الرئيسية » أغراس أغراس » منبر الأحرار »

الشدائد تُظهر معادن الرجال

علي خالد: تغيرت نيوز

يُقال أن الأزمة تلد الهمة، وهو ما وقع هذه الأيام، حيث اشتدت المحنة الوبائية على العالم. بعد مرور شهر ونصف من الإعلان عن فيروس كورونا في بلادنا الحبيب، بدأت بوادر التضامن والالتفاف الشعبي ما بين المجتمع، وهذا فعلا ما ثبنته المملكة المغربية من خلال توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله

فعلاً إنها استراتيجية اعتمدتها المملكة وسار عليها إقليم سيدي إفني بجميع قبائله على غرار أقاليم المملكة، وبسرعة كبيرة تنضم قبيلة إمجاض لنظام اليقظة ومعها تجار وأعيان وهيئات المجتمع المدني بروح التضامن والتآزر، وهذا ليس غريبا عن أبناء قبيلة إمجاض الذين عاشوا وعايشوا سنوات التضامن خلال الستينيات والسبعينيات، وذلك ليس غريباً عليهم وهم من كرمهم الله بروح التآزر.

ها هم يفتحون صفحة جديدة من موسوعة التضامن، لكن في ظروف أخرى وأسباب مغايرة، إنهم أبناء قبيلة إمجاض على العموم وإبضر على الخصوص، ومن جميع الفاعلين باختلاف أنواعهم في محطة جديدة مع التاريخ، ومع هاته الحرب، وأي حرب؟، إنها جائحة كورونا. فمنذ الوهلة الأولى من ظهور الوباء سارعوا رجال المال والأعمال كرجل واحد من أجل وحدة الصف للتخفيف
عن تداعيات الحظر المفروض على الساكنة، وفق الوسائل المادية والبشرية المتاحة، خاصة ما تعلق باعتماد الجانب التضامني في ضل الحجر الصحي المفروض عن المجتمع ككل، الذى من خلاله انتشرت مبادرات تطوعية من جميع المؤسسات لتوفير المساعدات الكفيلة قدر الإمكان لتصدي للخطر الناجم عن الوباء.

نعم فقد أثبتت هذه الأزمة أن رجال جماعة إبضر ذخراً نافعاً وأبناء لا ينكرون ولا يجحدون، متضامنون متعاونون ومضحون في العسر والضيق، فهم خير خلف لخير سلف، ولا داعي هنا لذكر الأسماء ولا للعودة إلى الوراء وإلى التاريخ القديم للتفتيش عن البطولات الخالدة التي كتبها الأولون والتابعين لهم بأحرف من ذهب، فالمحن والشدائد تظهر معدن الرجال، وما هذه الصورة التضامنية التي رسم تفاصيلها أبناء إبضر على العموم إلا دليل على الأخوة، بحيث وضعوا المواطن المقهور والمغلوب عن أمره قبل كل شيء من أولوياتهم، وانخرطوا طواعية في حملات التبرعات.

ولعل الصورة الجميلة لمبادرات التضامنية تلك التي انخرط فيها في جميع ربوع المملكة مجندون، كل واحد في جهته من أجل تخفيف وطأة الحجر الصحي وأعباءه والضغط المفروض عن المجتمع، وهكذا تتكاتف كل الجهود من أجل هدف واحد، فاكل الثناء والتقدير والشكر وإخلاص إلى كل من ساهم في انجاح هذه المبادرة الإنسانية فمن لم يشكر الناس لا يشكر الله.

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك