الرئيسية » أغراس أغراس » كلشي باين »

سيدي إفني … حادث مأسوي في عز الحملة الانتخابية الجزئية 2017

لا أدري إن كان الناخبون بجماعات إمجاض الخمس إقليم سيدي إفني، ولا أدري إن كان المنتخبون هم أيضا على علم بحادث مأسوي وقع الأحد الماضي (10 دجنبر 2017) في عز الحملة الانتخابية التي اشتد فيها الصراع بين حزبين سياسيين بإقليم سيدي إفني، وهما الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتجمع الوطني للأحرار.

الحادث المأسوي يتمثل في وفاة طفل صغير لا يتجاوز في العمر سنتين أمام بوابة المركز الصحي الجماعي تغيرت بين يدي والدته وفي أحضانها، لا لشيء إلا أنه لم يجد من يـُقدم له الإسعافات الطبية كون المركز الصحي الجماعي في عطلة نهاية الأسبوع، ليسلم الروح إلى بارئها بين يدي الأم المكلومة.

لم تـُكلف الدولة المغربية نفسها عناء البحث عن أسباب وفاة طفل صغير، اكتفت فقط بربط اتصال مع طبيب قريب بالمنطقة وسيارة نقل الأموات، ونـُقِلَ الطفل إلى المركز الصحي الجماعي بمركز سبت النابور بعد وفاته حيث كان الطبيب ينتظره، علما أنه لم يجد  طبيب المركز الصحي الجماعي بمركز تغيرت ينتظره وهو حي، ومجرد تأكيد الطبيب وفاة الطفل، أعط النيابة العامة تعليماتها بدفنه وانتهى الأمر كأن شيئا لم يكن.  

الحادث المأسوي يـُسائل وزارة الصحة كما يـُسائل المجالس المنتخبة محليا إقليميا وجهويا، وأيضا ممثلي الجمعيات المدنية التي لم تحرك ساكنا بخصوص هذا الحادث المأسوي الذي وقع في عز الحملة الانتخابية، وفي ظل مطلب إحداث مستشفى القرب بالمنطقة الذي لم يتم، وما صاحب ذلك من صراع بين أحزاب ومنتخبين بالجماعات الترابية بدائرة لاخصاص.

إن وقوع مثل هذه الحوادث المأسوية يجب أن يحرك المجتمع المدني كطرف فاعل في الانتخابات واختيار الأفضل ومن يـُدافع عن الصالح العام، وإن اقتضى الأمر بصوت المقاطعة كرسالة غضب من كل المنتخبين والمرشحين ومن الأحزاب السياسية وكرسالة فقدان الثقة في العملية الانتخابية برمتها.

لكن للأسف الشديد، فبدل مناقشة البرامج الانتخابية للحزبين من طرف الشباب بالخصوص والناخبين عموما، واستحضار الحادث المأسوي الذي ذهب ضحيته طفل صغير أمام بوابة مغلقة للمركز الصحي الجماعي بجماعة تغيرت، أصبحوا يناقشون “ولد البلاد” و”البراني” و”شحال غادي يعطي للصوت” وما إلى ذلك من مصطلحات فاسدة.

شباب آخرون الذين يألفون الاقتتات من أموال الانتخابات، يتهافتون وراء من سيدفع أكثر، ولم يهتموا بالبرامج الانتخابية للمرشحين كي لا نقول للحزبين، مع الإشارة إلى أن الحزبين معا في تشكيلة الأغلبية الحكومة، ويجب مساءلة الحزبين ماذا قدما للإقليم عموما وللقبيلة بالخصوص؟.

يجب أن لا تًنْسِيَ الحملة الانتخابية وأموالها قضية المناجم وأراضي الجموع وطريق إضرضار ومستشفى القرب والمداومة بالمراكز الصحية والثانوية التأهيلية المستقلة وطريق تكجكالت ومشكل الكهرباء المتمثل في ضعف الشبكة والانقطاعات المتكررة وبعد الإدارة وغيرها من المعاناة.

من لم يحضر في وقت الانتخابات لا تـُقبل منه الشكاية بعدها …

تغيرت نيوز من سيدي إفني

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك