيما بعد أن غالبيتهم تمثل حزب الأحرار ولا علاقتهم بصفة وفد أيت باعمران، ولا يتسع المقال للحديث عن كيفية تشكيل هذا الوفد المسؤول المباشر عن 12 مليار سنتيم المخصصة للإقليم.

مهرجان هذه السنة تميز بوجود معتقلين سابقين ومن ضمنهم محمد الوحداني، الساهر على تنظيم هذا المهرجان لأول مرة بحكم أنه كان شريكا رئيسا لبلدية سيدي إفني، قابع في السجن إلى حدود اليوم، ويعطي مثالا عن كيف يمكن أن يتحول الأنصار إلى مخادلين، فباستثناء مقاطعة الثرات المحلي الفروسية للمهرجان، فإن رفاق الأمس منهم من التزم الصمت حيال ما يجري أو أنهم استفادوا من فتات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية… وكان شيئا لم يقع للمدينة ولا لرفيقهم، فلم يكن يهم هؤلاء سوى الحصول على الإتاوة كل سنة، بل الاستحواذ عليها يكون لهم لا لغيرهم طبعا بموافقة السلطة، التي مازالت تبق إفني على شفا حفرة نظرا لسوء التدبير الذي لا حدود له.

ثانيا:  النقاش الذي دار حول تسمية المهرجان، وما تلاه من ردود أفعال حول من كان له السبق في التسمية،لم يكن يراعي ملصق المهرجان و الذي يبدو أن رمزية القوافل بلون ارزق وبشعار الجمل لا تعني إلا لمسات من أجل  الدعاية  لحزب “تميلاّ”  الذي كان يريد يوما استقطاب عناصر  السكرتارية الفاعلة، لكن  قيل آنذاك أن الوزير اخنوش شخصيا لم يتمكن من إقناعها  بإقامته بالدار البيضاء. وهو ما يمكن القول أن فروع الأحزاب المنافسة لم تدارك هذا الشعار وأهميته الدعائية خاصة بعد انضمام إفني إلى جهة كلميم وادنون، حيث ينتظر  أن تكون نهاية هذا المهرجان بهندسة جديدة خاصة وأن محترفي مثل هذه المناسبات على كثرتهم في إقليم كلميم وليس سيدي إفني، ولن يكون بمقدور هؤلاء الذين أسسوا لهذا المنتدى السطو عليه مرة أخرى، وربما قد يكون مصيره على شاكلة مصير جمعية أيت بعمران للتنمية، وشركة منفاكتوريا الصحراء اللتان سيطر عليهما الأباطرة والمفسدون دون محاسبة رغم  أن مالية الجمعية والشركة من مساهمات جماهير إقليم سيدي إفني.

ثالثا: رسالة سهرة المهرجان هذه السنة أقرب إلى رسالة إلى المغفلون ، بحيث لاحظ أن  قناة “تمازيغت” فضلت إدراج مجموعة “البشارة”  الحسانية ، وما أدراك البشارة؟، وعلاقتها بالسلطة خاصة في عهد القائد عمر أبوداد الذين كان على مركز مستي ترقى بعد ذلك إلى منصب عامل إقليم كلميم، فحكايته أقرب إلى نكث الجماني، وكانت البشارة المرأة الصحراوية التي يعرفها الصغير والكبير من المدنيون والعسكريون، صنعت فرقتها “للنشاط” المعروفة بالكدرة “تكدورت” أو رقصة الجمل، كما يمكن تحليلها من خلال الكيفان كان أخره ما اضحك المشاهد على أثير القناة الامازيغية  “هوهو… هوتش”  أي طريقة تركيع الجمل، قناة تمازيغت، لم تفوت فرصة نقل هذا الفلكلور الحساني  دون الانتباه إلى الأطفال الأبرياء ومكانهم النوم عوض  السهر والرقص في سهرة ليلية في سابقة من نوعها  أمام الجماهير، وفي خرق سافرة للمواثيق الدولية  التي تعنى بحقوق الطفل، كما لم تنتبه من خلال منشطيها  يوما، أنها القناة التي تشتغل بدون خصوصية فهي أشبه إلى “احليك وشن” أي ” بطن الذئب، تأخذ من كل فن وطرف خارج مهمتها وهي أشبه إلى الإدارة  بعقلية  الشلح “الكربوز” كما ينظر اليهم العروبيون، بحث يفكر في الآخر، ولا يهمه نفسه، بل ينقص من قيمته على حساب الأخريين  وهدا سر تخلف “الشلوحا”  “اصفر ودنين” على حد قول الحسانيين أبناء هلال، فماذا لو فكر ناقلي المباشر من سيدي افني ، هل بوسعهم أن سألوا يوما بإمكان تلفزة العيون الخصوصية نقل الشيخات من “الشليحات” على أثيرها ، أو سبق لأحد أن شاهد وسمع حتى كلام الأمازيغ عبر هذه القناة المعروفة بقناة “الرحيبة”.

أما المجموعة الثانية هي لفنان “شليح  مولانا ” من مراكش، حسب تصريحه للقناة لم يسبق له أن زار مدينة افني لمدة 25 سنة، ولم يجب للمشرفة على السهرة متى كان في سيدي إفني؟ ولماذا؟  ادائه ضعيف  كثرة الحشو إلى حد الغثيان،لم يتجاوز عبارتين يرددهما ويفهما الباعمرانيون كلمة  “أنو” أي البئر ومنها الوزير “بوانو” أبو البئر “ايديد  واعربن”  أو الدلو ، وكلمة  “أمالو” المظل، وهي الكلمة التي يتذكرها وزارة الداخلية جيدا وحكومة بن كيران عندما تم تكسير صندوق بدوار أمالوا وما أثاره من ردود فعل حول المهزلة ، ولن تكون هذه الفضيحة أقل فيما قد يحصل في الانتخابات الحالية، وعلى يقين أن السلطة هجينة ليس فقط  أنها لا تهمها الأسامي هل هي حية أو ميتة كما حصل للوائح صندوق “امالوا”، كما لا تهمها الصفة أيضا  هل هو فلاح أو تاجر  وسنتناولها في موضوعنا القادم.

أما كلام  الريس المراكشي  وأشعاره  “تنضامت”  لم يكن لها معنى بل الأكثر من ذلك، كأنه  هو الآخر يوجه رسائل إلى  أبناء إفني ادعاء منهم أنهم مغفلون ودون توضيح لإشاراته التي تنم على تعليمات لا يعلمها إلا الذين رافقوه إلى المنصة ومن بين الوقاحة التي ابانها “الفنان” وضعه راية البلاد والعباد على ظهره، كأنه في جزيرة الوقواق وليست مدينة مغربية، بل مرغ وبشكل غير مسؤول الراية نفسها على المنصة تدور عليها حركات أجساد شياخاته دون أن يدرك المسؤولون الذين تابعوا النشاط أن الراية دائما تأخذ مقام العلو لكي ترفرف، وما زاد الطين بلة عندما نزل من منصته بمعية “شيخاته” الراقصات ، يتودد الجمهور لتفاعل من كلماته السوقية إلى درجة أن لحظة معينة من عمر السهرة قاطعته نساء أيت باعمران بالصفير عندما تحدث عن الموعد بالهاتف منتصف الليل، كأنه المسكين لا يعلم أن سيدي إفني رغم أنها مدينة تعاني من القهر والاستغلال، فهي لا تحتوي على ملاهي ليلية كما هو معروف في مناطق أخرى مجاورة كأكادير مثلا.

سهرة القناة الثامنة من مدينة إفني أبانت عن سوء التدبير والتعامل بسوء النية مع ساكنة المدينة، بل أبانت أيضا أن المهرجان يبقى دو الطابع الفلكلوري ليس إلا، ولا يحظى إلى إبراز  إمكانيات المدينة وتاريخها العريق بالمقارنة مع منتدى الداخلة آو مهرجان طنجة وتيمتار…  فكفانا تبديرا للأموال وساكنة إفني  تتأكد يوم بعد يوم أن مهرجان هذه السنة رسالة إلى الغافلون وعلى قلتهم.

بقلم: عمر افضن / تِغِيرْتْ نْيُوزْ

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك