الرئيسية » حوارات »

إسماعيل أكنكو: محمد عصام أدى الأمانة السياسية والبرلمانية كما يجب (4/4)

“تجربته البرلمانية حتى وإن كان قصيرة جدا كان لها وقع في نفوس ساكنة إقليم سيدي إفني، وشخصيا أعتبره أدى الأمانة السياسية والبرلمانية كما يجب”، هذه شهادة إسماعيل أكنكو عن حزب التقدم والاشتراكية في حق محمد عصام، برلماني سابق عن دائرة سيدي إفني المعزول، والمنتمي لحزب العدالة والتنمية. وأضاف “أكنكو” أن التجربة البرلمانية لبرلماني الإقليم هي تجريبية ضعيفة، وأنهما لم يرقا إلى مستوى تطلعات الناخبين. تجدون تفاصيل أكثر في هذ (الجزء الرابع والأخير) من هذا الحوار:

حاوره من تيغيرت: سعيد الكرتاح

تسيرون جمعية رياضية، لكن لم تقدموا أي جديد للرياضة المحلية؟

في الوقت الذي أتحدث إليك، لست رئيسا للجمعية الرياضية وفاق إمجاض، فقط أنا كاتبها العام، لأن في سنة 2011 راودنا حلم تأسيس إطار رياضي من أجل ملء الفراغ أنداك، وانخرطنا فيه بقوة، وكَلَّفني الجمع العام بتلك المهمة الجسيمة لرئيستها، والتي استمررت فيها سنتين، واشتغلت خلال السنتين بجدية رفقة مجموعة من الأشخاص الذين هم في الجمعية وآخرون خارجها.10348304_299507873548072_8630709169059178680_n

نظمنا الدوري الرمضاني الأول في تجريبية فريدة من نوعها على صعيد المنطقة، ونظمنا الدوري الرمضاني الثاني أيضا، ونظمنا ملتقى ألعاب القوى ومبادرات إنسانية، كما نظمنا دوريات ورحلات رياضية إلى كل من الأخصاص وسيدي إفني ومناطق أخرى مجاورة.

وفي سنة 2014 بعد الدعوة إلى الجمع العام العادي، والجميع يعرف الظروف التي مر فيها الجمع العام والنقاش الذي صاحبه، واهتدى الجمع العام أن يُكَلِّف شخص آخر برئاسة هذه الجمعية، ولكن للأسف الشديد في الآونة الأخيرة مجموعة من المشاكل اعترضت الجمعية الرياضية وفاق إمجاض.

أول هذه المشاكل عدم انتظام اجتماعات أجهزتها، ثانيا عدم وجود تقارير على مستوى الأنشطة التي تنظمها الجمعية، ثالثا عدم انخراط الجدي والحماسي لمجموعة من الأشخاص في النقاش الرياضي الذي هو موجود في الساحة، رابعا هناك أشخاص اعتدوا على دور كنت أقوم به بكل تواضع.

أخيرا دأبنا إلى عقد جمع عام لسنة 2015 ولم نستطيع بفعل عدم اكتمال النصاب القانوني، وطلبنا بعقد الجمع العام في الـ15 يوم الموالية ولم يُعقد، وأنا شخصيا أتحفظ على الطريقة التي تُسير بها هذه الجمعية، وأعتقد إن نحن نسير بهذه الطريقة، فنحن نخطو ولو خطوة واحدة إلى الأمام.

ما سبب استقالتك من جمعية مجاط للتنمية والثقافة؟

طبعا هذه الجمعية انخرطت فيها وتوليت منصب نائب الرئيس، وبعد مدة كان هناك خلاف حول نشاط معين، وهو نشاط تنظيم احتفالات رأس السنة الأمازيغية ما قبل الماضية، والذي تم بشكل انفرادي، وبشكل لم نُحَضِّر له جماعة ولم نناقشه ولم نتشاور بشأنه، ولم نقدم أي تصور بهذا الخصوص، واعتقدت في تلك اللحظة أنني لا دور لي داخل الجمعية، وبالتالي يجب أن أقدم استقالتي وهو ما تم بالفعل، أما الحديث عن السياسة والحزبية، عندما انخرطت في هذه الجمعية وتحملت مسؤولية نائب الرئيس كنت أنتمي لحزب سياسي ورئيس الجمعية ينتمي لحزب سياسي آخر.

هل جمعية تيغيرت لدعم التمدرس والخدمات الاجتماعية أسست لمواجهة مدير ثانوية محمد اليزيدي؟

أبدا، مدير الثانوية اختلفنا معه في مجموعة من التصورات ومجموعة من القضايا المتعلقة بالحياة المدرسية، اختلفنا معه في الطريقة التي بها تم توزيع الزمان المدرسي، باعتبار أن هناك مجموعة من الأمور يجب أن تصحح من خلال عدم تكديس الحصص الدراسية من خلال عدم الضغط على القاعات حتى نعطي الفرصة للأنشطة التربوية الموازية والهادفة.

اختلفنا أيضا مع مدير الثانوية في برنامج التغذية الذي لا يُوقع في كثير من الأحيان من طرف طبيب الصحة المدرسية الموكل له قانونيا التأشير على برنامج التغذية قبل إشهارها، واختلفنا معه أيضا في طريقة تدبير القسم الداخلي على اعتبار أن حركة التلاميذ نهاية الأسبوع ووسطه وبدايته غير مضبوطة.

واختلفنا أيضا على أن مجموعة من ملفات التلاميذ غير موجودة، كما اختلفنا على بعض الأمور المتعلقة بمالية جمعية الأباء، وأيضا على الطريقة التي يتم مواجهتنا عندما نود تنظيم نشاط معين داخل المؤسسة، وأيضا على مجموعة من المحطات، وعالجنا بعضها من خلال النقاشات والأراء والاجتماعات، وبقي بعضها نحن نناقشها.

أما جمعية تيغيرت لدعم التمدرس والخدمات الاجتماعية كانت فكرة خرجت إلى الوجود ناجحة، والدليل أنها أسست في دجنبر 2014 ونظمت أنشطة نوعية ولم تُكمل بعد حتى ستة أشهر تأسيسها، ولم يسبق لها أن أصدرت بلاغا أو شيئا ما يمس بشخص مدير ثانوية محمد اليزيدي، وهدفنا ليس مواجهة المدير، بل ما هو موجود اليوم في الساحة، أن هناك مجموعة من الأشخاص داخل ثانوية محمد اليزيدي يقاومون التغيير.

منهم مدير الثانوية؟

قد يكون في بعض الأحيان، لكن هل بإرادته يعمل هذا؟، أو هل هناك أهداف أخرى؟، لا أدري. أنا أقول أن هناك منظومة أو مجموعة أشخاص قد يكون منهم أعوان، وقد يكون منهم أطر تربويين يقاومون التغيير داخل المؤسسة، لأنهم لاحظوا كيف التحم التلاميذ مع الفاعلين الجمعويين، لأننا ناضلنا من أجلهم.

لم يُسجل علينا يوما أن قلنا للتلاميذ عليكم باستعمال الغش في الامتحانات، ولم نقول لهم عليكم بتكسير النوافذ والأبواب، ولم نقول لهم عليكم أن تتغيبوا عن فصول الدراسة، ولم نحرضهم على تنظيم مظاهرات داخل المؤسسة، بل نحن في الجمعية ننصحهم على عكس هذا ونوجهم إيجابيا ونؤطرهم ثقافيا وفكريا وعلميا.

لكن هؤلاء الذين يقامون التغيير يريدون أن ينمطوا التلاميذ كي لا يرتقوا إلى مرتبة من الوعي بمطالبهم وبحقوقهم وواجباتهم وأن ينخرطوا في الأنشطة التربوية الموازية التي تحث عليها كل المواثيق، دون أن ننسى أن هناك من له ميولات إيديولوجية خطيرة الذين كانوا إلى عهد قريب تعشعش في أدهانهم والذين أتوا إلى المؤسسة للسيطرة على الفكر.

