المجلس الجماعي لسبت النابور سنة من التسيير ومؤشرات الإخفاق (الجزء الأول)
المعارضة لم تبدي بدورها حسن النية في اتجاه إصلاح ذات البين مع المكتب الجديد للمجلس مما أدى إلى اتساع الهوة بينهما يوما بعد يوم، مستحضرة دائما تلك المخلفات السلبية التي أنتجتها سنوات الانتخابات الماضية، فكان لذلك أن سعت إلى شد الحبل بينها وبين هذا المكتب، ومن تم إفراز نتيجة سلبية يؤدي فاتورتها المواطن النابوري العادي.
فريق المعارضة لم يستطع بدوره أن يبرهن للساكنة عن تغيير في أساليبه الماضية والمعهودة ويحاول أن يحتضن الجميع بما فيه المناوؤون السابقون له، ليفتح صفحة جديدة في علاقته معهم، تاركا شعار الاستبداد والاستفراد بالرأي ومحاولة إقصاء الآخر.
مكتب المجلس الجماعي ما له وما عليه:
الجميع يعرف الولادة العسيرة والقيصرية لهذا المكتب المسير، خصوصا بعد النتائج الانتخابية التي أفرزها اقتراع 04 شتنبر 2015، ففوز حزب الوردة بسبعة أعضاء مقابل سبعة أخرى لحزب السنبلة الذي كان يسر الشأن العام بهذه الجماعة لولايتين اثنتين ويطمع في الاستمرار، بل جعل الأمر لابد منه، ثم إن فوز ما يسمى بـ”الجوك البامي” كان له أثر جد مزلزل لفريق الرئيس السابق، هذا العنصر الذي سيبعثر الأوراق ليتحالف مع حزب الوردة لتشكيل مكتب التسيير بالجماعة.

ناصر الدين مومو – رئيس جماعة سبت النابور
تشكل المكتب الجماعي وتوالت الاهتزازات واحدة تلو الأخرى بسبب الانسجام الهش لمكوناته، دورات المجلس المتأخرة في الانعقاد وانتظار التحاق عضو أو عضوين بقاعة الاجتماع يثير غموضا وأسئلة في مدى الولاء للمكتب المسير، ثم إن ما راج أن عضوا بهذا المكتب صارت معه علاقة غير مستقرة مع باقي مكوناته لا ينبأ بخير، هذه العلاقة التي تسوء يوما بعد يوم بسبب سوء التدبير الداخلي لعمل هذا الفريق.
أفرزت الانتخابات الجماعية ما أفرزته وتلتها مجموعة من الاستحقاقات الأخرى، بدأ بانتخاب أعضاء المجلس الإقليمي وتلتها انتخابات أعضاء مجلس المستشارين وأخرها انتخاب عضو في انتخابات جزئية في ذات المجلس، كلها محطات أبانت عن ضعن الفريق الأغلبي وهشاشته مما خلق تصدعات في صفوفه وشكوك بين مكوناته طاف بعضها على السطح ليعرفها القاصي والداني، بل أن هذه المحطات أبانت كذلك على عدم قدرة هذا الفريق على تلبية تطلعات ساكنة النابور بسبب ما يروج من هنا وهناك من ممارسات لا تليق بالمستوى المعرفي والثقافي لأغلب مكوناته، وأن بعض الشباب النابوري استاء بل أصابته الدهشة والتذمر من جراء ما نقل عن وهذا وذك.
لينتهي هذا المشوار العسير في الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 07 أكتوبر من السنة الجارية (2016) والتي أفاضت الكأس وبعثرت أوراق التحالف الأغلبي حينما تخلى أغلبيته الساحقة عن دعم مرشح حزبهم الذي ترشحوا باسمه في الانتخابات الجماعية ليختاروا مرشحا آخر متجاهلين عواقب هذا التخلي إن لم نقل هذه الخيانة التي بدأت معالم نتائجها تبرز يوما بعد يوم.
ساكنة المنطقة من مناصري فريق التغيير أصابتهم خيبة الأمل من جراء هذه الممارسات التي لا تنم عن وعي سياسي تمثيلي للساكنة التي تنتظر منه الكثير لتتفاجآ بنفس الأسلوب الذي صار عليه السابقون، بل أكثر حدة من ذلك.
مظاهر الإخفاق:
الماء الصالح للشرب:
أصبحت منطقة (فوزارت، ادبومكار، ادمولاي، ادبهوش، اكر اكوسالن، ادبوالعوين، تلاث ندلمين، اديحيا) أكبر متضرر من جراء انعدام أي مشروع لتزويدها بالماء للشرب، ومن أكثر الساكنة معاناة مع جلب هذه المادة الحيوية وتزداد هذه المعاناة خصوصا في فصل الصيف، يثار لدى البعض أن خطوات في هذا المشروع، قد تحققت في ظل المجلس السابق، وأن جمعية أخذت على عاتقها إنجاز هذا المشروع ثم ما أن تحول هذا المشروع إلى وجهة حامل آخر في ظل هذا المجلس لينجز في هذا الصدد ثقبين استكشافيين دون المبتغى المنشود ليبقى هذا المشروع عالقا إلى أجل غير مسمى ولتستمر ساكنة هذه الناحية في معاناتها اليومية المعتادة.
منطقة “تنكرتيل” بدورها لم تسلم من الإخفاق، فبعدما عرفت مسيرة عسيرة في الاستفادة من هذه المادة لم تعرف مشاكل جمعيتها طريقا إلى الحل بعدما استبشر الجميع بأن الرئيس الجديد للمجلس الجماعي سيعكف على إذابة ما خلفته سنوات الماضي من أثار سلبية على مستوى التجاذب القطبي بين مكونات هذه الجمعية، وأن إصلاح ذات البين ستقع على يديه في حين أن الأمور لا تبشر بخير، وأن الشرخ يزداد والحلول بعيدة المنال.
مشروع أيت كرمون بقي بدوره كما هو، اللهم بعض الإجراءات المسطرية دون بروز أدنى مؤشرات الانطلاقة الفعلية في الأفق، وأيضا منطقة إدزعيض هي بدورها متعثرة في هذا الصدد في انتظار استكشاف بئر جديد يلبي انتظارات هذه الساكنة. فهل هي الأقدار الإلهية هي التي حالت دون ظهور بوادر الحل والإنجاز لكل ما ذكر؟، لنترك الأيام القادمة إن شاء الله لتجيب عن هذا …
يكتبه: محمد جاكوم / فاعل جمعوي سياسي من سبت النابور
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=24852