أوضح إسماعيل أكنكو مجموعة من النقط المرتبطة بخصوص ملاحظة المتتبعين للشأن المحلي تراجعه عن الانتقادات التي كان يوجهها من قَبْل إلى رئيس المجلس القروي لتيغيرت. وقدم هذا الأخير تقيما لأداء المجلس الجماعي الحالي لتيغيرت منذ انتخابه سنة 2009 إلى حدود الآن (2015). وتحدث أيضا عن المذكرة الإقليمية لحزبه التي وصفها بالمخزية، وأشياء أخرى تجدون تفاصيلها في (الجزء الثاني) هذا الحوار.
حاوره من تيغيرت: سعيد الكرتاح
تراجعت أخيرا عن الانتقادات لسياسة المجلس القروي لـ”تيغيرت” كما في السابق، لماذا؟
أنا لم أتراجع عن الانتقادات التي أوجهها لمجلس جماعة تيغيرت، لا زلت أدافع عن المشروع المجتمعي الذي أناضل من أجله وأحلم به كباقي الشباب. أولا تشبيب النخب. ثانيا تنمية حقيقة مبنية على أساس برامج ومخططات تنموية لديها القدرة لفك كافة المعضلات التي تعيشها المنطقة. ما لاحظه العديد من المتتبعين أن هناك حوارات ونقاشات واجتماعات ولقاءات مع رئيس المجلس الجماعي لتيغيرت ومن خلاله كافة الأعضاء من الأغلبية أو المعارضة، وهذا لا يمكن أن يُزيحه الاختلاف في رؤى وتصورات.
وإذا لاحظتم مؤخرا أن الطريقة بها ثم بها توزيع المنح، سواء الفائض المالي لدورة فبراير 2015، والمنح المقدمة لجمعيات المجتمع المدني أخيرا، راسلت رئيس المجلس الجماعي لتيغيرت بخصوص قرار القاضي بتوزيع هذه المنح، وأعلنت في صفحتي من موقع التواصل الاجتماعي أن الطريقة التي بها ثم توزيع المنح والفائض المالي للسنة المالية 2014 طريقة مرفوضة.
قلنا أن هناك عيوب على مستوى عمل المجلس، كذلك كنت ضد الطريقة التي بها يتم مناقشة مقررات المجلس، سواء سرية الدورات. وقلنا أخيرا عندما عقد اجتماع اللجنة المحلية للتنمية البشرية لا يُمكن أن ندرج أي مشروع دون أن يتوفر على ملف، أو نناقش أي مشروع لن يوجد على الورق، بالتالي هذا موقف يفند كل الادعاءات التي تدعي أنني تراجعت عن انتقاداتي للمجلس.
في نفس السياق، ما تقييمك لعمل المجلس منذ 2009 إلى الآن؟
أنا أقول أن المجلس الجماعي الحالي له إيجابيات كما له سلبيات.
ما هي إيجابيات هذا المجلس؟
أولا من إيجابيات المجلس أنه ساهم في اقتناء سيارة لنقل اللحوم، لأنه كنا إلى عهد قريب اللحوم تُنقل في شاحنات خاصة وعبر وسائل أخرى بدائية، والتي لا تكون لائقة بطبيعة هذه المادة وبكرامة الانسان التي تُقدم له، وهذا إنجاز لابد أن يُحسب لهذا المجلس، ثم أيضا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قام باقتناء شاحنة لنقل النفايات رغم أنها معطلة بسبب المشاكل التي تتعلق بالمطرح.
على مستوى تهيئة الخزانة الجماعية التي فَعَّلَهَا هذا المجلس، رغم أن لهذا المشروع أيضا عيوب تتعلق بالاستمرارية والمداومة وتوفير الكتب والمراجع، دون أن ننسى مساهمة المجلس في إطار المبادرة في تجهيز قاعة للإعلاميات والصوتيات بالثانوية التأهيلية محمد اليزيدي بتيغيرت.
وما هي السلبيات؟
المؤاخذات التي نؤاخذها على المجلس، من بينها عدم تفعيل لجنة تكافؤ الفرص والمساواة، وعدم تنفيذ بنود النظام الداخلي المتعلق بشريكة التنمية المحلية، وعدم تفعيل خدمة شاحنة نقل النفايات من خلال إعداد تصور حول الأمر ومناقشاته مع جمعيات المجتمع المدني، ومحاولة أن ننقد هذا المركز من الأزبال، إضافة إلى ذلك مشكل الصرف الصحي للضغط على وزارة البيئة كي تُسرع بالمخطط وتخصص الاعتمادات اللازمة رغم أن هناك إمكانيات.
في نفس السياق هناك غياب المجلس الجماعي على مجموعة من الاجتماعات التي تنعقد بعمالة الإقليم بسيدي إفني بعد الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت المنطقة، وعدم مراسلته الجهات المختصة لحماية المركز من هذه الفيضانات، ومسؤولية المجلس في الانارة، ومسؤوليته في توسيع شبكة الماء الصالح للشرب, وعدم انجازه المسالك الطرقية المهمة وعدم مساهمته في المؤسسات التعليمية.
لا ننسى أن المجلس يغيب عنه التصور المستقبلي، المخطط الجماعي للتنمية، اللجان المنبثقة عن المجلس ليس لديها تقارير، مصلحة التقنية للجماعة مؤخرا بدأت تخرج شيئا فشيئا وتقوم بعملها، ولكن هناك تجاوزات على مستوى البناء، أكيد هناك محاضر، لكن المحاضر وحدها لا تكفي، يجب أن تسبقها حملات تحسيسية وتوعية. كل هذه المؤاخذات نجملها أن المجلس ليس لديه أي تصور مستقبلي في انعدام أغلبية منسجمة داخل المجلس.
هل يُعقل أن توجد مداشير ودواوير بجماعة تيغيرت في سنة 2015 بدون طرقات معبدة وبدون ماء صالح للشرب؟
بالنسبة للماء الصالح للشرب والكهرباء والمسالك الطرقية، نعم لا يُعقل أن نناقشهم في سنة 2015، وأنا أقول أن زمان مناقشة هذه الأمور الثلاث انتهى، صحيح أن الكهرباء بجماعة تيغيرت معممة 100 بـ100، أخير دوار هو “بولجير” بتازروالت، قد تم المصادقة على الاتفاقية المتعلقة بهذا الموضوع، أما بخصوص الماء الصالح للشرب فهنالك مشكل كبير جدا، لابد أن يتحمل المجلس مسؤوليته، أولا في مشروع إدلحاج موسى الذي تم تعطيله منذ سنة 2007 إلى اليوم وعرف مجموعة من العراقيل، ولابد للمجلس أن يتحمل مسؤوليته في عدم ربط مجموعة كبيرة جدا من الدواوير بالماء الصالح للشرب، ويجب عليه تعميق ثقب الاستكشافية وتزويدها بمجموعة من المعدات ليتم ربط دواوير الجماعة بهذه المادة الحيوية.
بخصوص الطرقات، هناك اتفاقية ما بين المجالس الجماعية والوكالة الوطنية للواحات وشجرة الأركان، لابد للمجلس أن يتحمل مسؤوليته أيضا في هذا الموضوع ويراقب هذه الاتفاقية ويسهر على أن تنفذها في موعدها باعتباره شريكا أساسيا في هذه الاتفاقية، والمسالك المتبقية يجب أن يُبرمجها، سواء في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو في فائض المجلس الجماعي الذي يتوفر عليه كل سنة.
انتقدت مذكرة الكتابة الإقليمية لحزبكم والمقدمة لوزير النقل والتجهيز، ووصفتها بالمخزية، لماذا؟
نعم أنا أصدرت بلاغ إذ ذاك بأن وزير التجهيز والنقل زار المنطقة والهيئة الإقليمية لحزبنا اجتمعت معه وسلمت له مذكرة مطلبية في إطار تحالف بين أحزاب الأغلبية بين قوسين، وتم التنصيص في هذه المذكرة على المطالب المتعلقة بمدينة سيدي إفني دون غيرها، وهذا غير مقبول من هيئات حزبنا، لأننا ننتمي إلى حزب التقدم والاشتراكية، وقبل أن ننتمي إليه، ننتمي إلى منطقة إمجاط وجماعة تيغيرت على الخصوص، ولابد أن ندافع على هذه الجماعة. لأنه لا يمكن أن نجلس وتُقَدم هيئة تمثلنا مذكرة فيها مطالب تخص مدينة سيدي إفني ونفسها هي دون أن نذكر نحن. وبالتالي قلت، هذه المذكرة مخزية وأكررها أنها مخزية لا تمثلني ولا تمثل هذه المنطقة.
تقرؤون في الجزء الثالث من الحوار، إسماعيل أكنكو: لا يمكنني أن أنافس عمي “الحاج موسى” في الانتخابات الجماعية
للاطلاع على الجزء الأول من الحوار، إسماعيل أكنكو: اللوبيات تحتكر الدقيق المدعم وتتستر على الكمية التي توزع (أنقر هنا)
رابط قصير: https://www.tighirtnews.com/?p=12403