الرئيسية » ثقافة وفن » الشؤون الدينية »

“النشاط النسوي” بمقبرة “سيدي عبد الرحمن” بمدينة “تيزنيت” .. بترخيص من فضلكم

tiznitإذا كانت “تيزنيت” مدينة أنجبت علماء وفنانين ومثقفين كثر، وارتبطت في الوجدان السوسي برمزية الجمال وعذوبة مياهها، وطراوة نعناعها وهلم جرا، فإن الموضوعية تقضي أن نعترف بكونها واحدة من المدن المغربية المتميزة بأناقتها، وبدون بوليميك أو تأويل تبسيطي، نعترف كذلك بوجود مجلس بلدي نشيط، بقوة الواقع والانجازات، وليس بالتوهم أو التخيل.

لكن، أحيانا تحدث أمور تخرج عن نطاق الفهم أو التبرير، كما هو الشأن بالنسبة لترخيص البلدية لجمعية نسوية قصد تشييد غرفة داخل حرم مقبرة “سيدي عبد الرحمن”، تحت يافطة كيفما كان حالها لم تراع حقوق الموتى، لكون أصداء عدة وصلتنا عن “نشاط” و”رديح” وإقامة حفلة زفاف لإحداهن بين رفات موتى “تيزنيت”، وهذا في حد ذاته ترخيص نتساءل عن المعايير التي كانت وراءه، بحكم إمكانية اشتغال الجمعية النسوية (اليافطة يعني) في دار الشباب أو دعمها ماديا لاكتراء مقر منعزل وخاص، بعيدا عن حرمة الموتى، واحتفاظا بقليل من الحياء بدل التهور والخلط بين الأمور. فممارسات خطيرة قد تتستر بال “الغرفة” المعلومة، ممارسات تدخل في باب محو الشبهات عن “كسكس” تمرر عليه أعضاء ميت انتزعت، خدمة لطقوس سحرية، لا تخلو منها مقابر المملكة من حين لآخر، وهذه تخوفات لها ما يبررها بالطبع.

ترى ما سر صمت جمعيات المجتمع المدني والهيئات الدينية عن “نشاط” مقبرة “سيدي عبد الرحم؟، وما موقف الجهات الدينية المخول لها مراقبة المقابر بالمملكة؟، أم أن “النشاط” فاض على الأحياء ليصل “رفات الموتى” في مدينة “تيزنيت” السوسية؟. أم ربما هي أصوات انتخابية مضمونة، فسوق النساء استراتيجية مهمة في زمن العزوف الذكوري عن التصويت، بل، ثبت أن مفتاح الرجل حريمه وليس “معدته” فحسب؟ حسبنا الله ونعم الوكيل. ونتمنى من سعادة عامل إقليم “تيزنيت” والسلطات الوصية فتح تحقيق في الترخيص إياه، وإعادة الأمور إلى مجراها العادي الطبيعي قبل فوات الأوان.

محمد العمراني/  “تِغِيرْتْ نْيُوزْ” – تيزنيت

مشاركة الخبر مع أصدقائك

أكتب تعليقك