أوضح مبارك لشكر فاعل جمعوي وناشط سياسي بجماعة تيغيرت إقليم سيدي إفني في هذا الحوار أن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ سنة 2009 إلى الآن ونحن في سنة 2015، بجماعة تيغيرت حوالي 400 مليون سنتيم ولا أثر لها على مستوى القطاعات الاجتماعية، مشيرا إلى أن جماعتي تيغيرت وبوطروش، يعرفان نقص في التسيير وغيات التجربة والانسجام داخل أعضاء المجلسين. كما أشار إلى أن الفاعلين الحزبيين بالمنطقة يناقشون صراعاتهم الحزبية داخل الجمعيات ما يجعل هذه الجمعيات لا تقوم بدورها المنوط لها في إنماء المنطقة والتنسيق مع المجالس المنتخبة من أجل الدفع بالمنطقة إلى الأمام. تفاصيل أخرى مرتبطة بالعمل الجمعوي تجدونها في هذا (الجزء الثاني) من الحوار:
حاوره: سعيد الكرتاح من تيغيرت
ما تقييمك لعمل المجلس الجماعي لتيغيرت؟
بخصوص المجلس الجماعي لتيغيرت أقل ما يمكن القول عنه أنه يعيش حالة من التخبط والعشوائية، مجلس بلا أغلبية وبلا معارضة، حيث الأغلبية في واد والمعارضة في واد آخر، وليس هناك تنسيق، أما بخصوص تقييم عمل المجلس كمواطنين وكحزب سياسي لا نرى هناك شيئا ملموسا، لا على مستوى على الطرقات، لا على مستوى تزويد دواوير الجماعة بالماء الصالح للشرب ولا على المشاريع الاجتماعية، لا على مستوى قطاع الصحة، لا على مستوى قطاع التعليم، المجتمع المدني بالجماعة يعرف حركة نشيطة جدا، لكن لا يتلقى الدعم اللازم من المجلس الجماعي، وكحزب سياسي قمنا بتقييم لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ سنة 2009 إلى الآن ونحن في سنة 2015، حوالي 400 مليون سنتيم حصيلة هذه السنوات بالجماعة ولا نرى لها أثرا على مستوى القطاعات الاجتماعية. المستوى الفائض المالي الذي تحققه الجماعة كل سنة يتراوح بين 60 إلى 70 مليون سنتيم سنويا، ما يعني حوالي 300 مليون خلال هذه السنوات ولا وجود لها على أرض الواقع، إذن المجلس الجماعي لتيغيرت خلال هذه الولاية أقل ما يمكن القول عنه، أنها ولاية مأسوية بامتياز وبكل المقاييس.
ولاية مأسوية بامتياز بجماعة تيغيرت وحدها أم بكل الجماعات الخمس بالمنطقة؟
بالنسبة لجماعتي النابور وإبضر، هناك بعض التحسنات على مستوى مجموعة من القطاعات، بالنسبة لجماعة إبضر الجميع يعرف كيف أن الطرقات عرفت ازدهارا من ذي قبل، هناك برمجة مجموعة من المسالك المتبقية، هناك ظهور نوادي نسوية وبناء عدد من المنشآت الفنية بالجماعة، ومشروع كبير ومهم وهو تغطية جميع الدواوير بدون استثناء بالماء الصالح للشرب، إذا أنه بخصوص جماعات إبضر وأنفك وسبت النابور هناك تحسن شيئا ما، لأن هناك مجموعة من المشاريع الذي ظهرت على أرض الواقع، أما بخصوص جماعتي تيغيرت وبوطروش، فهنالك نقص في التسيير وغيات التجربة وغياب الانسجام داخل أعضاء المجلسين، وكما يلاحظ الجميع أن جميع دورات المجلسين (النابور وتيغيرت) دائما تكون هناك صراعات وتشنجات، أما بخصوص الجماعات الأخرى على الأقل هناك تحسن ملحوظ، وكما لاحظتم أن جماعة النابور أخيرا ساهمت في بناء قاعة للولادة بموصفات في المستوى، وقد تم تعيين أخيرا ممرضتين للولادة بهذه القاعة.
أنت عضو في عدد من الجمعيات بالمنطقة، لماذا العمل الجمعوي تغلب عليه المصلحة الشخصية والحزبية؟
فعلا في السنوات الماضية هناك صراعات سياسية قوية بين الفاعلين السياسيين المنضوين تحت لواء مجموعة من الجمعيات، لأن هؤلاء الفاعلين السياسيين هم أنفسهم الذين يتواجدون بهذه الجمعيات، لأنه قد تجد 20 شخص تقريبا هم الذين يمارسون في الساحة سياسيا وجمعويا في آن واحد، وهو ما يجلهم يناقشون صراعاتهم الحزبية داخل هذه الجمعيات ما يجعل هذه الجمعيات لا تقوم بدورها المنوط لها في إنماء المنطقة والتنسيق مع المجالس المنتخبة من أجل الدفع بالمنطقة إلى الأمام.
لكن في الستة الأشهر الأخيرة هناك بعض التنسيق حيث أن الفاعل المدني والجمعوي بالمنطقة بدأ يعيي أن الصراعات السياسية ستضع حدا للتنمية بالمنطقة، هناك نقاش الآن وهناك وعي لدى مجموعة من الشباب لكي يضعوا حدا لهذه الصراعات، وأنهم يشتغلون في العمل السياسي والجمعوي بطريقة شريفة من أجل المصلحة العامة.
لكن هذا الصراع الحزبي انتقل إلى الجمعية الخيرية لتسيير ورعاية دار الطالبة؟.
بالنسية للجمعية الخيرية لتسيير ورعاية دار الطالبة تيغيرت والتخبط الذي عرفته هذه المؤسسة التي هي اجتماعية تقدم خدمات جليلة للفتاة القروية، ومن تم تشجيع الفتاة على التمدرس، والصراع الذي عرفته المؤسسة جاء بعد الفشل الذي عرفته انعقاد الجموع العامة لتجديد المكتب، إلى أن انتخب المكتب الحالي، مجموعة من الأشخاص لا تُعجبهم الطريقة التي يتم بها تسيير هذا المكتب لشؤون المؤسسة وأصبحوا يقومون بعرقلة سير عمل الجمعية مما خلق توثرا لدى بعضهم لكن الأمور عادت إلى نصابها.
ماذا عن تقديم عدد كبير من أعضاء الجمعية استقالتهم؟
عضوين فقط قدما استقالتهما، واجتمع المكتب وقبل استقالتهما وكان المكتب يتكون من 15 عضوا، والقانون الأساسي يسمح تقليص عدد الأعضاء إلى 13 عضوا، والأمور تسير إلى طريق الصحيح الآن، بل أكثر من ذلك أن الجمعية استفادت من مشروع توسيع المؤسسة بمبلغ 68 مليون سنتيم وفي الأشهر القليلة ستنطلق توسيع المؤسسة والذي قدمت فيه الجمعية عمل جبار لوضع هذا المشروع في السكة الصحيحة.
أكثر من عضوين قدموا استقالتهم من الجمعية وليس عضوين فقط؟
هناك مجموعة من الأعضاء تم تغليطهم من طرف جهات معينة في ظرفية معينة معروفة، والأعضاء الذين تقدموا بالاستقالة هم ثلاثة أشخاص، عضو سحب استقالته والمكتب وافق على استقالة عضوين فقط قدما استقالتهما لمكتب الجمعية وللسلطة المحلية لأسباب شخصية حسب ما جاء في استقالتهما، وأنا كعضو في هذه الجمعية أوكد لكم هذا الخبر.
كيف تم تغليطهم من طرف جهات معلومة؟
أوكد لك أن عضوا قدم استقالته، وعندما استفسرناه أجاب بأنه قدم استقالته لأن الأعضاء قدموا استقالتهم جميعا ولم يبقى أحد، ولما وضعناه أمام أمر الواقع تراجع عن استقالته، واقتنع بالأمر وأن العضوين اللذان استقالا من مكتب الجمعية كان ذلك لأمور شخصية لا يُمكن لهما الاستمرار داخل المكتب.
تقرؤون في الجزء الثالث من الحوار، مبارك لشكر: موظفة جماعية منعت نساء تيغيرت من استغلال المراحيض
للاطلاع على الجزء الأول من الحوار: ميارك لشكر: غضبي من الحزب سبب تصريحي بالاستقالة من الحركة الشعبية
رابط قصير: http://www.tighirtnews.com/?p=12570