كيف ترى عمل البرلمانيين عن دائرة سيدي إفني والمنتميان لحزبي من المعارضة؟11267434_471617443003780_2814333644462435555_n

اليوم العمل البرلماني لابد من الضروري أن توازيه جلسات مع الفرقاء الاجتماعيين والفاعلين الجمعويين ومختلف الهيئات بالدائرة التي ينتمي إليها البرلماني، من خلال فتح مكاتب للتواصل والزيارات الميدانية ومناقشة مع مختلف الناس الذين صوتوا لصالحهم، بغض النظر إن كانوا ساندوهم في محطة من المحطات الانتخابية أو لم يساندهم.

وبخصوص سؤالك، أن عمل البرلمانيين اللذان انتخبا عن دائرة سيدي إفني، لن أقول صفر، ولكن سأحول البيت الشعري الذي يقول “السيف أصدق انباء من الكتب”، كي أقول “الواقع أصدق إنباء من الخطب”. وهنا أحيلكم على أن هؤلاء لم يُقدما أي شيء للمنطقة وهذا الإقليم، بقدر ما سعوا إلى تكريس ممارسات تعود إلى العهد القديم.

وأقول بأنه قليل ما نسمعهما بمجلس النواب يتحدثان عن مشاكل الناس وهموم المواطنين، وقليل ما يقومون بزيارة إلى المنطقة، وقليل ما يُفَعِّلُونَ ما يُخوله لهم القانون لتأطير المواطنين وتحفيزهم، أما تقيمي لتجربتهما البرلمانية هي تجريبية ضعيفة، حتى بالنسبة للوعود التي قدموها للساكنة في حملاتهما الانتخابية أعتقد جازما أنهما لم يرقيا إلى مستوى تطلعات الناخبين.

رأيك في هذه الشخصيات في كلمات مختصرة جدا:

خير الدين الحسين، رئيس جماعة إبضر: برلماني سابق ومحام محنك، رجل سياسة يعرف الخطأ من الصواب، والمنطقة أعتقد بحاجة إليه في هذه المرحلة بالضبط.

أحمد لشكر، رئيس جمعية دار الطالبة: ابن المنطقة نختلف طبعا في مجموعة من المحطات سياسيا وفي مجموعة من التصورات والتوجهات، واحترمه وأقدر العمل الذي يقوم به.

محمد عصام، برلماني سابق عن دائرة إقليم سيدي إفني: تجربته البرلمانية حتى وإن كان قصيرة جدا كان لها وقع في نفوس ساكنة الإقليم، وشخصيا أعتبره أدى الأمانة السياسية والبرلمانية كما يجب، من خلال إيصال مجموعة من معاناة الساكنة إلى قبة البرلمان، ويعود له الفضل في طرح أول سؤال حول موضوع الثانوية التي ذكرناها سابقا، وكان له الفضل في إخراج مجموعة من الملفات الشائكة إلى العلن.

تلتقون في الحوار المقبل مع مبارك لشكر، رئيس المكتب المحلي لحزب الحركة الشعبية بقيادة تيغيرت

للاطلاع على الجزء الأول من الحوار، إسماعيل أكنكو: اللوبيات تحتكر الدقيق المدعم وتتستر على الكمية التي توزع (أنقر هنا)

للاطلاع على الجزء الثاني من الحوار، إسماعيل أكنكو: عيوب مجلس جماعة تيغيرت كثيرة وطريقة توزيعه للمنح مرفوضة (أنقر هنا)

للاطلاع على الجزء الثالث من الحوار، إسماعيل أكنكو: لا يمكنني أن أنافس عمي “الحاج موسى” في الانتخابات الجماعية (أنقر هنا)

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك