الرئيسية » ثقافة وفن »

مهرجان “تغيرت” الثقافي في دورته الرابعة بعين ثالثة .. ما له وما عليه

تُعتبر المهرجانات والملتقيات الثقافية والفنية من بين الأنشطة التي تُعطي لمناطق مختلفة إشعاعا محليا وإقليما وجهويا ووطنيا، وكذا دوليا،  وإذ تُعتبر منطقة “إمجاط” بإقليم “سيدي إفني” من بين المناطق الأكثر تهميشا، ومنطقة تعيش حالة من الإقصاء وتعيش في عزلة شبة تامة عن العالم الفني والثقافي، وكانت بأمس الحاجة إلى مهرجانات ثقافية وملتقيات رياضية ومواسم، كي تُحظى بتغطية إعلامية هامة.PLUM3G

النواقص

ولهذا نُظم مهرجان “تيغيرت للثقافة والتنمية” في دورته الرابعة ما بين الـ26 إلى غاية الـ29 مارس الجاري (2015)، في ظل مجموعة من الإكراهات التي كادت أن تُعصف بالمهرجان، ومجموعة من النواقص التي يحتاجها أيضا ليرتقي إلى مهرجان احترافي، للخروج من ثقافة المهرجان التقليدي للفرجة فقط، إلى مهرجان ثقافي وتنموي وتوعوي بناء على عنوان المهرجان الذي نظم تحت شعار، “ذاكرة الجبل دعامة للتنمية”.

مسؤوليات مختلفة

مجموعة من الفاعلين والمهتمين انتقدوا كثيرا المهرجان والتنظيم والبرمجة، انطلاقا من الاستعدادات، إلى التنظيم، مرورا ثم التمييز والعنصرية القبلية وغياب التواصل، إضافة إلى مسؤوليات أخرى يتقاسمها المجلس الجماعي لـ”تغيرت” والمصالح الأخرى، منها الأمنية والسلطات المحلية، وكل ذلك حسب المنتقدين من أجل إنجاح التظاهرة الثقافية التي احتضنها المركز القروي لجماعة “تغيرت” والذي يُعتبر نبض قبيلة “إمجاط” بإقليم “سيدي إفني”.P290315_1749

لجنة تنظيمية أمينة

ما انتقده مجموعة من شباب المنطقة، هو عدم استعانة الجهات المنظمة بلجنة تنظيمية مكونة من شباب المنطقة والفاعلين الجمعويين المحليين، وثم الاستعانة بدل من الشباب، برجال “القوات المساعدة” للقيام بدور اللجنة التنظيمية، في الوقت الذي كان بإمكان السلطات الأمنية (القوات المساعدة) القيام بدورها الرئيسي في الحماية وحفظ الأمن العام، إذ رأى البعض كيف أن اللجنة المنظمة هم من القوات المساعدة وأعوان السلطة من مقدمين والشيوخ.

اقتحام .. عجز الأمن

وفي الجانب الأمني، والذي تتحمل فيه السلطات المحلية الجزء الأكبر حسب المتتبعين. وبغض النظر عن بضعة أفراد من عناصر الدرك الملكي لـ”تغيرت” الذين حاولوا ضبط الأمر، إلا أن غياب عناصر أمنية مهمة لحماية الأملاك الخاصة والمنشآت والمنازل. إذ لاحظ الحاضرين أيضا كيف استطاع بعض الجماهير اقتحام أعالي وسطوح منازل التي يقطنها عدد من الموظفين وأسطح المحلات التجارية وكيف عجزت المصالح الأمنية منعهم من ذلك رغم محاولتهم المتكررة.

إقصاء

وبخصوص البرمجة، فالعديد من المهتمين، يرون أن تنظيم الندوات واللقاءات ليلا، هو إقصاء لشريحة كبيرة من المجتمع المجاطي من المشاركة، خاصة من شباب المنطقة، إضافة إلى تنظيم معرضين داخل المؤسسات التعليمية، الأمر يتطلب شراكة وتنسيق مسبق مع مختلف مكونات المنطقة، لإعطاء للمهرجان قيمته المعنوية. وفضل المتتبعون لو أن المعرضين نُظّما في الهواء الطلق قريبة جدا من الجماهير، ودون إقحام المؤسسات التعليمية في مثل هذه الحالات. خاصة وأن مجموعة من “الفضوليين” استغلوا فرصة زيارة المعرضين داخل الثانوية بنية أخرى سيئة حسب تصريحات مجموعة من التلاميذ وتلميذات المؤسسة.

تغيير الملابس

من بين النقط السلبية التي أثرت كثيرا في المهرجان، والتي يتحمل المجلس القروي لـ”تيغيرت” مسؤولية كبيرة منها، والتي سبق وأن أشرنا إليها في وقت سابق، خاصة بعد موسم “سيدي اعمر”، هو غياب للفضاء أو الساحة العمومية لاحتضان مثل هذه الانشطة الفنية، إضافة إلى غياب مرافق صحية كالمراحيض العمومية ومراكز الإيواء لإيواء الضيوف والفنانين. خاصة إذا علمنا أن مجموعة الفنان “سعيد أوتجاجت” أثناء تبديل ملابسه الرسمية بملابسهم الفنية استعداد لصعود فوق المنصة،، اضطروا للقيام بذلك داخل محل تجاري.

غياب التواصلPLUM3G

وإن كان من بين أهداف المهرجانات الثقافة، هو تلميع صورة البلد المنظم، من خلال التواصل المباشر مع مختلف الوسائل الإعلام الإذاعية والتلفزية، وكذا الصحف الإلكترونية والورقية، عبر بلاغات رسمية وبيانات وندوة صحافية قبل تنظيم المهرجان، في إطار سياسة التواصل مع الإعلام، هو ما تفتقر إليه الجمعية المنظمة. في حين كان بإمكانها التواصل مع مختلف الوسائل بإنشاء لجنة الإعلام والتواصل وإرسال بيانات وبلاغات وتقارير لجميع الأنشطة، وهو ما لم يكون، وجعل المهرجان محليا دون إعطاء صورة إيجابية عن المنطقة.

أين الفرق المحلية؟

ما يُعاب على الجهة المنظمة حسب المتتبعين دائما، وحسب تصريحات متفرقة للجريدة، غياب وعدم إشراك الفرق الموسيقية المحلية في التظاهرة الفنية لتشجيعها، إضافة إلى عرض مبلغ هزيل على فرقة موسيقية محلية حسب مصادر “تِغِيرْتْ نْيُوزْ” الإلكترونية والذي لا يتعدى 1000 درهم، ما تنافى مع شعار المهرجان “ذاكرة الجبل دعامة للتنمية”، لكون هاته الفرق والفنانين الآخرين أبناء هذه الجبال.

من إعداد: سعيد الكرتاح /”تِغِيرْتْ نْيُوزْ” / تغيرت- سيدي إفني

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك